أخبار الإنترنت
recent

صيانة المياه ٥

صيانة الموارد الطبيعية Conservation
=====
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
Behold! in the creation of the heavens and the earth; in the alternation of the night and the day; in the sailing of the ships through the ocean for the profit of mankind; in the rain which God sends down from the skies, and the life which he gives therewith to an earth that is dead; in the beasts of all kinds that he scatters through the earth; in the change of the winds, and the clouds which they trail like their slaves between the sky and the earth; (here) indeed are signs for a people that are wise.
=====
صيانة المياه ٥
====
aaمكان الاستسقاءaa
8 - اتّفقت المذاهب الأربعة على أنّ الاستسقاء يجوز في المسجد ، وخارج المسجد. 
إلاّ أنّ المالكيّة لا تقول بالخروج إلاّ في وقت الشّدّة إلى الغيث ، والشّافعيّة والحنابلة يفضّلون الخروج مطلقاً ، لحديث ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما. 
» خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متبذّلاً متواضعاً متضرّعاً حتّى أتى المصلّى ، فلم يخطب خطبتكم هذه ، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير ، وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد «. 
وقال الشّافعيّة : يصلّي الإمام في الصّحراء ، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلاّها في الصّحراء ؛ ولأنّه يحضرها غالب النّاس والصّبيان والحيّض والبهائم وغيرهم ، فالصّحراء أوسع لهم وأرفق. 
وقال الحنفيّة بالخروج أيضاً ، إلاّ أنّهم قالوا : إنّ أهل مكّة وبيت المقدس يجتمعون في المسجدين ، وقال بعضهم : ينبغي كذلك لأهل المدينة أن يجتمعوا في المسجد النّبويّ ؛ لأنّه من أشرف بقاع الأرض ، إذ حلّ فيه خير خلق اللّه صلى الله عليه وسلم وعلّل ابن عابدين جواز الاجتماع في مسجد الرّسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ينبغي الاجتماع للاستسقاء فيه ، إذ لا يستغاث وتستنزل الرّحمة في المدينة المنوّرة بغير حضرته ومشاهدته صلى الله عليه وسلم في كلّ حادثةٍ. 
aaالآداب السّابقة على الاستسقاءaa
9 - أورد الفقهاء آداباً يستحبّ فعلها قبل الاستسقاء ، فقالوا : يعظ الإمام النّاس ، ويأمرهم بالخروج من المظالم ، والتّوبة من المعاصي ، وأداء الحقوق ؛ ليكونوا أقرب إلى الإجابة ، فإنّ المعاصي سبب الجدب ، والطّاعة سبب البركة. قال تعالى : {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} وروى أبو وائلٍ عن عبد اللّه قال : » إذا بخس المكيال حبس القطر « وقال مجاهدٌ في قوله تعالى : {ويلعنهم اللاعنون} قال : دوابّ الأرض تلعنهم يقولون : يمنع القطر بخطاياهم. 
كما يترك التّشاحن والتّباغض ؛ لأنّها تحمل على المعصية والبهت ، وتمنع نزول الخير. 
بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : » خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلانٌ وفلانٌ فرفعت «. 
aaالصّيام قبل الاستسقاءaa
10 - اتّفقت المذاهب على الصّيام ، ولكنّهم اختلفوا في مقداره ، والخروج به إلى الاستسقاء. 
لأنّ الصّيام مظنّة إجابة الدّعاء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : » ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصّائم حين يفطر 
« ولما فيه من كسر الشّهوة ، وحضور القلب ، والتّذلّل للرّبّ. 
قال الشّافعيّة ، والحنفيّة ، وبعض المالكيّة : يأمرهم الإمام بصوم ثلاثة أيّامٍ قبل الخروج ، ويخرجون في اليوم الرّابع وهم صيامٌ. 
وقال بعض المالكيّة بالخروج بعد الصّيام في اليوم الرّابع مفطرين ؛ للتّقوّي على الدّعاء ، كيوم عرفة. 
وقال الحنابلة بالصّيام ثلاثة أيّامٍ ، ويخرجون في آخر أيّام صيامهم. 
aaالصّدقة قبل الاستسقاءaa
11 - اتّفقت المذاهب على استحباب الصّدقة قبل الاستسقاء ، ولكنّهم اختلفوا في أمر الإمام بها ، قال الشّافعيّة ، والحنابلة ، والحنفيّة ، وهو المعتمد عند المالكيّة : يأمرهم الإمام بالصّدقة في حدود طاقتهم. 
وقال بعض المالكيّة : لا يأمرهم بها ، بل يترك هذا للنّاس بدون أمرٍ ؛ لأنّه أرجى للإجابة ، حيث تكون صدقتهم بدافعٍ من أنفسهم ، لا بأمرٍ من الإمام. 
aaآدابٌ شخصيّةٌaa
12 - اتّفق الفقهاء على آدابٍ شخصيّةٍ ، يستحبّ أن يفعلها النّاس قبل الاستسقاء ، بعد أن يعدهم الإمام يوماً يخرجون فيه ؛ لحديث عائشة المتقدّم عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : » وعد النّاس يوماً يخرجون فيه « فيستحبّ عند الخروج للاستسقاء : التّنظّف بغسلٍ وسواكٍ ؛ لأنّها صلاةٌ يسنّ لها الاجتماع والخطبة ، فشرع لها الغسل ، كصلاة الجمعة. 
ويستحبّ : أن يترك الإنسان الطّيب والزّينة ، فليس هذا وقت الزّينة ، ولكنّه يقطع الرّائحة الكريهة ، ويخرج في ثيابٍ بذلةٍ ، وهي ثياب مهنته ، ويخرج متواضعاً خاشعاً متذلّلاً متضرّعاً ماشياً ، ولا يركب في شيءٍ من طريقه ذهاباً إلاّ لعذرٍ ، كمرضٍ ونحوه. 
والأصل في هذا حديث ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال : » خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم متواضعاً متبذّلاً متخشّعاً متضرّعاً « وهي مستحبّاتٌ لم يرد فيها خلافٌ. 
aaالاستسقاء بالدّعاءaa
13 - قال أبو حنيفة : إنّ الاستسقاء هو دعاءٌ واستغفارٌ ، وليس فيه صلاةٌ مسنونةٌ في جماعةٍ. 
فإن صلّى النّاس وحداناً جاز ، لقوله تعالى : {فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً يرسل السّماء عليكم مدراراً} الآية ، وقد استدلّ له كذلك بحديث عمر رضي الله عنه واستسقائه بالعبّاس رضي الله عنه من غير صلاةٍ ، مع حرصه على الاقتداء برسول اللّه صلى الله عليه وسلم. 
