أخبار الإنترنت
recent

علم الصرف ٢


: مفردات مقرر الصرف 
        يُدْرَس هذا المقرر في الفصل الدراسي الأول، بواقع ساعتين فى الأسبوع+ ساعتي تدريب.
مقرر الصرف:المجرد والمزيد وأوزان كل منهما. الجامد والمشتق. المصادر: (الثلاثي– غير الثلاثي)، واسم المرة والهيئة. المشتقات: (اسم الفاعل وطرق صياغته، صيغ المبالغة وأوزانها- اسم المفعول وطرق صياغته– الصفة المشبهة وأوزانها – اسم التفضيل واسم الزمان واسم المكان – اسم الآلة وأوزانها).




المجرد والمزيد من الأفعال

        يطلق مصطلح " مجرد " على الكلمات التي تتألف من الحد الأدنى من الأحرف المعبرة عن الدلالة العامة للكلمة ، فكلمة " جلس " مثلا تتكون من ثلاثة أحرف هي : الجيم ، واللام ، والسين ، ولا يمكن إدراك دلالة الكلمة بأقل من هذه الأحرف . أما كلمة " جلوس " ، فمن المؤكد أن لها ارتباط بالكلمة السابقة ، وهذا الارتباط هو تضمنها معنى الفعل السابق ، مع معنى إضافي نتج عن زيادة حرف الواو ، وهذا النوع من الكلمات يطلق عليه مصطلح " المزيد " ، لأنه زيد فيه  حرف ، أو أكثر على الأحرف الأصول للكلمة .
      والفرق بين الأحرف الأصلية للكلمة ، والأحرف الزائدة أن الأولى خاصة بالكلمة نفسها ، وتحمل معناها المعجمي الأساسي المتفرد ، أما الثانية فهي تتكرر في نظائر كثيرة لهذه الكلمة تشترك معها في البناء ، فحرف الواو الزائد في كلمة " جلوس " نجده كلمات أخرى مثل وجد ، سمو ، وردة ، عصفور … إلخ وهذا يعني أن هناك مستويين لمعنى الكلمة المزيدة ، أحدهما المعنى المعجمي الخاص وهو ما تحمله الأحرف المجردة ، والآخر معنى البناء الذي تشارك في حمله أحرف الزيادة ، والمعنى الذي جلبته أحرف الزيادة إنما هو معنى البناء ، ذلك المعنى الذي قد تكرر مع كل كلمة على هذا البناء . (1) . 
أحرف الزيادة :
يزاد على الأصل بطريقتين :
1 ـ تضعيف الحرف الأصلي ، وهو زيادة حرف من جنس عين الكلمة ، أو لامها . مثل : كَرُمَ : كرَّم ، حَطَمَ : حطَّم ، عَلِمَ : علَّم ، جلب : جلبَبَ ، طمأن : اطمأنَّ .
ـــــــــــــــ
1 ـ دروس في علم الصرف ج1 ص 86 .

وهذا النوع من الزيادة ليس خاصا بحرف دون الآخر ، بل كل أحرف الهجاء يمكن تضعيفها ماعدا " الألف " فلا تضعف ، لأنها حرف مد ، وتظهر هذه الأحرف في الميزان مضعفة بشكلها الموجود في الكلمة الموزونة ، لا بنصها .
مثل : علَّم : فَعَّلَ ، جلبب : فعلل .
2 ـ إقحام حرف من أحرف الزيادة المعرفة في كلمة ( سألتمونيها ) .
ويمكن التفريق بين الحرف الناتج عن التضعيف الأصلي ، ومماثلة من أحرف سألتمونيها في زيادة الكلمة ، أن زيادة أي حرف من أحرف سألتمونيها يكون مطردا في زيادته ، وفي مواضع مختلفة من الكلمة ، في حين زيادة الحرف المضعف لا يكون إلا تكرارا لعين الكلمة ، ولا يظهر في هذا الموضع مع أفعال أخرى . ففي كلمة : حوَّل ، وقتَّل ، وعيَّن ، وجلَّس .
نجد أن أحرف الزيادة وهو الواو في حوّل ، والتاء في قتّل ، والياء في عيّن ، واللام في جلّس ليست من أحرف سألتمونيها وإن كانت مشابهة لها ، لأن هذه الأحرف ما هي إلا تكرار لعين الكلمة ، ولا يمكن زيادتها في نفس الموضع مع أفعال أخرى ، إذ لا يصح زيادة الواو في الفعل كسر ونقول : كوسر ، ولا الياء في علم ، ونقول عيلم ، وإنما نزيد على كسر سينا ونقول : كسّر ، ونزيد على علم لاما ، ونقول : علَّم ،  لأن أحرف الزيادة التي تجمعها كلمة سالتمونيها تتغير بتغير الأصل الذي زيدت عنه ، أما زيادة الحرف المضعف الأصلي ما هي إلا تضعيف لعين الكلمة كما ذكرنا سابقا . 

أنواع الزيادة :
1 ـ الزيادة البنائية :
         وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل .
نحو : كتب : كاتب ، وعطف : معطوف ، اسم : أسماء .
2 ـ زيادة إلصاقية :
      وهي الزيادة الناتجة عن أحرف تلصق إلى الكلمة الأصل دون تغيير في بنائها ، ولا تنقلها من المجرد إلى المزيد .
نحو : قرأ : يقرأ ، اقرأ ، أقرأ ، نقرأ .
      قلم : قلمان ، مجتهد : مجتهدون ، هند : هندات ، معلمة : معلمات .
     نصر : انتصر ، عمل : استعمل .
يلاحظ من الأمثلة السابقة أن الزيادة الإلصاقية تدخل على كل الكلمات المجردة منها والمزيدة ، لذلك لا تعد أبنية هذه الكلمات من أبنية المزيد ، وإن كانت تلك الأحرف قد زيدت على الكلمات الأصول ، وتظهر في الميزان كما تظهر في أحرف الزيادة .
نحو : قرأ : فعل ، اقرأ : افعل ، قلم : فعل ، قلمان : فعلان ، مجتهد : مفتعل ، مجتهدون : مفتعلون .

أبنية الأفعال :
ينقسم الفعل من حيث عدد أحرفه الأصول ، أو الزوائد إلى نوعين .
الفعل المجرد ، والفعل المزيد .
الفعل المجرد
     هو كل فعل جردت حروفه الأصلية من أحرف الزيادة ، بمعنى أن تكون جميع الأحرف المكونة للفعل ـ ويعطي بوساطتها دلالة صحيحة ـ أحرفا أصلية ، ولا يسقط منها حرف في أحد التصاريف التي تلحق بالفعل ، إلا لعلة تصريفية ، وأقل أحرف الفعل المجرد ثلاثة ، حرف يُبدأ به ، وحرف يُقف عليه ، وحرف يتوسط بينهما .
نحو : كتب ، جلس ، ذهب ، قام ، رمى ، دعا .
        فكل فعل من الأفعال السابقة يعتبر فعلا مجردا من أحرف الزيادة ، لأن جميع أحرفه المكونة له ، وتؤلف منه كلمة لها دلالتها التي يقبلها المنطق أحرفا أصلية لا يمكن الاستغناء عن أحدها ، وبإسقاط أي منها يختل تركيب الفعل وتزول دلالته .
فالفعل " ذهب " مثلا مكون من ثلاثة أحرف هي : الذال ، والهاء ، والباء ، وهذه الأحرف الثلاثة أحرف أصول في تركيب الفعل المذكور لكي يكون ذا دلالة لغوية ، فإذا حذفنا حرفا منها اختل بناؤه ، وما تبقى فيه من أحرف لا يفي ببنائه ليكون ذا قيمة دلالية ، فهذه الأحرف الثلاثة تشكل في مجموعها القواعد الأساس التي بني عليها الفعل مجتمعة ، وكذلك الحال إذا كان الفعل مكونا من أربعة أحرف أصلية .
نحو : دحرج ، بعثر ، وسوس ، زلزل ، طمأن ، عسعس .
فلو جردنا أحرف الفعل دحرج مثلا لوجدناه مكونا من أربعة أحرف هي : الدال ، والحاء ، والراء ، والجيم ، وهذه الأحرف مجتمعة شكلت بنيته لتدل على معنى معين له ارتباط زمني يتقبله العقل ، فإذا حذفنا حرفا من تلك الأحرف الأساس في تكوين الفعل السابق ونظائره اختل بناؤه اللغوي والدلالي ، ولم يعد للأحرف الباقية قيمة في بناء الفعل ، أو دلالته .

أقسام الفعل المجرد :
      ينقسم الفعل المجرد إلى قسمين :
1 ـ المجرد الثلاثي .      2 ـ المجرد الرباعي .

أوزان المجرد الثلاثي :
       للفعل المجرد الثلاثي باعتبار صورة الماضي ثلاثة أوزان ، ويرجع هذا التحديد إلى أن الفعل الماضي المكون من ثلاثة أحرف أصلية وهي : الفاء ،  والعين ، واللام .
لا تكون فاؤه ولامه إلا متحركتان بالفتح دائما ، أما عينه فتتحرك بالفتح ، أو الضم ، أو الكسر ، وبناء عليه يتشكل منه ثلاثة أبنية ( أوزان ) على النحو الآتي :
كَتَبَ : فَعَلَ . جَلَسَ : فَعَلَ . دَفَعَ : فَعَلَ .
عَظُمَ : فَعُلَ . كَبُرَ : فَعَلَ . حَسُنَ : فَعُلَ .
عَلِمَ : فَعِلَ . رَبِحَ : فَعِلَ . حَفِظَ : فَعِلَ .
أما إذا نظرنا إلى الفعل باعتبار صورتي الماضي والمضارع معا فإننا نجد له ستة أوزان على النحو التالي :
1 ـ الثلاثي المفتوح العين ولمضارعة ثلاثة أوزان هي :
أ ـ فتح عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : قَرَأَ : يَقْرَأُ . سَأَلَ : يَسْأَلُ . رَفَعَ : يَرْفَعُ . ذَهَبَ : يَذْهَبُ . نَهَضَ : يَنْهَضُ .
فالمتعدي مثل : قرأ محمد الدرس ، ويقرأ التلميذ النشيد . وسأل الفقير الغني مالا ، ويسأل العبد ربه مغفرة . ورفع اللاعب الأثقال . ويرفع الله المؤمن درجات .
ومثال اللازم : ذهب الولد إلى المدرسة ، ويذهب الرجل إلى عمله مبكرا .
ب ـ ضم عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعُلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : مدَّ : يمُدُّ . ردّ : يرُدُّ . كتَبَ : يكتُبَ . طلَعَ : يطلُعُ . مَكَثَ : يَمْكُثُ .
ومثال المتعدي : مدَّ الرجل يده للمصافحة ، ويمد يده للمصافحة .
كتب التلميذ الواجب ، ويكتب التلميذ الواجب .
ومثال اللازم : طلع الفجر ، ويطلع الفجر .
ومكث الزرع في الأرض طويلا ، ويمكث الزرع في الأرض طويلا . 
ج ـ كسر عين مضارعه ( فَعَلَ : يَفْعِلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : وَعَدَ : يَعِدُ . ضَرَبَ : يَضْرِبُ . قَفَزَ : يَقْفِزُ . نَزَلَ : يَنْزِلُ .
مثال المتعدي : وعد الله المؤمنين النصر ، ويعد الله المؤمنين النصر .
ومثال اللازم : قفز اللاعب قفزا عاليا ، ويقفز اللاعب قفزا عاليا .
2 ـ الثلاثي المضموم العين ( فَعُلَ : يَفْعُلُ ) لمضارعه وزن واحد ، وهو ضم عين مضارعه ، ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على طبائع البشر ، وهو ما جبل عليه الإنسان من الأفعال الصادرة عن الطبيعة ، ولا يكون إلا لازما .
نحو : حَسُنَ : يَحْسُنُ . كَرُمَ : يَكْرُمُ . شَرُفَ : يَشْرُفُ . عَظُمَ : يَعْظُمُ .
ومنها : قبُح ، ووسُمَ ، وصغُر ، وكبُر ، وطوُل ، وقصُر ، وغلُظ ، ورفُق ، وسهُل وصعُب ، وسهُل ، وسرُع ، وبطُأ ، وفحُش ، وغيرها .
حسن عمل الرجل ، ويحسن عملك .
3 ـ الثلاثي المكسور العين ولمضارعه وزنان هما :
أ ـ فتح عين المضارع ( فَعِلَ : يَفْعَلُ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : عَلِمَ : يَعْلَمُ . نَسِيَ : يَنْسَى . أَمِنَ : يَأمَنُ . وَجِلَ : يَجِلُ . وَسِنَ : يَسِنُ .
ويختص هذا الوزن بالأفعال الدالة على الآتي :
ـ الفرح والحزن . نحو : فرِح : يفرَح . طرِب : يَطرَبُ . حَزِن : يحزَن .
ـ الامتلاء والخلو . نحو : بَطِر : يَبطَر . أشِر : يأشَر . غضِب : يغضَب .
شَبِع : يشبَع . عطِش : يعطَش .
ـ الألوان والعيوب . نحو : حَمِرَ : يحْمَرُ . سَوِدَ : يَسْوَدُ . عوِر : يَعْوَرَ .
ـ وعلى الخَلْق الظاهر . نحو : غَيِدَ : يَغْيَدُ . هَيِفَ : يَهْيَفُ . نَحِفَ : يَنْحَفُ .
سَمِنَ : يَسْمَنُ . تَخِن : يَتْخَنُ .
مثال المتعدي : علم الله ما في نفوسنا ، ويعلم الله ما في نفوسنا .
ومثال اللازم : فرح عليّ بنجاح أخيه ، ويفرح الطفل بالثناء عليه .
ب ـ كسر عين مضارعه ( فَعِلَ : يَفْعِلَ ) ويكون متعديا ولازما .
نحو : حَسِبَ : يَحْسِبُ . وَرِثَ : يَرِثُ . وَلِيَ : يَلِي . وَثِقَ : يَثِقُ .
مثال المتعدي : حسبت الأمر هينا ، ويحسب الأمر هينا .
وثق الرجل بصديقه ، ويثق الرجل بصديقه .

تنبيهات وفوائد :

1 ـ لا تكون فاء الفعل إلا مفتوحة كما ذكرنا سابقا ، وبفتحها يحصل للمتكلم العذوبة في اللفظ ، ويصغي السامع إليه لأنس المسامع بالأخف ، بخلاف الاسم فإنه لما كان خفيفا يجوزون الابتداء فيه بالثقيل .

2 ـ لا يصح تسكين عين الفعل كما هو الحال في عين الاسم ، لأن الفعل عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة يجب إسكان لامه لئلا يتوالى أربع حركات ، ولكونه إذا اتصل بالضمير يصبح كالكلمة الواحدة ، فلو كانت عين الفعل ساكنة للزم اجتماع ساكنين .
فنقول في " جلس " بعد اتصاله يضمير رفع متحرك " جلسْتُ " .
وفي " كتب " كتبْنا " .
فنلاحظ تسكين " لام " الفعل ، فلو كانت " عينه " ساكنة أيضا لالتقى ساكنان ، وذلك لا يصح لاستثقال النطق ، وعدم استقامة لفظ الكلمة .

3 ـ ذكرنا أن الفعل الثلاثي المجرد يكون له في صورتي الماضي والمضارع معا ستة أوزان هي :
أ ـ فَعَلَ ـ يَفْعُل ، ويكون متعديا ولازما .
    فالمتعدي مثل : قَتَلَ : يَقْتُلُ .
نحو : قتل محمد أخاه . أخاه : مفعول به .
ويقتل المسلم الكافر . الكافر : مفعول به .
واللازم مثل : قَعَدَ : يَقْعُدُ .
نحو : قعد الرجل متكئا . متكئا : حال .
ويقعد محمد مستندا . مستندا : حال .
ب ـ فَعَلَ : يَفْعِلُ ، ويكون متعديا ولازما .
المتعدي مثل : ضَرَبَ : يَضْرِبُ .
نحو : ضرب المعلم المهمل . المهمل : مفعول به .
ويضرب الجلاد اللص . اللص : مفعول به .
واللازم مثل : جَلَسَ : يَجْلِسُ .
نحو : جلس اللاعب متأهبا . متأهبا : حال .
ويجلس الطالب في الفصل . في الفصل جار ومجرور .
ج ـ فَعَلَ : يَفْعَلُ . متعديا ولازما .
المتعدي مثل : سَأَلَ : يَسْأَلُ .
نحو : سأل الفقير الغنى مالا . فالغني والفقير مفعولا سأل .
ونحو : يسأل العبد ربه مغفرة . فربه ومغفرة مفعولا يسأل .
واللازم مثل : ذَهَبَ : يَذْهَبُ .
نحو : ذهب الفلاح إلى حقله مبكرا . مبكرا : حال .
ونحو : يذهب الطلبة إلى مدارسهم راكبين . راكبين : حال .
د ـ فَعِلَ : يَفْعَلُ . متعديا ولازما .
المتعدي مثل : نَسِىَ : يَنْسى .
نحو : نَسِيَ محمد الكتاب . الكتاب : مفعول به .
ونحو : ينسى المهمل واجبه . واجبه مفعول به .
واللازم مثل : غَضِبَ : يَغْضَبُ .
نحو : غضب الوالد على ولده . على ولده : جار ومجرور .
ونحو : يغضب المسلم من الباطل . من الباطل : جار ومجرور .  
هـ ـ فَعِلَ : يَفْعِلُ . متعديا ولازما .
المتعدي مثل : وَرِثَ : يَرِثُ .
نحو : وَرِثَ الرجل المال . المال : مفعول به .
ونحو : يرث الله الأرض ومن عليها . الأرض : مفعول به .
واللازم مثل : وَثِقَ : يَثِقُ .
نحو : وَثِقْتُ بك : بك : جار ومجرور .
ونحو : يثق المسلم بالمسلم . بالمسلم جار ومجرور .
و ـ فَعُلَ : يَفْعُلَ . لا يكون إلا لازما . مثل : كَرُمَ : يَكْرُمُ .
نحو : يَكْرُمُ الرجل : الرجل : فاعل .
وحسُنَ : يَحْسُنُ . نحو : حَسُنَ عملك . عملك : فاعل .
ونحو قوله تعالى : ( حسن أولئك رفيقا ) 1 .
ـــــــــ
1 ـ 69 النساء .

ثانيا ـ المجرد الرباعي :
        للفعل الرباعي المجرد بناء واحد على وزن " فَعْلَلَ " ، ومضارعه " يُفَعْلِلُ " ، ويكون متعديا وهو الغالب ، ويأتي لازما .
نحو : دَحْرَجَ : يُدَحْرِجُ ، بعثر : يبعثر ،  طمأن : يطمئن ، جلجل : يجلجل .
وسوس : يوسوس ، زخرف : يزخرف ، زلزل : يزلزل ، ولول : يولول .
مثال المتعدي : دحرج اللاعب الكرة ، يدحرج اللاعب الكرة .
ومنه قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها }1 .
ونحو : بعثر الفلاح الحبوب ، ويبعثر الفلاح الحبوب .
ومنه قوله تعالى : { وبعثر ما في القبور }2 .
ومثال اللازم : وسوس له الشيطان ، ويوسوس لهم الشيطان . 
ـــــــــــ
1 ـ 1 الزلزلة . 2 ـ 9 العاديات .

ومنه قوله تعالى : { فوسوس لهما الشيطان }1 .
وقوله تعالى : { ونعلم ما توسوس به نفسه }2 .
     ويلحق بالرباعي المجرد ستة أوزان أخرى هي :
1 ـ ما كان على وزن " فَوْعَلَ " : " يُفَوْعِلُ " . وهو لازم .
نحو : حَوْقَلَ : يُحَوْقِلُ ، وأصله : حَقُلَ بمعنى ضَعُفَ .
نقول : حوقل الشيخ . إذا ضعف وفتر عن الجماع .
ويكون مركبا في النحت . نحو : حوقل المصلي .
قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
ومنه : جَوْرَبَ : يُجَوْرِبُ . وهو متعد .
نحو : جوربت الأم طفلها . أي : ألبسته الجورب .
2 ـ ما كان على وزن " فَعْوَلَ " : " يُفَعْوِلُ " . ويكون متعديا ولازما .
مثال المتعدي : جَهْوَرَ : يُجَهْوِرُ . وأصله جَهَرَ بالقول . أي : رفع صوته به .
تقول : جهور الرجل قوله . أي : رفعه .
ومثال اللازم : رَهْوَلَ : يُرَهْوِلُ . أي : أسرع .
تقول : رهول الغلام في مشيته .
3 ـ ما كان على وزن " فَيْعَلَ " : " يُفْعِلُ " . ويكون متعديا ولازما .
مثال المتعدي : بَيْطَرَ : يُبَيْطِرُ . بمعنى عالج الحيوان .
ويأتي بمعنى البمالغة في التبختر .
تقول : بيطر الطبيب القط ، ويبيطر الطبيب القط . أي : يعالجه .
ومثال اللازم : بَيْقَرَ : يُبَيْقِرُ . بمعنى : أسرع .
تقول : بيقر الرجل ، ويبيقر الغلام .
ومصدره : البيقرة ، وهو إسراع يطأطئ الرجل فيه رأسه .
ومنه قول المثقب العبدي :
ــــــــــــــ
3 ـ 7 الأعراف . 4 ـ 50 ق .

       فبات يجتاب شُعَارى كما      بيقر من يمشي إلى الجلسد (1)
4 ـ ما كان على وزن " فَعْيَلَ " : " يُفَعْيِلُ " . وهو متعد .
نحو : شَرْيَفَ : يُشَرْيِفُ . بمعنى قطع .
تقول : شريف الفلاح الزرع . أي : قطع شريافه .
ونحو : عثير : يعثير . وأصله عثر بمعنى : زلق ولم تستقر رجله .
وعثير بمعنى أثار .
تقول : عثيرت الريح الغبار . إذا أثارته .
5 ـ ما كان على وزن " فَعْلى " : " يُفَعْلي " . ويكون متعديا ولازما .
مثال المتعدي : سليقت الرجل . أي : ألقيته .
ومثال اللازم : سَلْقَى : يُسَلْقِي . بمعنى : استلقى .
تقول : سلقى الرجل على ظهره . أي : استلقى على ظهره .
6 ـ ما كان على وزن " فَعْنَلَ " : " يُفَعْنِلُ " . وهو متعد .
نحو : قَلْنَسَ : يُقَلْنِسُ . بمعنى : ألبس .
تقول : قلنست الطفل من البرد . أي : ألبسته القلنسوة .

فوائد وتنبيهات :

      لقد استعمل العرب وزن فعلل لمعان كثيرة منها :
1 ـ الدلالة على المشابهة :
نحو : علقمت القهوة . أي : صارت كالعلقم في مرارته .
ونحو : عندم الجسد . صار محمرا كالعندم . والعندم شجر أحمر .
2 ـ للصيرورة : نحو : مركشت الرجل . أي : صيرته مراكشيا .
وسعوده . صيره سعوديا ، ولبننه ، صيره لبنانيا .
ــــــــــــــ
1 ـ " شُعَارى " مخفف للضرورة من " شُعَّارى وهو نوع من النبات .
الجلسد : الصنم ، أو الوثن .

3 ـ للدلالة على أن الاسم المأخوذ منه آلة : نحو : عرجن . أي : استعمل العرجون .
وتلفز . أنجز أعمالا فنية في التلفزيون .
وتلفن : استعملن التلفون .
4 ـ للنحت على وزنه ، سواء أكان النحت من مركب إضافي .
نحو : عمنفى من عبد مناف .
وعبقسى من عبد قيس .
وعبدلى من عبد الله .
أم كان النحت من جملة .
نحو : بسمل . من قوله : بسم الله .
وحوقل . من قوله : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وحيصل : قال : حيَّ على الصلاة .
وحسبل : قال : حسبي الله .
وفذلك : قال : فذلك كذا وكذا .
5 ـ الظهور :
نحو : برعمت الشجرة : ظهرت براعمها .
6 ـ جعله محتويا على الاسم المأخوذ منه الفعل :
نحو : فلفلت الطعام : جعلت فيه فلفلا .
وعصفرت الثوب : صبغته بالعصفر .
7 ـ الإصابة :
نحو : عرقبته : أصبت عرقوبه .

الفعل المزيد

ينقسم الفعل المزيد إلى قسمين :
1 ـ المزيد على الثلاثي .
2 ـ المزيد على الرباعي .

أولا ـ المزيد على الثلاثي :
        يمكن زيادة الفعل الثلاثي المجرد حرفا ، أو حرفين ، أو ثلاثة ، بحيث غاية ما يبلغ الفعل بعد الزيادة ستة أحرف .
        وعليه نقول أن الفعل المزيد على ثلاثة أحرف هو : كل فعل ثلاثي زيد على أحرفه الأصول حرف ، أو حرفان ، أو ثلاثة .
1 ـ الثلاثي المزيد بحرف ، وله ثلاثة أوزان :
أ ـ أفعل : بزيادة الهمزة في أوله .
نحو : كرم : أكرم ، حسن : أحسن ، جلس : أجلس ، ذهب : أذهب ، قام : أقام ، قعد : أقعد ، مات : أمات ، حيى : أحيى ، لبس : ألبس ، خرج : أخرج .
ب ـ فعَّل : بزيادة حرف من جنس عينه ، وهو ما يعرف بالتضعيف .
نحو : علِم : علَّم ، حطَم : حطَّم ، كرُم : كرَّم ، قدِم : قدَّم ، سلِم : سلَّم ، وعد : وعَّد ، وصل : وصَّل ، نصب : نصَّب ، وقف : وقَّف .
ج : فاعل : بزيادة ألف بعد فائه .
نحو : قتل : قاتل ، ضرب : ضارب : شرك : شارك ، منع : مانع ، باع :   بايع . نزل : نازل ، وصل : واصل ، وعد : واعد ن سمح : سامح .