وقد علّل ابن عابدين رأي أبي حنيفة فقال : الحاصل أنّ الأحاديث لمّا اختلفت في الصّلاة بالجماعة وعدمها على وجهٍ لا يصحّ معه إثبات السّنّيّة ، لم يقل أبو حنيفة بسنّيّتها ، ولا يلزم من قوله هذا أنّها بدعةٌ ، كما نقل بعض المتعصّبين ، بل هو قال بالجواز ، والظّاهر أنّ المراد النّدب والاستحباب ، لقوله في الهداية : لمّا فعله الرّسول صلى الله عليه وسلم مرّةً وتركه أخرى لم يكن سنّةً ؛ لأنّ السّنّة ما واظب عليه. 
والفعل مرّةً والتّرك أخرى يفيد النّدب. 
وأمّا المالكيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة ، وأبو يوسف ومحمّدٌ من الحنفيّة : فقالوا بسنّيّة الدّعاء وحده ، وبسنّيّته مع صلاةٍ له على التّفصيل الّذي تقدّم. 
aaالاستسقاء بالدّعاء والصّلاةaa
14 - المالكيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة ، وأبو يوسف ، ومحمّد بن الحسن من الحنفيّة قالوا : الاستسقاء يكون بالصّلاة والدّعاء والخطبة ، للأحاديث الواردة في ذلك. 
وقال أبو حنيفة : لا خطبة في الاستسقاء ، وما تقدّم من رواية أنسٍ لا يثبت الخطبة ؛ لأنّ طلب السّقيا من رسول اللّه وقع له صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ، فالخطبة سابقةٌ في هذه الحادثة على الإخبار بالجدب. 
aaتقديم الصّلاة على الخطبة وتأخيرهاaa
15 - في المسألة ثلاثة آراءٍ : 
الأوّل : تقديم الصّلاة على الخطبة ، وهو قول المالكيّة ، ومحمّد بن الحسن ، والرّاجح عند الحنابلة ، وهو الأولى عند الشّافعيّة ، وعليه جماعة الفقهاء ؛ لقول أبي هريرة : » صلّى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ركعتين ثمّ خطبنا « ولقول ابن عبّاسٍ : صنع في الاستسقاء كما يصنع في العيد ؛ ولأنّها صلاةٌ ذات تكبيراتٍ ، فأشبهت صلاة العيد. 
الثّاني : تقديم الخطبة على الصّلاة وهو رأيٌ للحنابلة ، وخلاف الأولى عند الشّافعيّة ، وروي ذلك عن ابن الزّبير ، وأبان بن عثمان ، وهشام بن إسماعيل ، واللّيث بن سعدٍ ، وابن المنذر ، وعمر بن عبد العزيز. 
ودليله ما روي عن أنسٍ وعائشة : » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خطب وصلّى « ، وروي عن عبد اللّه بن زيدٍ قال : » رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا خرج يستسقي حوّل إلى النّاس ظهره ، واستقبل القبلة يدعو ، ثمّ حوّل رداءه ، ثمّ صلّى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة «. 
متّفقٌ عليه. 
الثّالث : هو مخيّرٌ في الخطبة قبل الصّلاة أو بعدها ، وهو رأيٌ للحنابلة ؛ لورود الأخبار بكلا الأمرين ، ودلالتها على كلتا الصّفتين. 
aaكيفيّة صلاة الاستسقاءaa
16 - لا يعلم بين القائلين بصلاة الاستسقاء خلافٌ في أنّها ركعتان ، واختلف في صفتها على رأيين : 
الرّأي الأوّل ، وهو للشّافعيّة ، والحنابلة ، وقولٌ لمحمّدٍ ، وسعيد بن المسيّب ، وعمر بن عبد العزيز : يصلّيها ركعتين يكبّر في الأولى سبعاً ، وخمساً في الثّانية مثل صلاة العيد ، لقول ابن عبّاسٍ في حديثه المتقدّم : وصلّى ركعتين كما كان يصلّي في العيد ، ولما روي عن جعفر بن محمّدٍ عن أبيه » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ وعمر كانوا يصلّون صلاة الاستسقاء يكبّرون فيها سبعاً وخمساً «. 
الرّأي الثّاني : وهو للمالكيّة ، والقول الثّاني لمحمّدٍ ، وهو قول الأوزاعيّ ، وأبي ثورٍ ، وإسحاق : تصلّى ركعتين كصلاة النّافلة والتّطوّع ؛ لما روي عن عبد اللّه بن زيدٍ : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم استسقى فصلّى ركعتين « وروى أبو هريرة نحوه ، ولم يذكرا التّكبير ، فتنصرف إلى الصّلاة المطلقة. 
واتّفقت المذاهب على الجهر بالقراءة في الاستسقاء ؛ لأنّها صلاةٌ ذات خطبةٍ ، وكلّ صلاةٍ لها خطبةٌ فالقراءة فيها تكون جهراً ؛ لاجتماع النّاس للسّماع ، ويقرأ بما شاء ، ولكن الأفضل أن يقرأ فيهما بما كان يقرأ في العيد ، وقيل : يقرأ بسورتي ق ونوحٍ ، أو يقرأ بسورتي الأعلى والغاشية ، أو بسورتي الأعلى والشّمس. 
وحذف التّكبيرات أو بعضها أو الزّيادة فيها لا تفسد الصّلاة. 
وقال الشّافعيّة : ولو ترك التّكبيرات أو بعضها أو زاد فيهنّ لا يسجد للسّهو ، ولو أدرك المسبوق بعض التّكبيرات الزّائدة فهل يقضي ما فاته من التّكبيرات ؟ قالوا : فيها القولان ، مثل صلاة العيد. 
aaكيفيّة الخطبة ومستحبّاتهاaa
17 - قال الشّافعيّة ، والمالكيّة ، ومحمّد بن الحسن من الحنفيّة : يخطب الإمام خطبتين كخطبتي العيد بأركانهما وشروطهما وهيئاتهما ، وفي الجلوس إذا صعد المنبر وجهان كما في العيد أيضاً ، لحديث ابن عبّاسٍ المتقدّم ؛ ولأنّها أشبهتها في التّكبير وفي صفة الصّلاة. 
وقال الحنابلة ، وأبو يوسف من الحنفيّة ، وعبد الرّحمن بن مهديٍّ : يخطب الإمام خطبةً واحدةً يفتتحها بالتّكبير ، لقول ابن عبّاسٍ : لم يخطب خطبتكم هذه ، ولكن لم يزل في الدّعاء والتّضرّع والتّكبير ، وهذا يدلّ على أنّه ما فصل بين ذلك بسكوتٍ ولا جلوسٍ ؛ ولأنّ كلّ من نقل الخطبة لم ينقل خطبتين. 
ولا يخرج المنبر إلى الخلاء في الاستسقاء ؛ لأنّه خلاف السّنّة. 
وقد عاب النّاس على مروان بن الحكم عند إخراجه المنبر في العيدين ، ونسبوه إلى مخالفة السّنّة. 
ويخطب الإمام على الأرض معتمداً على قوسٍ أو سيفٍ أو عصاً ، ويخطب مقبلاً بوجهه إلى النّاس. 
وقد صرّح المالكيّة بأنّ الخطبة على الأرض مندوبةٌ ، وعلى المنبر مكروهةٌ. 
أمّا إذا كان المنبر موجوداً في الموضع الّذي فيه الصّلاة ، ولم يخرجه أحدٌ ففيه رأيان : الجواز ، والكراهة. 
وقال الحنفيّة ، والحنابلة ، والشّافعيّة في القول المرجوح : يكبّر في الخطبة كما في صلاة العيد. 
وقال المالكيّة ، والشّافعيّة في الرّاجح عندهم : يستبدل بالتّكبير الاستغفار ، فيستغفر اللّه في أوّل الخطبة الأولى تسعاً ، وفي الثّانية سبعاً ، يقول : أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه ، ويختم كلامه بالاستغفار ، ويكثر منه في الخطبة ، ومن قوله تعالى : {استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً} الآية ، ويخوّفهم من المعاصي الّتي هي سبب الجدب ، ويأمرهم بالتّوبة ، والإنابة والصّدقة والبرّ. 
وقال الحنفيّة ، والشّافعيّة ، والمالكيّة : يستقبل الإمام النّاس في الخطبة مستدبراً القبلة ، حتّى إذا قضى خطبته توجّه بوجهه إلى القبلة يدعو. 
وقال الحنابلة : يستحبّ للخطيب استقبال القبلة في أثناء الخطبة ؛ لما روى عبد اللّه بن زيدٍ : » أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي ، فتوجّه إلى القبلة يدعو « وفي لفظٍ : » فحوّل إلى النّاس ظهره واستقبل القبلة يدعو «. 
aaصيغ الدّعاء المأثورةaa
18 - يستحبّ الدّعاء بما أثر عن النّبيّ ، ومن ذلك ما روي عنه صلى الله عليه وسلم » أنّه كان يدعو في الاستسقاء فيقول : اللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً غدقاً مجلّلاً سحّا عامّاً طبقاً دائماً. 
اللّهمّ اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. 
اللّهمّ إنّ بالبلاد والعباد والخلق من اللّأواء والضّنك ما لا نشكو إلاّ إليك. 
اللّهمّ أنبت لنا الزّرع ، وأدرّ لنا الضّرع ، واسقنا من بركات السّماء ، وأنبت لنا من بركات الأرض. 
اللّهمّ إنّا نستغفرك إنّك كنت غفّاراً ، فأرسل السّماء علينا مدراراً ، فإذا مطروا. 
قالوا : اللّهمّ صيّباً نافعاً. 
ويقولون : مطرنا بفضل اللّه وبرحمته «. 
وروي » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر ، حين قال له الرّجل : يا رسول اللّه هلكت الأموال ، وانقطعت السّبل ، فادع اللّه أن يغيثنا. 
فرفع يديه وقال : اللّهمّ أغثنا ، اللّهمّ أغثنا ، اللّهمّ أغثنا «. 
وروي عن الشّافعيّ قوله : » ليكن من دعائهم في هذه الحالة : اللّهمّ أنت أمرتنا بدعائك ، ووعدتنا إجابتك ، وقد دعوناك كما أمرتنا ، فأجبنا كما وعدتنا ، اللّهمّ امنن علينا بمغفرة ما قارفنا ، وإجابتك في سقيانا ، وسعة رزقنا ، فإذا فرغ من دعائه أقبل على النّاس بوجهه ، وحثّهم على الطّاعة ، وصلّى على النّبيّ صلى الله عليه وسلم ودعا للمؤمنين والمؤمنات ، وقرأ آيةً من القرآن أو آيتين ، ويكثر من الاستغفار ، ومن قوله تعالى : «استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً ، يرسل السّماء عليكم مدراراً ، ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّاتٍ ويجعل لكم أنهاراً» . 
وروي عن عمر رضي الله عنه أنّه استسقى فكان أكثر دعائه الاستغفار ، وقال : لقد استسقيت بمجاديح السّماء. 
«رفع اليدين في الدّعاء في الاستسقاء» 
19 - استحبّ الأئمّة رفع اليدين إلى السّماء في الدّعاء ، لما روى البخاريّ عن أنسٍ قال : « كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيءٍ من دعائه إلاّ في الاستسقاء » . 
وأنّه يرفع حتّى يرى بياض إبطيه. 
وفي حديثٍ لأنسٍ « فرفع الرّسول صلى الله عليه وسلم ورفع النّاس أيديهم » وقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قريبٌ من ثلاثين حديثاً في رفع اليدين في الاستسقاء. 
وذكر الأئمّة : أنّه يدعو سرّاً وجهراً ، فإذا دعا سرّاً دعا النّاس سرّاً ، فيكون أبلغ في البعد عن الرّياء. 
وإذا دعا جهراً أمّن النّاس على دعاء الإمام. 
ولهذا يستحبّ أن يدعو بعض الدّعاء سرّاً ، وبعضه جهراً ، ويستقبل القبلة في دعائه متضرّعاً خاشعاً متذلّلاً تائباً. 
«الاستسقاء بالصّالحين» 
20 - اتّفق جمهور الفقهاء على استحباب الاستسقاء بأقارب النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبالصّالحين من المسلمين الّذين عرفوا بالتّقوى والاستقامة ، لأنّ عمر رضي الله عنه استسقى بالعبّاس وقال : اللّهمّ إنّا كنّا إذا قحطنا توسّلنا إليك بنبيّك فتسقينا ، وإنّا نتوسّل بعمّ نبيّنا فاسقنا ، فيسقون. 
وروي أنّ معاوية استسقى بيزيد بن الأسود فقال : " اللّهمّ إنّا نستسقي بخيرنا وأفضلنا ، اللّهمّ إنّا نستسقي بيزيد بن الأسود. 
يا يزيد ارفع يديك إلى اللّه تعالى ، فرفع يديه ورفع النّاس أيديهم ، فثارت سحابةٌ من المغرب كأنّها ترسٌ ، وهبّ لها ريحٌ ، فسقوا حتّى كاد النّاس ألاّ يبلغوا منازلهم. 
«التّوسّل بالعمل الصّالح» 
20م ـ ويستحبّ أن يتوسّل كلٌّ في نفسه بما قدّم من عملٍ صالحٍ. 
واستدلّ على هذا بحديث ابن عمر في الصّحيحين عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في قصّة أصحاب الغار ، وهم الثّلاثة الّذين آووا إلى الغار ، فأطبقت عليهم صخرةٌ ، فتوسّل كلّ واحدٍ بصالح عمله ، فكشف اللّه عنهم الصّخرة ، وقشع الغمّة ، وخرجوا يمشون. 