الغرض من الزيادة :
        لم تكن الزيادة الحرف ، أو الأحرف في الكلمة ، لمجرد زيادة عدد  أحرفها ، أو ليقال إن هذه الكلمة أحرفها أصلية ، وأخرى زائدة ، وهذا يعني أن الزيادة ليست من قبيل العبث اللفظي ، إنما الزيادة في أحرف الكلمة تعطيها دلالات ومعاني جديدة غير التي كانت للكلمة عند وضعها على أحرفها الأصلية ، ويمكننا أدراك هذه الدلالات الجديدة للفعل بعد زيادة الأحرف التي ذكرنا آنفا ، وهي على النحو التالي :

أولا ـ المعاني والدلالات التي تزاد من أجلها الهمزة في أول الفعل الثلاثي ، صيغة " أفعل " .
1 ـ التعدية : زيادة الهمزة في أول الفعل الثلاثي اللازم تجعله متعديا بعد أن كان لازما ، وتلك ميزة جديدة اكتسبها الفعل ، فبعد أن كان الفعل موضوعا في اللغة بغرض اللزوم ، أي : ألاّ يتعدى فاعله ليأخذ مفعولا به ، صار بعد زيادة الهمزة متعديا للمفعول به .
نحو : ذهب الرجل . ذهب فعل لازم ، أخذ فاعلا فقط وهو الرجل .
بزيادة الهمزة يصير متعديا للمفعول به ، نحو قولهم : أذهب الله بصره . بصره مفعول به .
ومنه قوله تعالى : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن }1 . الحزن مفعول به .
ونحو : خرج الطلاب من المدرسة . الطلاب : فاعل . بزيادة الهمزة نقول :
أخرج المعلم الطلاب من المدرسة . الطلاب : مفعول به .
ومنه قوله تعالى : { والذي أخرج المرعى }1 . المرعى مفعول به .
فإذا كان الفعل متعديا في الأصل لمفعول به واحد ، صار بعد زيادة الهمزة متعديا لمفعولين ، وإن كان متعديا لمفعولين تعدى بزيادة الهمزة إلى ثلاثة  مفاعيل .
نحو : لبس ، وحفظ ، وشرب .
كل فعل من الأفعال السابقة متعد لمفعول به واحد .
نحو : لبس الرجل العباءة . وحفظ الولد الدرس .
ـــــــــــــ
1 ـ 34 فاطر . 2 ـ 14 الأعلى .

وشرب الطفل اللبن .
فإذا ما زدنا الهمزة في أوله تعدى لمفعولين .
نحو : ألبستْ الأم الطفل الثوب .
الطفل : مفعول به أول ، والثوب : مفعول به ثان .
ونحو : أحفظ المعلم التلميذ النشيد .
التلميذ : مفعول به أول ن والنشيد : مفعول به ثان .
ونحو : أشربته اللبن .
فضمير الغيبة : في محل نصب مفعول به أول ، واللبن : مفعول به ثان .
أما الأفعال : علم ، ورأى ، وبلغ ، فهي في الأصل متعدية لمفعولين .
نحو : علمت خالدا مسافرا .
ورأيت الأمانة فضيلة .
وبلغت محمدا قادما .
فإذا ما زيدت الهمزة في أول الفعل تعدى بها إلى ثلاثة مفاعيل .
نحو : أعلمت والدي خالدا مسافرا .
والدي : مفعول به أول ، ومحمدا : مفعول به ثان ، ومسافرا : مفعول به ثالث .
نحو : أرأيت عليا الأمانة فضيلة .
عليا : مفعول أول ، والأمانة : مفعول ثان ، وفضيلة مفعول ثالث .
ونحو : أبلغت المعلم محمدا قادما .
المعلم : مفعولا أول ، ومحمدا : مفعول ثان ، وقادما مفعول ثالث .
2 ـ التعريض . بزيادة الهمزة في أول الفعل تجعل المفعول به معرضا لمعنى الفعل . نحو : أَبَعْتُ العقار . أي : عرّضته للبيع ، سواء بيع أم لم يبع .
      وأرهن الرجل المتاع . أي عرضه للرهن .
      وأعرت الكتاب . أي : جعلته عرضة للإعارة .
3 ـ الصيرورة . وهو أن يصير الفاعل صاحب شيء اشتق من الفعل .
نحو : ألحمتْ الشاة . صارت ذا لحم .
       وأطفلتْ الأم . صارت ذا طفل .
      وأينع الثمر . صار ذا نضج .
      وأزهرت الحديقة . صارت ذا زهر .
      وأجربت الناقة . صارت ذا جرب .
      وأشرقت الشمس . صارت ذا شروق .
      وأغبرت السماء : صارت ذا غبار .
4 ـ الحينونة :
      وهو أن يحين زمن الشيء ، وقد عدوه من باب الصيرورة .
نحو : أحصد الزرع . أي : حان وقت حصاده . أي : صار ذا حصاد .
     وأقطع النخل . حان وقت قطع ثمره . أي : صار ذا ثمر ناضج حان قطعه .
     وأحلبت الشاة . حان وقت حلبها .
     وأشرقت الشمس . حان وقت شروقها .
5 ـ الدخول في الزمان ، أو المكان ، وهو داخل في حيز الصيرورة أيضا .
     كما هو حال الحينونة ، لأنه لا يكون بمعنى " ذا كذا " ، وإليك تبيانه :
نقول : أصبح الرجل . أي : دخل في الصباح .
       وأمسى المسافر . أي : دخل في المساء .
       وأشهر الصائم . دخل في الشهر .
       وأبحر الملاح . دخل في البحر .
       وأعرق الرحالة . دخل في العراق .
في جميع الأمثلة السابقة سواء ما دل منها على الزمان ، أم المكان كان متضمنا معنى الصيرورة ، بمعنى الدخول في الزمان ، أو المكان الذي هو أصله ، والوصول إليه  .
فعندما قلنا : أصبح الرجل ، أو : أبحر الملاح .
ف‘ن الرجل دخل في زمن الصباح ، وصار ذا صباح جديد غير الذي انقضى .
وكلك في قولنا : أبحر الملاح . أي : انه وصل إلى البحر ودخل فيه .
ومنه أيضا قولنا : أنجد المسافر . وأمصر الجل . أي : وصل نجد ودخلها .
6 ـ الوصول إلى العدد :
         أي : الوصول إلى العدد الذي هو أصله ، وبهذا المدلول يكون هذا النوع داخلا في باب الصيرورة أيضا ، بمعنى : صيرته ذا كذا .
نحو : أثلث العدد ، أي : صار ذا ثلاثة ، أو وصل إلى ثلاثة .
      وأتسع الجنين ، أي : صار ذا تسعة أشهر ، أو وصل إلى الشهر التاسع .
      وأخمس الأولاد ، صاروا خمسة ، بمعنى وصل عددهم خمسة .
      وأعشر المجتمعون ، صاروا عشرة ، أو وصل عددهم إلى عشرة .
7 ـ للدلالة على وجودك الشيء على صفة معينة ، بمعنى أن تجد مفعول الفعل على صفة هي كونه فاعلا لأصل الفعل .
نحو : أسمنت الشاة ، أي : وجدتها سمينة .
       وأكرمت محمدا ، أي : وجدته كريما ، أو صادفته كريما .
أو كونه مفعول لأصل الفعل .
نحو : أحمدت خالدا ، أي : وجدته محمودا ، أو صادفته محمودا .
       وأذممت الخائن ، أي : وجدته مذموما ، أو صادفته مذموما .
       وأقهرت الحاقد ، أي : وجدته مقهورا ، أو صادفته مقهورا .
8 ـ للدلالة على السلب والإزالة :
وهو أن تزيل معنى الفعل عن المفعول  .
نحو : أشكيت المهموم ، أي : أزلت شكواه .
ومن المثال السابق نلاحظ أن معنى الفعل قبل زيادة الهمزة في أوله غير معناه بعد زيادتها ، فقبل الزيادة نقول : شكا المهموم .
ومعناه : إثبات الشكوى له ، وبعد زيادة الهمزة للفعل تغير إثباتها ، وأزيلت الشكاية .
ومثله : أعجمت الكتاب ، أي : أوضحته وأزلن عجمته .
        وأعوجت الحديد ، أي : أزلت عوجه .
9 ـ للدلالة على استحقاق صفة معينة :
نحو : أحصد الزرع ، أي : استحق الحصاد .
      وأزوجت الفتاة ، أي : استحقت الزواج .
10 ـ للدلالة على الكثرة :
نحو : أشجر المكان ، أي : كثر شجره .
       وأزهر الربيع ، أي : كثر زهره .
       وأظبأ الوادي ، أي : كثرت ظباؤه .
11 ـ للدلالة على التمكين :
نحو : أحفرته البئر ، أي : مكنته من حفره .
       وأملأته الزير ، أي : مكنته من ملئه .
12 ـ ويأتي أفعل بمعنى الدعاء :
نحو : أسقيت محمدا ، أي دعيت له بالسقيا .
ومنه قول ذي الرمة :
       وأسقيه حتى كاد مما أبثه       تكلمني أحجاره وملاعبه
وقد يجيء " أفعل " لغير هذه المعاني ، وليس له ضابط كضوابط المعاني التي ذكرنا آنفا ومنه : أبصره : بمعنى رآه ، وأوعزت إليه بمعنى تقدمت (1) .
ـــــــــــ
1 ـ شرح شافية ابن الحاجب ج1 ص 92 .

ثانيا ـ المعاني المتولدة عن زيادة الألف بعد فاء الفعل الثلاثي ، صيغة " فاعل " :
لزيادة الألف في الفعل الثلاثي دلالات ومعان جديدة هي :
1 ـ المشاركة بين اثنين أو أكثر .
نحو : صارع أحمد محمدا .
ومعنى ذلك أن الفعل يصدر من اثنين فصاعدا ، ففي المثال السابق نجد أن الصرع صدر من اثنين ، من الفاعل والمفعول ، أي أن أحمد صرع ، ومحمدا صرع أيضا ، فكلاهما صرع الآخر ، فالصرع منسوب إلى أحمد ، ومتعلق بمحمد ، أي وقع عليه ضمنا ، فكل منهما فاعل من وجه ، ومفعول به من وجه آخر .
أما إذا قلنا : صرع أحمد محمدا .
فالصرع صدر من طرف واحد وهو الفاعل ، ومحمد هو المصروع فحسب .
ومثل صارع نقول : قاتل الجيش العدو . أي : تقاتلا . ولاكم عليّ خالدا . أي : تلاكما .  وضارب ماجد أخاه . بمعنى : كل منهما ضرب الآخر .
كما تجعل زيادة الألف في الفعل الثلاثي اللازم متعديا للمفعول .
نحو : وصل ، وجلس . فعلان لازمان ، فإذا زدنا في كل منهما الألف صارا متعدين ، وأخذ كل منهما مفعولا به .
نحو : واصل الرجل سفره .
       وجالس محمد صديقه .
وكذلك إذا جاء الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد غير صالح للمشاركة بالمفاعلة إلى مفعولين . نحو : جذب اللاعب الحبل .
فالحبل هو المفعول به ، لكنه لا يصلح للمشاركة بالمفاعلة ، فإذ تغير بناء الفعل من
" فَعَلَ " إلى " فَاعَلَ " بزيادة الألف بعد الفاء ، صار الفعل متعديا إلى مفعولين ، بمعنى أن  اللاعب مفعول آخر صالح للمشاركة .
نحو : جاذب اللاعب خصمه الحبل .
2 ـ للدلالة على أن الشيء صار ذا صفة يدل عليها الفعل .
نحو : عاقب المعلم المهمل . جعله ذا عقوبة .
       وعافى الله المريض . جعله ذا عافية .
       وكافأت المجتهد . جعلته ذا مكافأة .
      وصاعر الرجل خده . جعله ذا صعر .
3 ـ للدلالة على المتابعة . بمعنى استمرارية الفعل وعدم انقطاعه .
نحو : تابعت العمل باهتمام . أي : واصلت متابعته .
       ووالى الرجل الصوم . أي : استمر في الصيام .
      وقاوم المريض المرض . أي : استمر في مقاومته .
4 ـ للدلالة على معنى " فعَّل " لإفادة التكثير .
نحو : ضاعف الجهد . بمعنى ضعّفه .
     وعاين المكان . بمعنى عيّنه .
5 ـ للدلالة على معنى " فَعَلَ " لإفادة المبالغة ، ومكابدة المشقة .
نحو : سافر الرجل . بمعنى : سفر الرجل ، أي : خرج للسفر .
      وهاجر الناس . بمعنى : هجر الناس . أي : خرجوا للهجرة .
ومنه قوله تعالى : { قاتلهم الله أنا يؤفكون }1 . بمعنى قاتلهم الله وأهلكهم .
6 ـ ويأتي " فاعل " بمعنى " أفعل " .
نحو : عافاك الله . أي : أعفاك الله .
       وراعِنا سمعَك . أي : أرعِنا سمعَك .

ثالثا ـ المعاني التي تكون للفعل الثلاثي المجرد بعد تضعيف العين :
لصيغة " فعَّل " معان كثيرة هي :
ـــــــــــــ
1 ـ 131 التوبة .

1 ـ يأتي " فعَّل " للدلالة على التكثير والمبالغة .
نحو : طوَّف المعتمر حول الكعبة . أي : أكثر الطواف .
      جوَّلتُ في المدينة . أكثرتُ التجوال .
      موتتْ الإبل . كثر فيها الموت .
والغالب في " فعَّل " أن يكون لتكثير الفعل كما في المثالين الأول والثاني ، أو للتكثير في الفاعل ، كما في المثال الثالث .
والتكثير في الأمثلة السابقة كان في الفعل اللازم ، أما في مفعول الفعل المتعدي ، فنحو : غلَّقتُ الأبواب . أي : أكثرت إغلاقها .
       وقطَّعتُ الأثواب . أي : أكثرت قطعها .
ومنه قوله تعالى { وغلِّقت الأبواب } 1
وقد لا يأتي فعَّل للتكثير ، نحو : فرَّح ، وكرَّم ، وعلَّم ، ووسَّم .
2 ـ يأتي للتعدية : وهو أن يصير الفعل اللازم متعديا بالتضعيف " فعَّل " ، وهو مشارك لأفعل في هذا المعنى .
نحو : فرَّحتُ الناجح . أي : جعلته فرحا ، وأصله : فَرِحَ الناجح . لازم .
      وجلستُ الضيف . جعلته جالسا ، وأصله : جلس الضيف . لازم .
      وقوَّمتُ المهمل . جعلته قائما ، وأصله قام المهمل . لازم .
      ونوَّمتُ الطفل . جعلته نائما ، وأصله : نام الطفل . لازم .
وبالتضعيف أيضا يصير الفعل المتعدي إلى مفعول به واحد متعديا إلى مفعولين ، غير أنه لا يتعدى " فعَّل " إلى ثلاثة مفاعيل كما هو الحال في صيغة " أفعل " .
ومثال تعديه إلى مفعولين :
لبَّستُ الطفل الثوب . بمعنى : ألبسته الثوب ، وأصله : لبس الطفل الثوب . متعد لواحد .
ــــــــــ
1 ـ 23 يوسف .

وفهَّمتُ الدارس المسألة . أي : أفهمته المسألة ، وأصله : فهم الدارس المسألة . متعد لواحد .
وعلَّمته المشي . أي : أعلمته المشي ، وأصله : علم الطفل المشي . متعد لواحد .
وأكَّلت الطائر الحب . بمعنى : أأكلته الحب ، وأصله : أكل الطائر الحب . متعد لواحد .
3 ـ للدلالة على  النسبة : وهو أن ينسب المفعول إلى أصل الفعل ، ويسمى به .
نحو : فسَّقت الرجل . أي : نسبته إلى الفسق ، وسميته فاسقا .
       وكفَّرت فلانا . نسبته إلى الكفر ، وسميته كافرا .
      وخوَّنت المرأة . نسبتها إلى الخيانة ، وسميتها خائنة .
4 ـ للدعاء على المفعول ، أوْ له بأصل الفعل .
نحو : جدعته . بمعنى : جدعك الله .
       وعقرته . أي : عقرك الله .
ومثال الثاني :
       سقيت الرجل . بمعنى : سقيا لك .
       ورعيته . بمعنى : رعاك الله .
5 ـ للدلالة على السلب : ويعني إزالة الشيء عن الشيء .
نحو : جلَّد الجزار الشاة . أي : أزال جلدها بالسلخ .
       وقرَّد الراعي البعير . أزال قراده .
       وقشَّرت الفاكهة . أزلت قشرها .
       وقلَّمت الأظافر . أزلت قلامها .
6 ـ للدلالة على الصيرورة : وهو أن يصير الشيء شبيها لشيء آخر ، مشتق من أصل الفعل .
نحو : قوَّس الرجل . أي : صار شبيها بالقوس .
      وروَّ المكان . صار شبيها بالروض .
      وحجَّر الطين . صار شبيها بالحجر في جموده .
      وعجزَّت المرأة ، وثيَّبت ، وعوَّنت . أي : صارت عجوزا وثيبا وعوانا .
7 ـ للدلالة على التوجه : وهو المشي إلى الموضع المشتق منه " فعَّل " .
نحو : كوَّف المرتحل . أي : توجَّه ، أو مشى إلى الكوفة .
       ومصَّر المسافر . توجَّه إلى مصر .
      ويمَّن الرجل . مشى أو توجه إلى اليمن .
       وشرَّق الرجل أو غرَّب . أي : توجهه إلى الشرق ، أو الغرب .
8 ـ ويأتي " فعَّل " بمعنى : عَمَلُ شيءٍ في الوقت المشتق هو منه ، ويعرف بالتوقيت . 
نحو : هجَّر الرجل . أي : سافر في الهاجرة .
      وصبَّح المسافر . سار في الصباح .
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
        أمن آل نُعْم أنت غاد فمبكر      غداة غد أم رائحٌ فمهجِّر
9 ـ للدلالة على أن الشيء صار ذا أصله :
نحو : ورَّق الشجر . بمعنى : أورق الشجر ، صار ذا ورق .
       وعفَّن الخبز . أي : أعفن ، صار ذا عفن .
     وقيَّح الجرح . أي : أقيح ، صار ذا قيح .
10 ـ قبول الشيء :
نحو : شفّعتُ محمدا . بمعنى : قبلت شفاعته .
      ووسَّطتُ خالدا . أي : قبلت وساطته .
11 ـ لاختصار الحكاية :
نحو : كبَّر الإمام . أي : قال الله أكبر .
      وسبَّح المصلي . قال : سبحان الله .
      ولبَّى الحاج . قال : لبيك .
     وهلَّل القوم . قالوا : لا إله إلا الله .
     وأمَّن المصلون . قالوا : آمين .
12 ـ ويأتي " فعَّل " للدلالة على معنى " فَعَلَ " :
نحو : زيَّلت الشيء . أي : زلته ، بمعنى : فرقته . وزيَّل من الفعل : زال يزيل .
13 ـ ويأتي للدلالة على معنى " تفعَّل " :
نحو : ولَّى زمام الأمر . بمعنى : تولَّى زمامه .
14 ـ التصيير :
نحو : جمّعت الطلاب : جعلتهم يجتمعون .
ودسم الرجل الطعام : جعل له دسما .

ثانيا ـ الثلاثي المزيد بحرفين :
       وهو ما يعرف بالفعل الخماسي المزيد في أوله ، وله خمسة أوزان :
1 ـ انفعل : مزيد بالهمزة والنون في أوله ، وأكثر ما يأتي مطاوعا للفعل " فَعَل " ، وتسمى الأفعال المطاوعة أغعلا انعكاسية ، ذلك أن الفاعل معها يفعل الفعل بنفسه .
فانتصر تعني نصر نفسه ، وانكسر تعني كسر نفسه .
ونحو : انعصر ، واندحر ، وانجبر ، وانبلج ، وانصهر ، وانداح ، وانحنى ، وانجلى ، وانحاز ، وانقلب ، وانقاد ، وانفك ، وانذبح ، وانقضى .
ولا تأتي صيغة " انفعل " إلا لازما .
تقول : انتصر المجاهدون .
       وانكسر الزجاج .
       واندحر العدو .
2 ـ افتعل : مزيد بالهمزة في أوله ، والتاء بعد فائه . ويكون متعديا ولازما ، وهو
نحو : ارتبك ، وارتزق ، وارتقى ، وافتتح ، وافترش ، واتخذ ، واتزن ، واصطبر ، والتأم ، وافترج ، واتسع ، وانتقم ، واتقى ، والتحف ، وانتعل .
مثال المتعدي : ارتجل الخطيب الخطبة .
               وافتتح المدير الحفل .
               وافترش النائم الأرض .
ومثال اللازم : ارتبك المتكلم .
               والتأم الجرح .
               واتسع الخرق .
3 ـ افعلَّ : بزيادة الهمزة في أوله ، وتضعيف اللام ، ولا يكون إلا لازما .
والغالب فيه الدلالة على قوة اللون ، أو العيب الحسي الملازم للشيء .
نحو : احمرَّ ، واسودَّ ، واخضرَّ ، واغبرَّ ، واعوجَّ ، واعورَّ .
تقول : احمرَّ البلح . واسودَّ العنب .
4 ـ تفعَّل : بزيادة التاء في أوله ، وتضعيف العين ، ويكون متعديا ولازما .
نحو : تعلّمَ ، تكرَّم ، تسلَّم ، توصَّل ، تفهَّم ، تقدَّم ، تأخَّر ، توسَّط ، تعجَّل ، تغيَّر ،  تنقَّل ، توسَّم ، تجشَّم ، تحيَّر ، تكسَّر ، تلوَّن ، تحوَّل ، تجوَّل ، تنبَّه ، تقلَّص ، تقوَّم ، توعَّد ، تكلَّف . 
مثال المتعدي : تعلم الطالب الدرس .
               تسلم الرجل الرسالة .
               وتوعدت المهمل .
ومثال اللازم : تقدم الجيش .
               تأخر الزائرون .
               تجولت في المدينة .
5 ـ تفاعل : بزيادة التاء في أوله ، والألف بعد الفاء ، وهو لازم ، وإن كان متعديا في المعنى .
نحو : تعاظم ، تخاصم ، تقاتل ، تصارع ، تشارك ، تعانق ، تلاءم ، تراحم ، تساءل .
تقول : تخاصم محمد ، وأحمد ، وخالد .
       وتعانق الضيف والمضيف .
      وتشارك فلان وفلان في العمل .
وقد يأتي متعديا لفظا .
نحو : تقاسم ، وتنازع ، وتراشق ، وتبادل .
تقول : تقاسم الورثة المال .
        وتنازع محمد وعليّ المنزل .
       وتراشق المنتفضون واليهود الحجارة .
      وتبادل المجتمعون الاتهامات .
المعاني الناتجة عن الزيادات السابقة في الفعل المزيد بحرفين :

1 ـ معاني انفعل :
لا تخرج معاني " انفعل " عن المطاوعة ، لذلك لا يكون إلا لازما ، كما بينا سابقا ، ومطاوعته تكون لـ " فَعَلَ " المتعدي لمفعول به واحد ، والمختص بالأفعال العلاجية والتأثيرية (1) .
نحو : كسرته فانكسر ، وحطمته فانحطم ، وعدلته فانعدل .
     وقد يأتي " انفعل " غير مطاوع ، بمعنى أنه قد يؤخذ من أفعال غير متعدية ، وهو قليل . نحو : انكمشت ، وانجردت .
ومنه قوله تعالى : { وإذا النجوم انكدرت }2 .
فالأفعال السابقة مما يستعمل فيها " انفعل " ، ولكنها ليست مما طاوع " فَعَلَ " بمعنى أن تلك الأفعال لم تكن متعدية ، مثل : حطمته فانحطم ، وجذبته فانجذب ، وإنما هي لازمة بمنزلة : ذهب ، ومضى .
ثانيا ـ معاني " افتعل " :
1 ـ يكون لمطاوعة " فَعَلَ " غالبا سواء أكان من الأفعال الدالة على العلاج والتأثير .
نحو : جمعته فاجتمع ، وعدلته فاعتدل ، ورفعته فارتفع ، ونزعته فانتزع .
أم من غير العلاجية . نحو : غممته فاغتم .
ــــــــــــ
1 ـ الأفعال العلاجية والتأثيرية : هي الأفعال الدالة على الحركة المحسوسة ، والتي تحتاج في حدوثها إلى تحريك عضو من الأعضاء ، ويرى بالنظر ، كالضرب ، والقطع ، والسحب ، والجذب ،  والتكسير ، والتحطيم . أما الأفعال غير العلاجية فهي : الدالة على الأشياء غير المحسوسة كالعلم والظن ، ولا تكون مطاوعة ، إذ لا يصح أن نقول : علمته فانعلم ، ولا ظننته فانظن .
2 ـ 2 التكوير .