«تحويل الرّداء في الاستسقاء» 
21 - قال الشّافعيّة ، والحنابلة ، والمالكيّة : يستحبّ تحويل الرّداء للإمام والمأموم ، لفعل الرّسول صلى الله عليه وسلم له ، ولأنّ ما فعله الرّسول صلى الله عليه وسلم ثبت في حقّ غيره ، ما لم يقم دليلٌ على اختصاصه به. 
وقد عقل المعنى في ذلك ، وهو التّفاؤل بقلب الرّداء ، ليقلب اللّه ما بهم من الجدب إلى الخصب. 
وهو خاصٌّ بالرّجال دون النّساء عند الجميع. 
وقال محمّد بن الحسن من الحنفيّة ، وابن المسيّب ، وعروة ، والثّوريّ ، واللّيث : إنّ تحويل الرّداء مختصٌّ بالإمام فقط دون المأموم ؛ لأنّه نقل عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم دون أصحابه. 
وقال أبو حنيفة : لا يسنّ تقليب الرّداء ؛ لأنّه دعاءٌ فلا يستحبّ تحويل الرّداء فيه ، كسائر الأدعية. 
«كيفيّة تقليب الرّداء» 
22 - قال الحنابلة ، والمالكيّة ، وهو رأيٌ للشّافعيّة ، وقول أبان بن عثمان ، وعمر بن عبد العزيز ، وهشام بن إسحاق ، وأبو بكر بن محمّد بن حزمٍ : يقلب المستسقون أرديتهم ، فيجعلون ما على اليمين على اليسار ، وما على اليسار على اليمين ، ودليلهم في ذلك ما روى أبو داود بإسناده عن عبد اللّه بن زيدٍ ، « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حوّل رداءه ، وجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر ، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن » . 
وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك ، وقد نقل تحويل الرّداء جماعةٌ ، كلّهم نقلوه بهذه الصّفة ، ولم ينقل عن أحدٍ منهم أنّه جعل أعلاه أسفله. 
وقال محمّد بن الحسن من الحنفيّة ، والشّافعيّة في الرّأي الرّاجح : إن كان الرّداء مدوّراً بأن كان جبّةً يجعل الأيمن على الأيسر ، والأيسر على الأيمن ، وإن كان الرّداء مربّعاً يجعل أعلاه أسفله ، وأسفله أعلاه ، لما روي عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم : « أنّه استسقى وعليه رداءٌ ، فأراد أن يجعل أسفلها أعلاها ، فلمّا ثقلت عليه جعل العطاف الّذي في الأيسر على عاتقه الأيمن ، والّذي على الأيمن على عاتقه الأيسر » ، ويبدأ بتحويل الرّداء عند البدء بالدّعاء والتّضرّع إلى اللّه تعالى. 
«المستسقون» 
23 - اتّفق الفقهاء على ، أنّ السّنّة خروج الإمام للاستسقاء مع النّاس ، فإذا تخلّف فقد أساء بترك السّنّة ، ولا قضاء عليه. 
«تخلّف الإمام عن الاستسقاء» 
24 - في مسألة تخلّف الإمام رأيان : 
الرّأي الأوّل : وهو رأي الشّافعيّة ، ورأيٌ للحنابلة : إذا تخلّف الإمام عن الاستسقاء أناب عنه. 
فإذا لم ينب لم يترك النّاس الاستسقاء ، وقدّموا أحدهم للصّلاة ، كما إذا خلت الأمصار من الولاة قدّموا أحدهم للجمعة والعيد والكسوف ، كما قدّم النّاس أبا بكرٍ رضي الله عنه حين ذهب النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليصلح بين بني عمر وبني عوفٍ ، وقدّموا عبد الرّحمن بن عوفٍ في غزوة تبوك حين تأخّر النّبيّ صلى الله عليه وسلم لحاجته ، وكان ذلك في الصّلاة المكتوبة. 
قال الشّافعيّ : فإذا جاز في المكتوبة فغيرها أولى. 
الرّأي الثّاني : لا يستحبّ الاستسقاء بالصّلاة إلاّ بخروج الإمام ، أو رجلٍ من قبله. 
وهو رأيٌ للحنابلة والحنفيّة ، فإذا خرجوا بغير إذن الإمام دعوا وانصرفوا بلا صلاةٍ ولا خطبةٍ. 
«من يستحبّ خروجهم ، ومن يجوز ، ومن يكره» 
25 - يستحبّ عند المذاهب الأربعة خروج الشّيوخ والضّعفاء والصّبيان والعجزة وغير ذات الهيئة من النّساء. 
وقال المالكيّة : بخروج من يعقل من الصّبيان ، أمّا من لا يعقل فيكره خروجهم مع الجماعة للصّلاة. 
واستدلّوا لخروج من ذكر بقول الرّسول عليه الصلاة والسلام : « هل تنصرون وترزقون إلاّ بضعفائكم » . 
«إخراج الدّوابّ في الاستسقاء» 
26 - في المسألة ثلاثة آراءٍ : 
الأوّل : يستحبّ إخراج الدّوابّ ؛ لأنّه قد تكون السّقيا بسببهم. 
وهو قول الحنفيّة ، ورأيٌ للشّافعيّة ؛ لقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : « لولا عبادٌ للّه ركّعٌ ، وصبيانٌ رضّعٌ ، وبهائم رتّعٌ لصبّ عليكم العذاب صبّاً ، ثمّ رصّ رصّاً » . 
ولما روى الإمام أحمد أنّ سليمان عليه السلام « خرج بالنّاس يستسقي ، فإذا هو بنملةٍ رافعةٍ بعض قوائمهما إلى السّماء. 
فقال : ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النّملة » وقال أصحاب هذا الرّأي : إذا أقيمت في المسجد ، أوقفت الدّوابّ عند باب المسجد. 
الثّاني : لا يستحبّ إخراج البهائم ؛ لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يفعله. 
وهو قول الحنابلة ، والمالكيّة ، ورأيٌ ثانٍ للشّافعيّة. 
الثّالث : لا يستحبّ ولا يكره ، وهو رأيٌ ثالثٌ للشّافعيّة. 
«خروج الكفّار وأهل الذّمّة» 
27 - في المسألة رأيان : 
الأوّل : وهو للمالكيّة ، والشّافعيّة ، والحنابلة : لا يستحبّ خروج الكفّار وأهل الذّمّة ، بل يكره ، ولكن إذا خرجوا مع النّاس في يومهم ، وانفردوا في مكان وحدهم لم يمنعوا. 
وجملة ما استدلّوا به أنّه لا يستحبّ إخراج أهل الذّمّة والكفّار ؛ لأنّهم أعداء اللّه الّذين كفروا به وبدّلوا نعمة اللّه كفراً ، فهم بعيدون من الإجابة. 