2 ـ يكون لمطاوعة " أفعل " .
نحو : أنصفته فانتصف . وأسمعته فاستمع . وأنهيته فانتهى .
3 ـ ولمطاوعة " فعَّل " . نحو : قربته فاقترب . وسويته فاستوى ، ولحمته فالتحم . ونظمته فانتظم .
4 ـ للاتخاذ : وهو اتخاذك الشيء أصله ، بمعنى ألا يكون ذلك الأصل مصدرا ، وإنما يكون من باب اتخاذك أصل الشيء لنفسك .
نحو : اختدم الرجل . أي : اتخذ لنفسه خادما .
       وامتطى الفارس الجواد . بمعنى : بمعنى جعله مطية لنفسه .
      واشتوى الطاهي اللحم . أي جعله شواء لنفسه .
5 ـ يكون للاشتراك بمعنى : " تفاعل " .
نحو : اقتتل الولدان . بمعنى تقاتلا .
       واختصم محمد وخالد . أي : تخاصما .
      واختلف زيد وعمرو . أي : تخالفا .
      واجتور الضيفان . أي : تجاورا .
6 ـ للمبالغة والزيادة والاجتهاد في تحصيل الفعل .
     نحو : اكتسب ، واقتدر ، واجتهد .
تقول : اكتسبت المال . أي : بالغت واجتهدت في كسبه .
       واقتدرت على العمل . بمعنى بالغت في القدرة عليه .
       واجتهد الطالب في تحصيل العلم . أي : بالغ في تحصيله .
ومنه قوله تعالى : { لها اكتسبت وعليها ما اكتسبت }1 .
7 ـ يأتي بمعنى " فَعَلَ " . نحو : قرأتُ ، واقترأتُ . وخطفت ، واختطفت .
ـــــــــــ
1 ـ 286 البقرة .

8 ـ ويأتي للدلالة على الإظهار .
نحو : اعتذر الرجل . أي : أظهر العذر .
      واغتضب الحارس . اظهر الغضب .
     واعتظم القائد . بمعنى : أظهر العظمة .
      
ثالثا ـ معاني " افعلَّ " :
       تغلب صيغة " افعلَّ " في الدلالة على اللون .
نحو : احمرَّ البلح . واخضرَّ العشب ، واسود العنب . بمعنى : اشتد احمراره .
والدلالة على العيب الحسي الملازم للمخلوق .
نحو : اعورَّ الرجل . واعرجَّ الطفل . بمعنى : اشتد عوره ، وعرجه .

رابعا ـ المعاني التي تكون لـ " تفعَّل " :
1 ـ لمطاوعة " فعَّل " ، سواء أكان للتكثير .
نحو : كسَّرت الزجاج . بمعنى : تكسَّر .
      وحطمت الخشب . فتحطم .
      وهدمت البناء . فتهدم .
     وأدبت الطالب . فتأدب .
     ونبهت الرجل . فتنبه .
     وفقهته في الدين . فتفقه .
2 ـ يأتي للاتخاذ : ويكون " تفعَّل " في هذه الدلالة مطاوع " فعّل " . ولا يأتي إلا  متعديا . والاتخاذ يعني : اتخاذ فاعل الفعل ، وجعله مفعول أصل الفعل  .
نحو : تدير الرجل المكان . اتخذه دارا . وتسنم عليّ المجد . اتخذه سناما .
      وتوسد محمد الثوب . اتخذه وسادة .
3 ـ التكلف : وهو رغبة الفاعل ، واجتهاده في حصول الفعل له حقيقة .
نحو : تشجع ، وتحلم ، وتصبر ، وتجلد ، وتكرم ، وتنوه .
تقول : تشجع المغامر . أي : كلّف نفسه الشجاعة ليتم حصولها .
       وتحلّم الرجل . بمعنى : كلف نفسه الحلم .
       وتصبر المصاب . أي : تكلف الصبر .
4 ـ للتَّجنب : و " تفعَّل " الذي للتجنب يكون مطاوع " فعَّل " وهو للدلالة على السلب ، وترك الفعل والابتعاد عنه .
نحو : تحرّج محمد . أي : ترك الحرج . تقول : حرجت محمدا ، أي : جنبته الحرج .
      وتأثم الرجل . بمعنى : ترك الإثم . تقول : اثمت الرجل ، أي : جنبته الإثم .
      وتهجد فلان . بمعنى : ترك الهجود . تقول هجدت فلانا ، أي : جنبته الهجود .
5 ـ للتدرج : وهو العمل المتكرر في مهلة ، وفي هذه الدلالة يكون " تفعل " مطاوع
" فعّل " الذي يفيد التكثير ، وحصول الفعل مرة بعد أخرى ، ويأتي للأمور الحسية والمعنوية .
مثال الحسية : جرعت المريض الدواء . فتجرعه ، أي : شربه جرعة بعد جرعة .
               وحسسته المال . فتحسسه ، أي : حسه مرة بعد أخرى .
ومثال المعنوية : علمت التلميذ المسألة . فتعلمها ، أي : علمها مرة بعد مرة .
                وبصرت محمدا الأمر . فتبصر ، أي : بصره مرة بعد أخرى .
                وفهمته الوضع . فتفهم ، أي : فهمه مرة بعد أخرى .
6 ـ ويجيء " تفعّل " بمعنى " استفعل " ، وذلك فيما يختص بالطلب ، والاعتقاد لأنهما مختصين بـ " استفعل " .
فالطلب نحو : تنجزته . أي : استنجزته ، بمعنى : طلبت نجازه ، وهو الحضور والوفاء به .
والاعتقاد : وهو تصورك الشيء أنه على صنعة أصله .
نحو : تعظمته . أي : استعظمته ، بمعنى : اعتقد فيه أنه عظيم .
       وتكبر الرجل . أي : استكبر ، بمعنى : اعتقد في نفسه أنها كبيرة .
       وتفهم واستفهم . وتأمل واستأمل . وتبصر واستبصر . وتعلّى واستعلى .
ومنه حديث ابن عباس : " فإذا هو يتعلّى عنّي " أي : يترفع عليّ .
ومنه قوله تعالى : { قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها }1 .
وقوله تعالى : { إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين }2 .
وقوله تعالى : وقد أفلح اليوم من استعلى }3 .
7 ـ ويأتي " تفعّل " بمعنى " فَعَلَ " .
نحو : تظلمني . بمعنى : ظلمنى .
      وتجهمني . بمعنى : جهمني .
      وتجهَّمت الرجل . بمعنى : جهمته ، أي : كلحت في وجهه .
ومنه حديث دعاء الرسول : " إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني " .
أي : يلقاني بالغلظة والوجه الكريه .
8 ـ ويأتي " تفعل " مطاوع " فعَّل " الذي لجعل الشيء ذا أصله حقيقة ، أو تقديرا .
فالحقيقة نحو : أصلته فتأصل . أي : صار ذا أصل .
وألبته فاتألب . أي : صار ذا ألب (4) .
ومتال التقدير : أهلته فتأهل . أي : صار ذا أهل .
9 ـ وقد يكون مطاوع " فعّل " الذي معناه جعل الشيء نفس أصله حقيقة ، أو تقديرا .
مثال الحقيقة : تزبب العنب . أي صار زبيبا .
والتقدير نحو : تكلل الشيء . أي : صار إكليلا .
ــــــــــــ
1 ـ 12 الأعراف . 2 ـ 34 البقرة . 3 ـ 64 طه .
4 ـ الألب : الجمع الكثير من الناس .

خامسا ـ معاني " تفاعل " .
         تأتي صيغة تفاعل لعدة معاني نستعرضها على النحو التالي :
1 ـ للمشاركة بين أمرين فأكثر ، فيكون كل منهما فاعلا في اللفظ ، ومفعولا في المعنى .
نحو : تبارز ، تصارع ، تقاتل ، تنازل ، تلاكم ، تشارك .
تقول : تبارز محمد وعلي .
      وتصارع خالد وأحمد وإبراهيم .
ويمكن التفريق بين صيغة " تفاعل " وصيغة " فاعل " ، وكلاهما يفيد التشريك بأن " تفاعل " وضع لنسبة الفعل إلى المشتركين فيه من غير قصد إلى التعلق له ، أي : انه يكون لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا .
نحو : تقاتلا ، وتشاركا ، وتمازحا .
أما " فاعل " فإنه وضع لنسبة الفعل إلى المشتركين متعلقا بغيره ، مع أن الغير هو الذي فعل ذلك ، أي : أنه يكون لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر للمشاركة صريحا .
نحو : قاتلته ، ولاطفته ، وشاركته .
وعليه فإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعول به واحد صار لازما .
نحو : ضارب محمد عليا . يصبح : تضارب محمد وعلي .
       وخاصم يوسف خالدا . يصبح : تخاصم يوسف وخالد .
وإن كان " تفاعل " من " فاعل " المتعدي لمفعولين صار متعديا لمفعول به واحد .
نحو : نازعت جاري البيت . يصبح : تنازعنا البيت .
      وجاذب محمد خالدا الكرة . يصبح : تجاذب محمد وخالد الكرة .
2 ـ التظاهر : وهو ادعاء الفاعل بحصول الفعل له ، وهو منتف عنه .
     نحو : تجاهلت الأمر . أي : أظهرت من نفسي التجاهل للأمر دون الحقيقة .
ومنه : تغافلت ، وتكاسلت ، وتعاميت ، وتناومت ، وتخاذلت ، وتمارضت .
ومنه قول الرسول : " لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا فتذهب ريحكم " (1) .
       والفرق بين " تفاعل " و " تفعَّل " في معنى التظاهر ، والادعاء ، أو التكلف ، أن " تفعل " في نحو : تعلّم ، وتعظَّم .
يتكلف فيه الفاعل أصل الفعل ، ويريد حصوله فيه حقيقة ، ولا يقصد إظهار ذلك غيهاما على غيره أن ذلك فيه .
     أما في ط تفاعل ، فإن الفاعل لا يريد ذلك حقيقة ، ولا يقصد حصوله له ، بل يوهم الناس أن ذلك فيه لغرض له .
3 ـ للدلالة على التدرج . أي : حصول الفعل شيئا فشيئا .
نحو : تزايد السيل .
      وتنامى المال .
      وتواردت الأخبار .
     وتكاثر النحل .
4 ـ مطاوعة " فاعل " . ويقصد بالمطاوعة هنا : التأثر وقبول أثر الفعل سواء أكان التأثر متعديا .
نحو : علمته الرماية . فتعلمها ، أي : قبل التعليم وتأثر به .
      وفهمته المسالة . فتفهما .
أم لازما . نحو : عدَّلت الحديد . فانعدل .
                 وثنيته . فانثنى . بمعنى : تأثر بالعدل ، وتأثر بالثني .
5 ـ ويأتي " تفاعل " مطاوع " فاعل " ، إذا كان فاعل لجعل الشيء ذا أصله .
نحو : باعدته . فتباعد ، أي : بَعُدَ .
ـــــــــــ
1 ـ ولا تمارضوا : لا تداعوا المرض وتظهروه ، وأنتم أصحاء .

ثالثا ـ الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف .


     يأتي الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف على عدة أوزان هي :
1 ـ استفعل : بزيادة الهمزة والسين والتاء .
وتكون الهمزة في أوله للتوصل إلى الساكن ، والسين والتاء للطلب .
وهو متعد ، ولازم ، ومصدره استفعال .
المتعدي نحو : استعمل المريض الدواء .
               واستغفر المؤمن ربه .
               واستجلى محمد الأمر .
               واستخرج الرجل الماء من البئر .
واللازم نحو : استسلم العدو .
              واستحجر الطين .
              واستقام الظل .
              واستعظم الأمر .
2 ـ افعوعل : بزيادة الهمزة في أوله والواو وتضعيف العين .
ومصدره : افعوعل : افعيعال مثل : اخشوشن :اخشيشان .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
اعشوشب المكان ، واخشوشن الثوب ، واغدودن الشعر .
وقد ورد منه لفظان متعديان هما : اعرورى ، واحلولى .
تقول : اعروريت الفرس . أي ركبته .
        واحلوليت الطعام . أي استطبته .
3 ـ افعوَّل : بزيادة الهمزة في أوله وواو مضعفة قبل اللام ، والمصدر : افعوَّال .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
اجلوّذت الإبل ، وأصله جلذ ، بمعنى سارت سيراً سريعاً .
وقد ورد متعدياً شذوذاً نحو : اعلوط الرجل البعير ، أي تعلق بعنقه .
وقيل إن هذا الوزن مرتجلاً وليس منقولاً عن فعلٍ ثلاثي ، ولكن يرده جلذ وعلط ،فهي أصل اجلوّذ ، واعلوّط ، ومصدرها اجلوّاذ ، واعلوّاط .
4 ـ افعالّ : بزيادة الهمزة في أوله وألف بعد العين وتضعيف اللام . ومصدره : افعيلال .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
احمارّ البلح ، أي اشتد احمراره .
واشهاب الثوب ، أي قوي شهبه .
ومن ما يكون مرتجلاً نحو :
اقطار العشب : أي أخذ في الجفاف .  
وابهار الليل ، إذا أظلم .
وهناك وزنان مرتجلان هما :
1 ـ افعنلل : بزيادة الهمزة في أوله والنون بعد العين وإحدى اللامين .
ومصدره : افعنلال مثل : اقعنساس .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
اقعنسس الرجل ، أي دخل ظهره وخرج صدره .
2 ـ افعنلى :بزيادة الهمزة في أوله ، والنون بعد العين ، والياء في آخره .
ومصدره : افعلناء ، مثل : اسلنقاء .
ولا يكون إلا لازماً نحو :
اسلنقى الرجل ، أي نام على ظهره .
واحرنبى الديك ، إذا نفش ريشه .
وابرنتى الغلام ، استعد للأمر .
وقد ورد متعدياً في فعلين لا ثالث لها كما ذكر الصرفيون وهما :
اغرندى محمد فلاناً ، أي غلبه ، ومثله .
واسرندى . إذ هما بمعنى واحد .
ومنه قول الشاعر :
قد جعل النعاس يغرنديني          أدفعه  عني  ويسرنديني .

تنبيه : ذكرنا هذين الوزنين في مزيد الثلاثي تبعاً للأصل ، وقد ذكرهما بعض الصرفيين في مزيد الرباعي .
المعاني التي تخرج لها أوزان الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف :
1 ـ الأوزان : افعوعل ، وافعوّل ، وافعالّ ، افعنلل ، افعنلى .
افعوعل : نحو : اغدودن النبات ، إذا خضر وضرب إلى السواد من شدة ريه .
ونحو : اعشوشبت الأرض ، صارت ذات عشب كثير .
افعوّل : نحو : احلوّز البعير ، زاد في سرعته .
افعالّ : نحو : اسوادّ الليل ، اشتد سواده .
وهو مختص بالألوان والعيوب الحسية الثابتة .
مثل : اعوارّ الرجل ، واعراجّ الغلام ، إذا اشتد عوره وعرجه .
افعنلل : نحو : اقعنسست الإبل أي اشتدت في السير .
افعنلى : نحو : اغرنديته بالضرب ، أي أعليته واشتدت عليه بالضرب .
2 ـ استفعل : يأتي وزن استفغل لكثير من المعاني وهي على النحو التالي :
1 ـ للسؤال غالباً : وهو الطلب والاستدعاء ، ويعني نسبه الفعل إلى الفاعل لإرادة تحصيل المشتق منه حقيقة نحو :
استكثبت الطالب ، أيطلبت منه الكتابة .
واستعطيت محمداً ، طلبت منه العطية .
استغفرت ربي ، طلبت منه الغفران .
أو مجازاً نحو : استخرجت الماء من البئر ، فطلب الإستخراج غير صحيح بل هو معنى . ويقصد به الاجتهاد في استخراجه والحصول عليه .
واستلهمت القول ، واستوحيت الشعر .
2 ـ للتحول والتشبيه : وهو أن يصبر الفاعل متصفاً أو متشبهاً بصفة الفعل الذي اشتق منه ، ويكون التحول إما حقيقة نحو :
استحجر الطين ، أي صار حجراً حقيقة .
واستحصن المهر ، أي صار حصاناً .
أو مجازاً وهو المقصود بالتشبيه :
نحو :استحجر الطين ، أي صار شبيهاً للحجر في صلابته .
ونحو : واستأسد الرجل ، أي صار شبيهاً بالأسد في شجاعته .
ومنه قولهم : إن البغاث بأرضنا تستنسر ، أي تصير شبيهة النسر في قوته .
ونحو : استنوق الجمل ، صار شبيهاً بالناقة .
        استتيست الشاة ، أي صارت شبيهة بالتيس .
3 ـ الإصابة : وهو الاعتقاد بأن الفاعل على صفة الفعل .
نحو : استحسنت كلامه ، أي اعتقدت أنه حسناً .
       واستكرمت محمداً ، أي اعتقدت فيه الكرم . 
       واستعذبت الماء ، اعتقدته عذباً .
       واستملحت الطعام ، اعتقدته ملحاً .
4 ـ للاتخاذ : نحو :
استلأم الرجل ، أي لبس لامة الحرب .
واستنطق المحارب ، أي نطاقه .
5 ـ لاختصار الحكاية : نحو :
استرجع الرجل ، مثال إنا لله وإنا إليه راجعون .
6 ـ للقوة : نحو :
استُهتر واستكبر ، أي قوى هتره وكبره .
7 ـ للمصادفة : نحو :
استبخلت علياً ، أي صادفته بخيلاً .
واستكذبت يوسف ، أي صادفته كاذباً .
8 ـ ويكون بمعنى " أفعل " نحو :
استخلف لأبنائه ، أي أخلف لهم . واستيقن وأيقن .
ويكون بمعنى " فعل " نحو :
استقر في مكانه ، أي قَرّ في مكانه .
واستعلى وعلا ، واستسخر وسخر ، ومنه قوله تعالى : { وإذا رأوا آية يستسخرون } 1.
واستهزأ وهزأ .
10 ـ ويكون مطاوع " أفعل " نحو :
أحكمته فاستحكم . وواقفته فاستوقف . وأقمته فاستقام .
11 ـ ويكون بمعنى "تفعّل " نحو :
تعظم واستعظم . وتكبر واستكبر .
ــــــــــــ
1 ـ 14 الصافات .

  ثانياً ـ المزيد من الرباعي ومعانيه .
الفعل الرباعي المجرد تكون زيادته إما حرف وإما حرفان .
1 ـ الرباعي المزيد بحرف وله وزن واحد هو " تفعلل " بزيادة تاء في أوله .    
ومصدره : تفعللا . نحو : تدحرج تدحرجاً .
والغالب في هذا الوزن ألا يكون متعدياً ويدل على مطاولة الفعل المجرد .
نحو : بعثرت الحب ، فتبعثر الحب .
       ودحرجت الكرة ، فتدحرجت .
       ولملمت الخرز ، فتلملم .
       وطمأنت والدي ، فتطمأن .
ويلحق به الأوزان التالية :
تفيعل مثل : تشيطن ، أي فعل فعلاً مكروهاً .
وتفعلى مثل : تسلقى وتقلسى ، فالأولى استلقى على ظهره والثانية لبس القلنسوة .
وتفعنل مثل : تقلنس ، لبس القلنسوة أيضاً .
وتفوعل مثل : تجورب ، أي لبس الجورب .
وتمفعل مثل : تمسكن أي لبس المسكنة .
وتفوعل مثل : ترهوك ، أي تبختر في مشيته .
وتفعلل مثل : تجلبب ، أي لبس الجلباب .
2 ـ الرباعي المزيد بحرفين وله وزنان :
أ ـ افعنلل : بزيادة الهمزة في أوله والنون في وسطه ، ومصدره : افعنلال .
ويدل على مطاوعة الفعل المجرد ولا يكون إلا لازماً .
نحو : حرجم الراعي الإبل فاحرنجمت ، أي فاجتمعت .
ولحق بهذا الوزن ما ذكرناه في باب الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف وهو وزن " افعنلل " أيضاً ومثلنا له بقولهم : اقعنسست الإبل ، واسلنقى الرجل .

تنبيه : والفرق بين احرنجم واقعنسس مع اتحاد مصدريهما في الحروف والحركات والسكنات ، أن الفعل احرنجم لاماه أصليتان .
أما الفعل اقعنسس فإحدى لاميه زائدة للإلحاق .
ولا يكون زائد الإلحاق في أول الكلمة ولا يكون حرف تضعيف ولا ألفاً زائدة .
ب ـ افعللَّ : بزيادة الهمزة في أوله وتضعيف اللام في آخره .
ومصدره : افعللال . نحو :اطمأنّ اطمئنان .
ويأتي للمبالغة في الشيء ولا يكون إلا لازماً ، نحو :
اقشعر البدن ، إذا اشتدت قشعريرته .
واكفهرت الوجوه ، إذا اشتد تجهمها .
واطمأنت القلوب ، زادت طمأنينتها .

تنبيه 1 : يشبه وزن " افعللّ " وزن " افعلّ " في الثلاثي الذيالثبالألوان كأحمر وأصفر ، وذلك ما جعله لازماً .
 2 : لا يلزم في كل مجرد أن يستعمل له مزيد ، ولا في كل مزيد أن يستعمل له مجرد ولا فيما استعمل فيه بعض المزيدات أن يستعمل فيه البعض الآخر ، بل المعول في كل ذلك على السماع ما عدا الثلاثي اللازم  فتطرد زيادة الهمزة في أوله للتعدية تقول : ذهب وأذهب ، ومنه قوله تعالى : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } 34 فاطر. ومنه خرج وأخرج ، وحضر وأحضر على الكتاب .
 3 ـ دلالات أبنية الأسماء ، لا تكون إلا في الأسماء المشتقة ، وأبنية المصادر والجموع ، أما الأسماء الجامدة فليس لأبنيتها دلالة مدركة .

فصل الصحيح والمعتل وإسناد الأفعال


            يطلق مصطلح الصحيح والمعتل على الأفعال والأسماء ، ولكن بمفهومين مختلفين ، وتعود هذه القسمة للأفعال والأسماء نتيجة لانقسام أصوات حروف اللغة التي تنقسم بدورها إلى قسمين : الصوامت وهو ما يعرف بالأحرف الصحيحة ، والصوائت وهو ما يعرف بالأحرف المعتلة .



الصحيح والمعتل من الأفعال :

ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين :
أ ـ فعل صحيح .      ب ـ فعل معتل .

أولاً ـ الفعل الصحيح :
       تعريفه : هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة ، وهي " الألف ، الواو ، الياء " . مثل : جلس ، حضر ، كتب ، رفع ، قرأ ، أمر، سمع .
وينقسم الفعل الصحيح بدوره إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ الصحيح السالم : وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة والتضعيف ، وأحرف العلة .
مثل : جلس ، حضر ، رفع ، سمع .
2 ـ الصحيح المهموز : كل فعل كان أحد أصوله حرف همزة سواء أكانت في أول الفعل أم وسطه أم آخره .
مثل : أخذ ، أمر ، أذن ، أكل .
       سأل ، سأم ، دأب ، جأر .
       ملأ ، ذرأ ، قرأ ، لجأ .


أ ـ ويعرف الفعل المهموز في أوله بمهموز الفاء ، وهذا النوع من الأفعال الصحيحة يسلم من التغيير مع أحرف المضارعة إذا ما صغنا منه فعلا مضارعا .
نحو : أمر: يأمر ، وأخذ : يأخذ ، إلا مع همزة المضارع فإنه يعتورها التغيير . نحو : أمر المضارع منه أأمر ، قياسا على كتب : أكتب .
غير أن اجتماع الهمزتين يتقل النطق فيعدل عن ذلك ، وتقلب الهمزة الثانية ألفا .
نحو : أمر : آمر ، أكل : آكل ، أخذ : آخذ ، أمل : آمل .
 أما فعل الأمر من المهموز الفاء فلا تسقط همزاتها ما عدا الأفعال التالية فتحذف الهمزة منها وهي : أكل ، وأخذ ، وأمر ، فالأمر منها : كل ، وخذ ، ومر .
غير أنه يجوز في " أمر " أن تثبت همزته في درج الكلام ( في وسطه ) .

نحو قوله تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة } 132 طه .

وتسقط في بداية الكلام كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة وهو أبناء سبع " .

ب ـ أما مهموز الوسط فيعرف بمهموز العين ، نحو : سأل ، ورأف ، ودأب ، وزأر . ولا تحذف همزته في المضارع نقول : يسأل ، ويرأف ، ويدأب ، ويزأر .

ما عدا الفعل " رأى " فتسقط همزته اعتباطا . نقول : رأى : يرى على وزن يَفَل ، وأصلها : يرأى .

كما تثبت الهمزة أيضا في الأمر فنقول : ارأف ، وادأب .

ما عدا " سأل " تسقط همزته في الأمر فنقول : سَل على وزن فَل .

ومنه قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .

وقد تثبت الهمزة إذا سبق الفعل بحرف متحرك ، نحو قوله تعالى :

{ فَاسألوا أهل الذكر } 43 النحل .

ج ـ مهموز الآخر ويعرف بمهموز اللام نحو : ملأ ، قرأ ، ودرأ ، ولجأ .

وتثبت همزته في المضارع والأمر .

نحو : يملأ ، املأ . يقرأ ، اقرأ .

ومنه قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } 1 العلق .



3 ـ الصحيح المضعف : وهو كل فعل حروفه الأصلية صحيحة ، ولكن حرفين منها من جنس واحد .
وينقسم إلى نوعين :
أ _ المضعف الثلاثي : وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد " مكرراً " .
مثل : مدّ ، عدّ ، سدّ ، شدّ .
وحكمه : إدغام عينه في لامه إدغاما واجبا .