وإن أغيث المسلمون فربّما قالوا : هذا حصل بدعائنا وإجابتنا ، وإن خرجوا لم يمنعوا ؛ لأنّهم يطلبون أرزاقهم من ربّهم فلا يمنعون من ذلك ، ولا يبعد أن يجيبهم اللّه تعالى ؛ لأنّه قد ضمن أرزاقهم في الدّنيا ، كما ضمن أرزاق المؤمنين. 
ولكن يؤمرون بالانفراد عن المسلمين ؛ لأنّه لا يؤمن أن يصيبهم بعذابٍ فيعمّ من حضرهم. 
ولا يخرجون وحدهم ، فإنّه لا يؤمن أن يتّفق نزول الغيث يوم خروجهم وحدهم ، فيكون أعظم فتنةً لهم ، وربّما افتتن غيرهم. 
الرّأي الثّاني : وهو للحنفيّة ، ورأيٌ للمالكيّة ، قال به أشهب وابن حبيبٍ : لا يحضر الذّمّيّ والكافر الاستسقاء ، ولا يخرج له ؛ لأنّه لا يتقرّب إلى اللّه تعالى بدعائه. 
والاستسقاء لاستنزال الرّحمة ، وهي لا تنزل عليهم ، ويمنعون من الخروج ؛ لاحتمال أن يسقوا فتفتتن به الضّعفاء والعوامّ. 
*****
رقصة المطر Rain dance  طقوس يقيمها الهنود الحمر (الأمريكيون) بالجزء الجنوبي الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تزعم الأساطير القديمة، أن سؤال الأرواح يُرسل الأمطار لسقاية المحاصيل. وفي هذه الرقصة يسأل الهنود الأرواح إرسال الأمطار بالكميات المطلوبة، وفي الأوقات المطلوبة. ويقيم الهنود معظم رقصات المطر خلال فصل الربيع، حيث موسم الزراعة، وفي فصل الصيف، أثناء نمو المحاصيل. ولكل قبيلة من قبائل الهنود طقوسها الخاصة لطلب الأمطار. فمثلاً يقوم هنود باباغوا المشاركون في احتفال الرقص من أجل المطر بالغناء والرقص وشرب النبيذ المصنوع من عصير نبات الصبّار. أما في رقصة الهوبي، فيضع الهنود الراقصون الحيات الجرسية في أفواههم لتحريض الآلهة على إرسال المطر.
*****
كما أنهم رشوا السحب بمواد كيميائية تجعلها تتخلص من رطوبة الماء فيها. انظر: تقنية الاستمطار  في الحلقة الثالثة = D. واتجه الناس بأنظارهم إلى البحار دائمًا بوصفها موارد للماء.
 وفي الحقيقة، لايحتاج الناس إلى مياه أكثر مما يستعملون حاليًا، بل هم بحاجة فقط إلى إدارة موارد المياه بشكل أفضل.
ونشأت مشاكل مائية عديدة بسبب توافر الماء بكميات كبيرة وبسبب سهولة الحصول عليه ورخص ثمنه. ولذا عمد الناس إلى إهدار الماء وعدم العناية به، فقد صرفوا مياه المجاري والفضلات الأخرى إلى الأنهار والبحيرات مهدرين بذلك كميات من الماء وملوثين مياه الأنهار والبحيرات. 
يدفع الناس في معظم المدن رسومًا لاستعمال الماء، وذلك حسب حجم المنزل أو الشقة التي يعيشون فيها. وهذه الرسوم معينة ثابتة مهما بلغ استعمال المنزل للماء، ونتيجة لهذا أهدر الناس كميات كبيرة من الماء في منازلهم. وتزود بعض المدن المباني التجارية والمنازل والشقق بعدادات استعمال الماء، ويدفع الناس ثمن الماء الذي يستعملون. ولذلك أصبحوا يميلون لاستعمال كميات مياه أقل، ويبادرون بإصلاح صنابير المياه بانتظام منعًا لإهدار الماء. 
*****
عدّاد الماء Water meter  جهاز يقيس كميّة الماء التي تنساب خلال أنبوبة أو مجرى مائيًّ كبير. وأكثر الأنواع المعروفة جدا من عدادات الماء، تعمل عن طريق أرقام تدور على سجل يشبه عدّاد حسابات المسافات (عداد تسجيل الأميال أو الكيلومترات) في السيارة. وتستخدم شركات المياه هذا النوع، لقياس المياه المستهلكة في المنازل والمصانع والمؤسسات التجارية.
عداد الماء يقيس حجم الماء المنساب خلال أنبوب. والعدادات الموضحة أعلاه تقيس حجم الماء بالجالون (على اليمين) وبالقدم المكعب (على اليسار).  
وفي الأجواء المعتدلة يتم تركيب عداد الماء المنزلي في صندوق صغير خارج المنزل على خط الخدمة (الأنبوبة الموصولة بالأنبوبة الرئيسية في الشارع). وفي الأجواء الباردة يتم تركيب العداد داخل المنزل، ويكون عادة داخل الطابق السفلي لحمايته من التجمد أثناء فصل الشتاء. وعادة مايكون العداد موصولاً بسجل مثبت خارج المنزل حتى لايضطر قارئ العدّاد إلى التوجّه للداخل.
ويحتوي تجويف قياس عداد الماء الخاص بالسكن على قرص. ويتسبب الماء الداخل في تمايل القرص. وتحدد حجم الماء الذي ينساب خلال التجويف مقدار تحرك القرص. وتدير حركة القرص أرقامًا على السجل. ويستخدم العديد من عدادات الماء قارنات مغنطيسية لنقل حركة القرص إلى المسجل. ويقوم المسجل بتسجيل انسياب الماء بالمتر المكعب أو اللتر. وتسجل أنواع أخرى من العدادات انسياب الماء على جهاز تسجيل بياني، وتستخدم اللتر.
طريقة عمل عداد الماء. ينساب الماء داخل تجويف ويجعل القرص يتمايل. وتعمل هذه الحركة على إدارة عمود دوران ومغنطيس أول، وينتقل الدوران إلى مغنطيس ثان يدير مسجل العداد ليشير إلى حجم الماء المستهلك.  
وهناك أنواع أخرى من العدادات تقوم باستمرار بتسجيل انسياب المياه على أداة تسجيل مدرّجة. وتستخدم هذه العدادات، في محطات التنقية ومحطات الضخّ، وفي الصناعات.
ويقوم عداد فنْتَوري ومقياس التدفق الفوهي بتقييد المرور الذي يتحرك الماء من خلاله، ويُستخدمان لقياس الفرق في ضغط الماء، لتحديد كمية التدفق.
وعداد التدفق المغنطيسي يَستخدم فتحة تدفق مثبتة على قطبين كهربائيين في جدار أنبوبة مثبت عليها من الخارج مغنطيسات قوية. وتمر الأيونات (وهي ذرات، أو مجموعة من الذرات المشحونة بالكهرباء) المحمولة في الماء خلال المجال المغنطيسي، وتولّد الجهد الذي يستخدمه العداد لقياس دفق الماء.
وتقيس العدادات الإلكترونية تدفق الماء عن طريق قياس التغيرات في طول موجة الأصوات التي تحدثها المياه المتحركة. وهناك مجموعة متنوعة من الأجهزة الأخرى التي تُستخدم لقياس تدفق الماء في المجاري المائية المكشوفة مثل البالوعات والأنهار.
*****
تراجعت إمكانية الحصول على الماء بسهولة وكُلفة بسيطة في كثير من الأقطار. وسيصبح أمر تنمية موارد جديدة للمياه أمرًا مكلفًا. وسيصبح أمر إعادة استعمال الماء أمرًا أقل تكلفة. وتعيد كثير من جهات الصناعة استعمال الماء عدة مرات. فمعظم شركات إنتاج الفولاذ تستخدم كمية قليلة من الماء مرات ومرات في نظام تبريد دوراني.
يمكن معالجة ماء المجاري (الصرف الصحي) وهو ماء مهدر وإعادته إلى ماء صالح للاستعمال. تروي كثير من الجمعيات الزراعية محاصيلها بماء المجاري المعالج. وسيصبح أمر إعادة استعمال المياه شائعًا في المستقبل، وذلك عندما يتعلم الناس طرقًا أفضل لإدارة مصادر المياه.
أنظمة المياه في المدن
عندما تدير صنبور الماء فإنك تتوقع انسياب ماء نظيف صالح للشرب، كما تتوقع وجود كميات وفيرة من الماء في مدينتك تكفي لصناعاتها وعمليات إطفاء الحرائق وتنظيف الشوارع فيها. ومسؤولية إمداد مدينة حديثة بالماء أمر مهم للغاية. فقبل كل شيء، يجب أن تكون هناك موارد مائية وفيرة تلبي احتياج مدينة نامية، وبعد ذلك يجب أن تتم تنقية هذه المياه، ومن ثم يُعمد لتوصيل هذه المياه بالأنابيب لكل منزل ومكتب ومصنع وفندق في المدينة. وأخيرًا يتعين التخلص من الماء المستعمل بعيدًا بوساطة شبكة أنابيب. وتخدم أنظمة إمداد الجمهور بالماء في بلد متطور مثل الولايات المتحدة حوالي 80% من السكان.
نظام المياه ببلدة صغيرة. تحصل العديد من البلدات الصغيرة على الماء عن طريق حفر آبار وضخ الماء الجوفي. ويعالج الماء كيميائيًا قبل ضخه لاستعماله. تضخ معظم البلدات الماء إلى أبراج مياه عالية. ولدى انسياب الماء من هذه الأبراج تؤدي قوة الجاذبية إلى توزيعه وضغطه في نظام الأنابيب المائية.  
مصادر الإمدادات المائية. تحصل المدن على الماء العذب من مصدرين فقط 1- الأنهار والبحيرات، 2-الأرض. ويمكن أن تحصل المدن الأصغر ـ وخاصة تلك البالغ عدد سكانها أقل من خمسة آلاف نسمة ـ على الماء من موارد مائية جوفية. أما معظم المدن الكبيرة فتحصل على الماء من الأنهار والبحيرات.
الأنهار والبحيرات. تقع معظم المدن التي تعتمد على ماء الأنهار على جوانب أنهار صغيرة، وذلك لأن معظم الأنهار صغيرة.
وتتغير كمية الماء في نهر ما من وقت لآخر متأثرة بكميات الأمطار الساقطة على الأرض. وهذه الأمطار تتجمع بدورها وتصب في النهر. وخلال نوبة جفاف، يهبط مستوى ماء النهر بحدة وخاصة إذا كان نهرًا صغيرًا، وبالتالي قد لاتحصل المدينة على ماء كاف، ولهذا السبب فإن العديد من المدن التي تعتمد على مياه الأنهار الصغيرة تقوم بتخزين الماء وقت مواسم الأمطار وبذلك تؤمن موارد مائية جيدة. وتبني بعض المدن الأخرى سدودًا على الأنهار، وتجمع الماء خلفها في خزان كبير. وتخزن مدن أخرى الماء في برك أو بحيرات صغيرة. 
****
الحوض المائي الكبير Reservoir  يخزن كميات كبيرة من المياه. يوفر هذا الحوض المائي في وادي إلان بويلز كميات من المياه للصناعة والشرب في عدد من المدن البريطانية.  
الحوض المائي الكبير حوض لتخزين كميات من المياه ليتم استخدامها في ري الأراضي الزراعية وتوليد الطاقة وتزويد الناس بالمياه اللازمة للاستهلاك والاستجمام بالقرب من هذه الأحواض. ويمكن أن يكون الحوض طبيعيًا أو صناعيًا، إذ تُشكل الأحواض الطبيعية أحواضًا مائية تزود الكثير من المدن بمياهها.
ويمكن أن يقوم المهندسون بإنشاء حوضٍ صناعيّ، ببناء سدٍ على وادٍ ضيّق، أو بحفر حوضٍ في بقعة مستوية من الأرض. ومن الأمثلة على تلك الأحواض الناتجة عن بناء سد، حوض سد كاريبا في زمبابوي، وحوض السد العالي بأسوان في مصر، وحوض سد كولي الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية. ويتم قياس حجم الحوض المائي بالمتر المكعب.
يُسمى الحوض المائي الصغير الذي يحتفظ بالماء للاستخدام المنزلي خزان الماء. وهو حوض يُبنى تحت الأرض على شكلٍ مربع أو دائري، وبالحجم المطلوب. ويمكن صبُّ الإسمنت على جدران خزان الماء وذلك لمنع دخول المياه الجوفية التي تحتوي على المياه العضوية وكذلك المياه السطحية. وحيث إن مياه الأمطار تلتقط الشوائب الموجودة في الجو، لذلك يجب تصفيتها بمرشح قبل نزولها لخزان الماء.
وكذلك يمكن أن يكون هذا الحوض على شكل خزانات كبيرة لحفظ المياه مدعَّمة بهياكل مرتفعة أو خزانات صغيرة. ويتم بناء هذه الخزانات ووضعها في مناطق تكون أكثر ارتفاعًا من أعلى مبان موجودة في المنطقة، وذلك للحصول على الضغط الكافي لضخّ المياه إلى الأجزاء العلوية من المباني.