إلا إذا أسند إلى ضمير رفع متحرك فيفك إدغامه .

نحو : مددت ، ورددت ، وسددت ، ومللت ، وحببت .

كما يفك إدغامه إذا كان مجزوما في لغة أهل الحجاز ، وهو قياس في هذه الظاهرة ، نحو : لم يردد ، لتمدد ، لا تشدد .

إما في لغة تميم فيبقى الإدغام في حالة الجزم على ما هو عليه .

نحو : لم يردَّ ، ولتمدَّ ، ولا تشدَّ .

ب _ المضعف الرباعي : وهو ما كان حرفه الأول والثالث " فاؤه ولامه الأولى " من جنس واحد ، وحرفه الثاني والرابع " عينه ولامه الثانية " من جنس أيضاً .
مثل : زلزل ، وسوس ، جلجل ، ولول ، عسعس .

ثانياً ـ الفعل المعتل .
تعريفه : هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة .
مثل : وجد ، قال ، سعى ، عوى ، وعى .
وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع :
1 ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة .
مثل : وعد ، وجد ، ولد ، وسع ، يبس ، ينع ، يتم ، يئس .
ومما تجدر الإشارة إليه أن الفعل المعتل الأول بالواو يغلب على الفعل المعتل الأول بالياء ، وقد حصر بعض الصرفيين الأفعال المعتلة الأول بالياء فيما يقرب من أربعة وعشرين فعلاً بعضها قليل الاستعمال في اللغة وإليك بعضها للاستزادة .
يفع ، يقن ، يمن ، يسر ، يقظ ، يرق .
يتن بمعنى ولدت المرأة ولداً يتناً وهو المنكوس .
يهت بمعنى انتن ، مثل : انتن الجرح .
يقه بمعنى أطاع وأسرع .
يعر بمعنى أصاح ، تقول : يعرت الغنم .
يفخ بمعنى الضرب على اليافوخ ، تقول : ضربت يافوخه .
يمم بمعنى غرق في اليم .
يدع بمعنى صبغ .
يلل بمعنى قصر ، تقول : يلّت الأسنان أي قصرت .
يرر بمعنى صلب .
     ويكون حرف العلة في أول الفعل واوا ، أو ياء ، ولا يكون ألفا ، لأن الألف لا تقع في أول الكلمة لأنها حرف مد . وقد سمى النحاة الفعل المعتل الأول مثالا لمماثلته الفعل الصحيح في احتمال ظهور الحركات على حروف العلة .

2 ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة ، وسمي بالأجوف لوقوع حرف العلة في جوفه .
مثل : قال ، صام ، بيِع ، عَوِر .
     ويشترط في الفعل الأجوف ألا يكون حرف العلة مقلوبا قلبا مكانيا عن غيره ، فهو بحسب ما قلب عنه .

نحو : أيس ، فهذا الفعل ليس أجوفا ، بل هو مثال ، لأن الياء في الأصل فاء الفعل وليست عينه ، وأصله " يئس " ووزنه " فعِل " ، أما " أيس " فوزنه : " عفِل " .



3 ـ الناقص : وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة .
مثل : رمى ، سعى ، دعا ، سما .
وسمي ناقصا لأن حرف العلة ينقص منه ( يحذف ) في بعض التصاريف .

نحو : رمي : رمت ، ودعا : دعت .

4 ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم إلى نوعين :
أ _ لفيف مقرون : وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح .
مثل : أوى ، شوى ، روى ، عوى ، لوى .
ب _ لفيف مفروق : وهو ما كان فيه حرفا علة غير متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح .
مثل : وقى ، وعى ، وفى ، وشى ، وأى ، وخى ، وصَى ، ولى ، ونى ، وهى .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ لمعرفة الأفعال الصحيحة أو المعتلة المضارعة يجب الرجوع إلى الفعل الماضي .
مثل : يتعلّم : ماضيه علم – صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة .
      ينتهز : ماضيه نهز – صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة .
      يستعين : ماضيه عان – معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط .
      يستقيم : ماضيه قام – معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط .
2 ـ وكذلك عند معرفة الفعل أمجرد هو أم مزيد يجب رده إلى صورة الماضي ثم تجريده من حروف الزيادة بموجب الميزان الصرفي " ف ع ل " .
مثال : يتكسر : ماضيه تكسَّر ، وبمقابلته للميزان الصرفي " فعل " .
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " كسر " .
يستلهم : ماضيه استلهم بمقابلته للميزان الصرفي " فعل " .
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " لهم " وقس على ذلك .
3 ـ الفعل الثلاثي المعتل الفاء يحذف منه حرف العلة في المضارع والأمر  .

نحو : وعد : يعد ، عد . وصل : يصل ، صل .

4 ـ عند جزم الفعل المضارع الأجوف يحذف منه حرف العلة .

نحو : يقول : لم يقل ، يبيع : لم يبع .

5 ـ الفعل الثلاثي اللفيف المفروق تحذف فاؤه في المضارع .

نحو : وعى : يعي ، ونى : يني ، وفي : يفي .

وتحذف فاؤه ولامه في صيغة الأمر . نحو : وعى : عِ ، وفى : فِ .

ويجوز أن تلحقه هاء السكت ، نحو : عه ، فه .

إسناد الأفعال إلى الضمائر .
أولاً : إسناد الأفعال الماضية والمضارعة والأمر بمختلف أنواعها : سالم – مهموز – مضعف .

الفعل

نوعـه
الضـمائـر
تاء الفاعل
نا الفاعلين
ألف الإثنين
واو الجماعة
نون النسوة
ياء المخاطبة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
جلس
سالم
جلست
جلسنا
جلسا
جلسوا
جلسن
لا يسند
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يجلس
سالم
لا يسند
لا يسند
يجلسان
يجلسون
يجلسن
تجلسين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
اجلس
سالم
لا يسند
لا يسند
اجلسا
اجلسوا
اجلسن
اجلسي
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
أذن
مهموز
أذنت
أذنا
أذنا
أذنوا
أذنّ
    ×
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يأذن
مهموز
أذنت
أذنا
يأذنان
يأذنون
يأذنّ
تأذنين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
إذن
مهموز
أذنت
أذنا
اءذنا
اءذنوا
اءذنّ
اءذني
لم يطرأعلى الفعل أي تغيير

دأب
مهموز
دأبت
دأبنا
دأبا
دأبوا
دأبن
×
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يدأب
مهموز
×
×
يدأبان
يدأبون
يدأبن
تدأبين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
ادئب
مهموز
×
×
ادئبا
ادئبوا
ادأبن
ادأبي
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
ملأ
مهموز
ملأت
ملأنا
ملأا
ملأوا
ملأن
×
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يملأ
مهموز
×
×
يملآن
يملأون
يملأن
تملئين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
املأ
مهموز
×
×
املأا
املأوا
املأن
املئي
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
مدّ
مضعف ثلاثي
مددت
مددنا
مدَّا
مدّوا
مددن
×
فك إدغامه مع التاء والناء
يمد
مضعف ثلاثي
×
×
يمدان
يمدون
يمددن
تمدين
فك إدغامه مع نون النسوة
مد
مضعف ثلاثي
×
×
مُدَّا
مُدّوا
امددن
مُدّي
فك إدغامه مع نون النسوة
جلجل
مضعف رباعي
جلجلت
جلجلنا
جلجلا
جلجلوا
جلجلن
×
لم يطرأ أي تغيير
يجلجل
مضعف رباعي
×
×
يجلجلان
يجلجلون
يجلجلن
تجلجلين
لم يطرأ أي تغيير
جلجل
مضعف رباعي
×
×
جلجلا
جلجلوا
جلجلن
جلجلي
لم يطرأ أي تغيير

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدولين السابقين أن الأفعال الصحيحة السالمة والمهموزة والمضعفة الرباعية لا يحدث فيها تغيير عند إسنادها لضمائر الرفع البارزة  المتحركة .
2 ـ أما الفعل المضعف الثلاثي فيطرأ عليه التغيير التالي :
أ – يفك إدغامه إذا أسند في صورة الماضي إلى تاء الفاعل ونا الدالة على الفاعلين ونون النسوة .
ب – ويفك إدغامه أيضاً إذا أسند في صورة المضارع أو الأمر إلى نون النس
3 ـ وإذا أسند الفعل الماضي المضعف إلى غير ما سبق وجب إدغامه ، وذلك كأن يسند إلى :
أ – إذا أسند إلى ضمير متصل ساكن كألف الاثنين أو واو الجماعة .
مثل : الرجلان عدّا النقود .
والرجال شدّوا الحبل ، ومنه قوله تعالى : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } 30 يونس.
ب - إذا أسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر .
مثل : الطالب جدّ في دراسته . وحبّ محمد القراءة .
ومنه قوله تعالى : { وإن كان قميصه قدّ من دبر } 27 يوسف
ومثل : مرّ اللاعب مسرعا .
وهدّ البناء الجدار ، ومنه قوله تعالى : { ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم } 102 النساء .
ج - وإذا اتصلت به تاء التأنيث .
مثل : هبت فاطمة من نومها نشيطة .
ومنه قوله تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب } 69 آل عمران .
4 ـ كما إذا أسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة وجب إدغامه .
مثل : هما يردان كيدهم في نحورهم .
       وهم يردون كيدهم في نحورهم .
       ومنه قوله تعالى :{ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد } 109 البقرة.
       وأنت تردين كيدهم في نحورهم .
أو أسند إلى ضمير مستتر ، أو إلى اسم ظاهر في غير حالة الجزم .
كقوله تعالى : { وتصدكم عن ذكر الله } 94 المائدة .
وقوله تعالى : { ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } 43 سبأ .
ومثل : يجدّ الطالب في دراسته .
فإن كان الفعل مجزوماً جاز فيه الإدغام والفك .
مثل : محمد لم يردّ الأمانة ، ولم يردد محمد الأمانة .
       ولم يعدّ أحمد النقود ، ولم يعدد أحمد النقود .
أما الأمر من الفعل المضعف فيجب فك إدغامه إذت أسند إلى نون النسوة كما هو موضح في الجدول ، ويجب إدغامه إذا اتصل بألف الإثنين أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة .
ويجوز الأمران إذا أسند إلى المفرد المخاطب .
مثل : عُدّ ، واعدد – ومُدّ ، وامدد - ورُدّ ، واردد .
5 ـ لبعض الأفعال المهموزة أحكام خاصة بها تظهر في بعض التصاريف وهي على النحو التالي :
هذه الأفعال هي : أخذ – أكل – أمر – سأل – رأى – أرى .
أ – أخذ وأكل :
تحذف همزتهما في صيغة الأمر مطلقاً سواء جاءا في أول الكلام أو في وسطه .
نقول : خذ ، وكل ، خذا ، وكلا ، خذوا ، وكلوا ، خذي ، وكلي . . . إلخ .
ومنه قوله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } 103 التوبة .
وقوله تعالى : { إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا } 78 يوسف .
ومنه قوله تعالى : {  كلوا واشربوا من رزق الله } 60 البقرة .
وقوله تعالى : { اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً } 35 البقرة .
ب - أمر وسأل :
تحذف همزتها في صيغة الأمر مطلقاً إذا وقعا في أول الكلام ، أما إذا وقعا في وسطه جاز حذف الهمزة وإبقائها .
مثل : مر ، وسل – ومرا ، وسلا – ومروا ، وسلوا – ومري ، وسلي – ومرن ، وسلن .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً " رواه الترمذي وحسنه .
ومثال بقاء الهمزة في وسط الكلام قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف } 199 الأعراف .
وقوله تعالى : { يا بني أقم الصلاة وأمر بالعرف وانه عن المنكر } 17 لقمان .
ومثال حذف همزة سأل في أول الكلام قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .
ومثال وصلها في وسط الكلام قوله تعالى : { ثم استوت على العرش فسأل به خبيـراً } 59 الفرقان .
ج – رأى :
في حالة المضارع نقول : يرى وأصلها يرأى فانتقلت حركة الهمزة إلى الراء ، فأصبحت الهمزة ساكنة والراء متحركة ، فالتقى ساكنان فحذف أحد الساكنين وهو الهمزة .
أما الأمر فنقول : " رَ " الكتاب . وأصله : ارأ لأن الفعل ناقص " معتل الآخر " فحذف منه حرف العلة ، ثم حدث فيه ما حدث في المضارع من نقل الحركة إلى الراء ، ثم حذفت الهمزة لالتقاء الساكنين . وإذا وقف على الفعل " رَ " أضيف إليه هاء السكت فنقول : " رَهْ " .
د – أرى :
تحذف همزته في جميع التصاريف : الماضي والمضارع والأمر ، والهمزة المعنية بالحذف هي عين الفعل إذ أن أصل الفعل " رأى " فزيدت الهمزة في أوله فأصبح أرأى .
وعند الإسناد إلى الضمائر تحذف عينه فنقول في الماضي :
أريت - أرينا - أريا – أروا - أرين .
وفي المضارع : يُريان - تُريان - يُرون - تُرون - تُرين .
وفي الأمر : أرِ - أريا - أريوا - أرِي .
إسناد الأفعال المعتلة .
أ – اسناد الفعل المعتل الأول " المثال " :
الفعل
الضمائر
تاء الفاعل
نا الفاعلين
ألف الإثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
وَجَدَ
وجدت
وجدنا
وجدا
وجدوا
-
وجدن
لم يطرأ عليه تغيير
يَجِدُ
-
-
يجدان
يجدون
تجدين
يجدن
حذف حرف العلة من المضارع
جِد
-
-
جدا
جدوا
جدى
جدن
حذف حرف العلة من الأمر
وَهِمَ
وهمت
وهمنا
وهما
وهموا
-
وهمن
لم يطرأ عليه تغيير
يَوْهَمُ
-
-
يوهمان
يوهمان
توهمين
يوهمن
لم يحذف منه شيء
اوهم
-
-
اوهما
اوهموا
اوهمى
اوهمن
لم يحذف منه شيء
وَسُمَ
وسمت
وسمنا
وسما
وسموا
-
وسمن
لم يطرأ عليه تغيير
يَوْسُمُ
-
-
يوسمان
يوسمون
توسمين
يوسمن
لم يحذف منه شيء
اوسم
-
-
اوسما
اوسموا
اوسما
اوسمن
لم يحذف منه شيء
يَفَعَ
يفعت
يفعنا
يفعا
يفعوا
-
يفعن
لم يطرأ عليه تغيير
يَيْفَعُ
-
-
ييفعان
ييفعون
تيفعين
ييفعن
لم يحذف منه شيء
ايفع
-
-
ايفعا
ايفعوا
ايفعى
ايفعن
لم يحذف منه شيء