****
والمدينة التي تسحب مياهها من بحيرة، تملك خزانًا مائيًا طبيعيًا هو البحيرة ذاتها. وتتغذى البحيرات بماء الأنهار وبالمياه الجوفية في باطن الأرض. وتخزن البحيرات بعض الماء الفائض الذي يصب فيها وذلك أثناء موسم المطر، الأمر الذي يحول دون انخفاض مستوى ماء البحيرة تحت معدله أثناء نوبات الجفاف.
المياه الجوفية. تقع بعض المدن بعيدًا عن الأنهار أو البحيرات الكبيرة التي تفي باحتياجاتها من الماء. وتستعمل هذه المدن الماء المخزون تحت سطح الأرض، وهذا الماء يأتي من الأمطار التي تنفذ إلى باطن الأرض. وإذا ما انساب ماء المطر إلى أسفل فإنه يملأ الفراغات بين حبيبات الرمال. وكذلك يملأ الشقوق والمسام في الصخور الموجودة في باطن الأرض، ويواصل انسيابه إلى أسفل حتى يواجه طبقة صخرية أو أية مادة أخرى صلبة لا ينفذ خلالها الماء. وعندئذ يتجمع الماء فوق هذه الطبقة الصلبة وتصبح الأرض مشبعة بالماء. ويسمى نطاق الإشباع هذا مكمن ماء جوفي أو الطبقة الصخرية المائية. ويسمى الحد العلوي لهذا النطاق مستوى سطح الماء الجوفي. وتحصل المدن على هذا الماء الجوفي بحفر آبار تنفذ إلى تحت مستوى الماء الجوفي ومن ثم يتم ضخ الماء من هذه الآبار. وفي بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو ذات معدل هطول أمطار قليل فإن مورد الماء الجوفي هذا يمكن أن يتم حقنه وإمداده بالماء صناعيًا. 
****
البِئْر Well  فتحة عميقة في جوف الأرض يستخرج منها سائل. وآبار الماء هي الأكثر شيوعًا كما أن آبار النفط والغاز الطبيعي أيضًا شائعة. وتستخدم شركات التعدين أيضًا الآبار لإزالة الأملاح والكبريت من أعماق الأرض، حيث تضخ بخارًا إلى أسفل أو ماءً ساخنًا لإزالة هذه المواد.
أنواع آبار المياه. تُستخدم الآبار لاستجلاب الماء من الأرض. وقد تحُفر أو تدفع أو تثقب أو تخرق في الأرض. يمكن أن تُشَيَّد آبار الحفر بآلات يدوية أو آلية تصل إلى عمق 15م وتتميز بأكبر قطر لآبار المياه. تتكون آبار الدفع من سلسلة من الأنابيب ذات طرف مدبب يُدفع في الأرض حتى عمق 15م. آبار الثقب التي تُنشأ بأدوات تسمى مثاقيب قد تصل إلى 30م من العمق. الآبار الاختراقية تُنشأ بآلات حفر خاصة وتصل إلى عمق 300م.  
آبار الماء. تسمى المياه التحتية التي تنساب في الآبار المياه الجوفية. يأتي هذا الماء من الأمطار التي تخللت الأرض وتحركت ببطء لأسفل حتى وصلت إلى خزان المياه الجوفية، وهي منطقة من التربة والصخور مشبعة بالماء. ويسمى أعلى هذا النطاق مستوى الماء، وهو المستوى الذي تصل إليه المياه في بئر لم تضخ بعد.
وقد يقع مستوى الماء في المناطق الرطبة قريبًا من السطح ويمكن الوصول إليه بالحفر. وعادة ما تحاط البئر المحفورة بالطوب أو الأحجار، أو الخرسانة الإسمنتية ليُحافَظ على جوانبها من الانهيار. 
وفي الأماكن الجافة قد يكون مستوى الماء على عمق مئات الأمتار، وهنا يصبح من الضروري حفر بئر وإنزال أنابيب. وعادة ما تستعمل مضخات تدار بمحركات لاستخراج الماء من الآبار العميقة.
وفي بعض المناطق تنساب المياه الجوفية لأسفل على منحدرات التلال والجبال تحت طبقة صماء من الطين أو الطَّفْل. يخرج الماء المضغوط تلقائيًًا من الآبار المحفورة في هذه الطبقات في الوديان. ويكون الضغط قويًا في هذه الآبار المسماة الآبار الارتوازية الانسيابية لحد يجعل الماء ينساب دون ضخ. 
ومازال العديد من الناس يعتمدون على الآبار في إمدادهم بالماء خاصة في المناطق الريفية كما تحصل العديد من المدن على مياهها من الآبار، حيث يكون الماء الجوفي عادة نقيًا لأن التربة تعمل عمل المرشِّح الجيد.وغالباً تحوي معادن مذابة، والبئر التي يخرج منها ماء به نسبة عالية من المعادن تسمى البئر المعدنية.
ويجب أن تُختار آبار المياه بحيث لا تجمع سمومًا أو ميكروبات مرضية. كما يجب أن تبعد البئر على الأقل 30م عن البالوعة ويجب أن لا تقع أبدًا تجاه مجرى مياه الصرف. والماء المأخوذ من بئر حفرت في طبقات حجر الجير قد يكون خطرًا لأن الماء يجري خلال شقوق ومغارات في الحجر الجيري بدون أن يرشح. من المهم أيضًا ألا يُصَرَّف الماء السطحي في البئر.
آبار النفط والغاز الطبيعي. النفط والغاز الطبيعي كلاهما أخف من الماء. ومن أجل هذا فإنهما عادة ما يطفوان عاليًا ويتسرَّبان من الأرض. لكن النفط والغاز يزحفان تحت طبقات سميكة من الصخور في مساحات تسمى بِركًَا. تخترق الآبار أعماق الأرض لتصل إلى هذه البرك وتأتي بالنفط والغاز إلى السطح. يتم البحث عن أماكن النفط والغاز بعمل آبار وحفر عشوائية في مناطق ما للبحث عن برك جديدة، بينما تحفر البئر المنتجة في حقل مؤكد.
وحفر آبار النفط والغاز علم غاية في التقدم، والعاملون الذين يحفرون آباراً عميقة يجب أن يحصلوا على تدريب وخبرة لسنوات عديدة. فبئر نفط عميقة تُكلِّف الكثير حتى تحفر. 
مواقع الآبار. يستلزم تحديد مواقع الآبار أيضًا درجة عالية من التدريب. لذا يجب أن يكون الجيولوجيون والمهندسون قادرين على تعيين مواقع الكميات الكبيرة من النفط أو الماء وأن يحددوا معدلات استخراج هذه المواد من الأرض و الكمية التي يمكن استخراجها بدون تدمير الموارد الطبيعية. ويستعمل العلماء والمهندسون اليوم معدات حديثة مثل مرسمات الزلازل ليحددوا الرواسب تحت السطحية. 
****
برج مياه وهو جزء من النظام المائي في المدن الصغيرة والكبيرة، ويقوم بتخزين الماء وتوفير ضغط الماء اللازم.  
استعمالات موارد المياه في المدن. تمد مصلحة المياه في مدينة كبيرة كل شخص فيها بما معدله أكثر من 380 لتر ماء يوميًا للاستعمال المنزلي. وتستعمل المصانع وجهات الأعمال الأخرى كالفنادق والمطاعم كميات يومية من الماء تعادل مايستعمله سكان المدينة يوميًا. وبالإضافة لهذا، تزود شبكات الماء في المدينة محطات إطفاء الحريق وتنظيف الشوارع ورش المسطحات الخضراء في المتنزهات بما معدله 38 لترًا من الماء لكل مقيم في المدينة.
وهناك استعمال آخر للماء في المدينة وهو التخلص من الفضلات. ويدفع أصحاب البيوت رسمًا ثابتًا عن كل شقة بغض النظر عن كمية الماء المستعمل، وليست هناك عدادات تقيس كمية الماء المستعمل. وإذا ما تسرب الماء من الصنابير فإنه يهدر، وكذلك يهدر الماء من خلال تسربات في شبكة أنابيب التوزيع تحت سطح الأرض. وبشكل عام، تبلغ كمية الماء المهدر من جراء هذه التسربات 12% من استعمالات الماء في المدينة.
معمل تنقية الماء  
تنقية الماء ومعالجته. يرغب الناس في الحصول على ماء شرب خال من البكتيريا، لا لون ولا طعم ولا رائحة له. والماء بحالته الطبيعية لا يتمتع بهذه الصفات إلا نادرًا. ولهذا يُعمد بعد سحب الماء من مصدره إلى ضخه في أنابيب إلى محطة معالجة. وقد يخضع الماء هناك لواحدة أو أكثر من عمليات المعالجة وذلك حسب نوعية الماء وتبعًا لمواصفات ماء الشرب التي تأخذ بها المدينة. وتستخدم العديد من المدن ثلاث عمليات رئيسية في معالجة المياه هي 1- التخثير والترويق، 2- التصفية، 3- التعقيم.
التخثير والترويق. يتدفق الماء الخام غير المعالج إلى معمل معالجة المياه حيث تضاف إليه مواد كيميائية مختلفة. وبعض هذه الكيميائيات مخثرات. وأكثرها استعمالاً مسحوق كبريتات الألومنيوم أو الشب. يشكل الشب مع الماء كريات بالغة الدقة لزجة القوام تسمى التفل. وتلتصق البكتيريا والغرين وشوائب أخرى بالتفل لدى تمرير الماء إلى حوض ترويق. ويترسب التفل فوق قاع الحوض، ويزيل التخثير والترويق معظم الشوائب من الماء.
التصفية. يمرر الماء بعد ذلك خلال مرشِّح ويتكون من طبقة من الرمل أو الرمل والفحم بسمك 75سم فوق طبقة من الحصى بسمك 30سم. وعندما ينساب الماء في المرشح يتم حجز الجزيئات المتبقية فيه. وبعد ذلك يُمرر الماء إلى خزانات ضخمة حيث يعالج معالجة أخيرة تقضي على البكتيريا.
التعقيم يقتل البكتيريا التي تحمل الأمراض. تعقم معظم المعامل الماء بإضافة مادة الكلور إليه. وقد يضاف الكلور للماء قبل عمليات التخثير والترويق. يضاف الكلور غالبًا بعد عملية التصفية. وتضيف معظم المدن الكلور إلى مياهها حتى ولو لم تعالج بأي طريق آخر. 
*****
الكلور Chlorine غازٌ سامٌّ ذو لون أصفر مخضرّ ورائحةٍ نفاذةٍ كريهة. يسبِّب الكلور تهيُّجًا في الأنف والحلق والرئتين، إلاّ أنه ينتج كلوريد الصوديوم ـ أي ملح الطعام ـ عندما يتَّحد مع فلز الصوديوم.
حضَّر عالم الكيمياء السويدي كارل ولهلم شيل الكلور لأول مرة عام 1774م، بعد معالجة حمض المورياتيك، أي حمض الهيدروكلوريك، بمادة ثاني أكسيد المنجنيز. وفي عام 1810، أكَّد عالم الكيمياء الإنجليزيّ السير همفري ديفي أنَّ الكلور عنصرٌ كيميائيّ. 
مصادر الكلور. يوجد الكلور في الطبيعة في صورة مركبات فقط، ويتوافر بصفة رئيسية في معادن الكلوريد مثل كلوريد الصوديوم. وتوجد الكلوريدات في ترسبات الصخور الملحية ومياه البحر والبحيرات المالحة.
استخدامات الكلور يقتل الكلور البكتيريا في الماء، ولذا يُستخدم على نطاقٍ واسع في تنقية مياه الشرب ومياه حمَّامات السباحة. يتفاعل الكلور بشدة مع الهيدروجين في وجود ضوء الشمس لينتج كلوريد الهيدروجين. ويذوب هذا المركب في الماء فيعطي حمض الهيدروكلوريك الذي يستخدم في الصباغة وتنظيف المعادن.
ينتج الكلور، عند إذابته في هيدروكسيد الصوديوم، خليطًا من كلوريد الصوديوم وهيبوكلوريت الصوديوم. وكثيرًا ما استخدم هذا الخليط في قصر (تبييض) المنسوجات وفي التطهير.
ويستخدم أرباب الصناعات مركبات الكلور، في إنتاج الورق والبلاستيك ومبيدات الحشرات وسوائل التنظيف ومضادات التجمد. كما يستخدم الكلور أيضًا في إنتاج العقاقير الطبية ومواد الطلاء وفي صناعة منتجات النفط.
يحصل الصناعيون على غاز الكلور، بتمرير تيارٍ كهربائيّ في محاليل كلوريد الصوديوم المذاب في الماء. وتنتج هذه العملية، في الوقت نفسه، مادة هيدروكسيد الصوديوم (الصودا الكاوية). وتمثل هذه العملية أساس إحدى أكبر الصناعات الكيميائية، وهي صناعة قلويات الكلور أو الكاويات الكلورية. ويمكن ضغط الكلور وتحويله إلى سائل.
خواصه الكيميائية. ينتمي الكلور إلى مجموعة العناصر اللافلزية المسماة الهالوجينات، أي مكونات الأملاح. ويتميز الكلور النقيّ بنشاطه الفائق كيميائيًّا، وينحو مثل غيره من الهالوجينات إلى الاتحاد مع العناصر الأخرى عن طريق تلقي الإلكترونات منها. وهو عاملٌ مؤكسدٌ قويّ ويتسبب في إطلاق إلكترونات المواد الأخرى.

T.H.E

T.H.E

الأستاذ /طارق العقيلي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.