تنبيــهات وفوائد :
1 ـ عند إسناد الفعل المهموز الأول إلى ضمير المفرد المتكلم تقلب همزته الثانية إلى مدة ، فنقول : أخذ – آخذ ، أكل – آكل ، أمن – آمِن ، أمر – آمر ، أذن – آذن ، ومنه قوله تعالى : { ويلك آمِنْ إن وعد الله حق } 17 الأحقاف .
2 ـ إن بدئ النطق بالفعل الأمر المهموز تقلب همزته واواً إن ضم ما قبلها .
مثل : أمن – أومن ، تقول : أومن بالله ربا .

       أمل – أومل ، تقول : أومل يا محمد النجاح .

وإن كسر ما قبلها تقلب ياء .

مثل : أتى – إيتِ ، تقول : إيتِ شاهداً على قولك .
وفي حال النطق بالفعل موصولاً بما قبله تثبت الهمزة على حالها .
مثل : أْؤمن ، وأؤمن ، وأئْتَ .


إسنـاد الأفعال المعتلة


1 ـ إسناد الفعل المعتل الأول " المثال " : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الأول ، يكون فيها حرف العلة إما واواً أو ياءً .
2 ـ جميع هذه الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر التي تلحق بها سواء في الماضي أو المضارع أو الأمر لم يطرأ عليها أي تغيير إلا مع الفعل المعتل الأول بالواو المكسور العين في المضارع ، فإنه يحذف منه حرف العلة في صيغتي المضارع والأمر .
3 ـ الأفعال التي لم يطرأ عليها تغيير تكون إما واوية مكسورة العين في الماضي ومفتوحة العين في المضارع كالفعل " وَهِمَ " ، أو مضمومة العين في الماضي والمضارع كالفعل " وَسُمَ " ، أو يائية مفتوحة العين في الماضي والمضارع كالفعـل
" يَفَعَ " ، أو يائية مكسورة العين في الماضي مفتوحة في المضارع كالفعل " يَئِسَ " .
4 ـ الأفعال الواوية التي لم يطرأ عليها تغيير في صيغتي المضارع والأمر- لم تحذف واوها – كالفعل " وهم " و " وجل " و " وسم " تنقلب واوها في الأمر لوقوعها ساكنة بعد كسرة .
فنقول : في إوْهَمْ – إيْهَمْ ، وفي إوْحَل – إيْحَلْ ، وفي إوْسَم – إيْسَم .
إلا أن ضم ما قبلها – كأن تقع في وسط الكلام وسبقها حرف مضموم – فإنها تكتب ياءً وتلفظ واواً مثل : يا محمد إيهَمْ ، وتلفظ : يا محمد إوهَمْ . وإنما قلبت الواو ياءً خطأ . لذا نطقناها على الأصل " واواً " .
5 ـ لاحظنا في الفعل " وجد " وغيره من الأفعال التي تحذف واوها في صيغتي المضارع والأمر أن يكون ماضياً ثلاثياً مجرداً ، وأن تكون عين مضارعه مكسورة كما هو مبين في الجدول السابق فإن اختل أحد هذين الشرطين لم تحذف الواو ، وقد رأينا هذا في الأفعال الأخرى التي وردت في الجدول وكانت عين مضارعها مفتوحة أو مضمومة ، وكذا إذا اختل شرط التجرد فإن الواو تبقى في المضارع والأمر ، سواء أكان الفعل ثلاثياً مزيداً بالألف " كواعد " يواعد – واعد ، أم رباعياً مجرداً " كوسوس " يوسوس – وسوس .
وعند إسناد الفعلين السابقين ونظائرهما إلى الضمائر نقول :
واعد : واعدت – واعدنا – واعدا – واعدوا – واعدن .
يواعد :   ×   -   ×    - يواعدان – يواعدون – تواعدين – يواعدن .
واعد – واعدا – واعدوا – واعدى – واعدن .
ب ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف " :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الإثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأعلى الفعل من تغيير
قال
قلت
قلنا
قالا
قالوا
-
قلن
حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
يقول
-
-
يقولان
يقولون
تقولين
يقلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
قل
-
-
قولا
قولوا
قولي
قلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
باع
بعت
بعنا
باعا
باعوا
-
بعن
حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
يبيع
-
-
يبيعان
يبيعون
تبيعين
يبعن
حذفت ألفه مع نون النسوة
بع
-
-
بيعا
بيعوا
بيعي
بعن
حذفت ألفه مع نون النسوة
نال
نلت
نلنا
نالا
نالوا
-
نلن
حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
ينال
-
-
ينالان
ينالون
تنالين
ينلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
نل
-
-
نالا
نالوا
نالي
نلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
وسوس : وسوست – وسوسنا – وسوسا – وسوسوا – وسوسين .
يوسوس :   ×   -   ×   - يوسوسان – يوسوسون – توسوسين – يوسوسن .
6 ـ شذت بعض الأفعال المفتوحة " واوها " في المضارع والأمر ومنها :
وطئ – يطئ – طأ ، وهب – يهب – هب ، وسع – يسع – سع ، وضع – يضع  – ضع ، وقع – يقع – قع ، ودع – يدع – دع ، وضح – يضح – ضح ، وذر – يذر - ذر .
2 ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف " : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الوسط ، يكون فيها حرف العلة " ألفاً " سواء أكان أصله واواً أو ياء ، كما أن الفعل الأجوف هو الذي تكون عينه واواً أو ياء دون أن تقلب ألفاً ، كالأفعال : عَوِرَ ، وحَوَر ، وحول ، وحوب ، وحوط ، وحير ، وحيض ، وحيف ونظائرهما .
2 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل العين بالألف حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة ، ولم يطرأعليه تغيير مع بقية الضمائر .
3 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل الوسط بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به لم يطرأ عليه تغيير كما في المثال التالي :
عور : عورت – عورنا – عورا – عوروا – عورن .
يعور :   ×   -   ×   - يعوران – يعورون – تعورين – يعورن .
اعور :   ×   -   ×   - اعورا – اعوري – اعورن .
حير : حيرت – حيرنا – حيرا – حيروا – حيرن .
يحير :   ×   -   ×   - يحيران – يحيرون – تحيرين – يحيرون .
احْيِر :   ×   -   ×   - احيرا – احيروا – احيري – احيرن .
4 ـ وكذا إذاكان الفعل مزيداً ووسطه علة فإنه لا يطرأ عليه تغيير عند إسناده كما في المثال التالي :
حاول : حاولت – حاولنا – حاولا – حاولوا – حاولن .
يحاول :   ×   -   ×   - يحاولان – يحاولون – تحاولين – يحاولن .
حاول :   ×   -   ×   - حاولا – حاولوا – حاولي – حاولن .
بايع : بايعت – بايعنا – بايعا – بايعوا – بايعن .
يبايع :   ×   -   ×   - يبايعان – يبايعون – تبايعين – يبايعن .
بايعْ :   ×   -   ×   - بايعا – بايعوا – بايعي – بايعن .
5 ـ إذا جزم الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف أو الواو أو الياء تكون علامة جزمه السكون ، ويحذف منه حرف العلة .
مثل : يخاف – لم يخفْ ، يقول – لم يقلْ ، يسير – لم يسرْ ، استعان – لم يستعن .
وكذا الحال بالنسبة لأمر المفرد الخاطب المبني على السكون فإنه يحذف وسطه .
مثل : خفْ ، قلْ ، سرْ ، استعنْ . خاف وقال وسار واستعان .
6 ـ إذا حذف حرف العلة من وسط الفعل الأجوف ضم أوله إذا كان أصل المحذوف واواً .
مثل : قال – قُلت ، صام – صُمت .
ويكسر أوله إذا كان أصل المحذوف واواً .
مثل : باع – بعت ، سار – سرت .
ج ـ إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص " :
1 ـ إسناد الماضي :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الإثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأعلى الفعل من تغيير
دَعَا
دَعَوْتُ
دَعَوْنا
دَعَوَا
دَعَوْا
-
دعَوْنَ
ردت الألف إلى أصلها واواً . حذفت وفتح قبل الواو .
سَعَى
سَعَيْتُ
سَعَيْنا
سَعَيَا
سَعَوْا
-
سَعَيْنَ
ردت الألف إلى أصلها واواً . حذفت وفتح قبل الواو .
ارتضى
ارتَضَيْتُ
ارتَضَيْنا
ارتَضَيَا
ارتَضَوْا
-
ارتَضَيْنَ
قلبت الألف ياء . حذفت وفتح قبل الواو .
استولى
استَوْلَيْتُ
استولَيْنا
استوْلَيَا
استوْلَوْا
-
استَوْلَيْنَ
قلبت الألف ياء . حذفت وفتح قبل الواو .
رَنُوَ
رَنُوُتُ
رنُونا
رَنُوَا
رَنُوُا
-
رَنُونَ
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .
سَرُوَ
سَرُوُتُ
سرونا
سَرُوَا
سَرُوُا
-
سَرُونَ
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .
خَشِي
خَشِيتُ
خَشِينا
خَشِيَا
خَشُوا
-
خَشِيْنَ
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .
وإذا لم يُردَّ حرف العلة في الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف إلى أصله ، نعرف أصل ألفه بواسطة المصدر فيما إذا كان واواً أو ياء .
مثل : خاف – يخاف – خوفاً ، فالألف أصلها واو ، فنقول : خُفتُ ، بضم أوله .
نال – ينال – نيلاً الألف أصلها ياء ، فنقول : نِلتُ ، بكسر أوله .
أما إذا بنينا الفعل الماضي المعتل الوسط للمجهول عكسنا حركة أوله التي ذكرنا سابقاً .
فنقول : قُلتُ ، للمعلوم – وقِلت ، للمجهول بكسر القاف .
        نِلت ، للمعلوم – ونُلت ، للمجهول بضم النون .

إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص " .
أ – إسناد الماضي : انظر الجدول السابق .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الماضية المعتلة الآخر ، يكون حرف العلة إما ألفاً أو واواً أو ياءً .
2 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا واو الجماعة ، فإن ألفه ترد إلى أصلها " الواو " كما في دعوت ، أو إلى أصلها     " الياء " كما في سعيت إذا كانت ثلاثية ، وتقلب " ياءً " إذا كانت رابعة فأكثر ، كما في أعطيت ، وارتضيت ، واستوليت .
3 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى واو الجماعة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو كما في دَعَوْا وسَعَوْا وارتَضَوْا ، واستَوْلَوْا وألْقَوْا .
4 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا وا الجماعة لم يطرأ عليه تغيير .
ب – إسناد المضارع والأمر :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الاثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
يدعو
-
-
يدعوان
يدعون
تدعين
يدعون
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
ادع
-
-
ادعُوَا
ادعوا
ادعى
ادعون
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
يجري
-
-
يجريان
يجرون
تجرين
يجرين
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
اجر
-
-
اجريا
اجروا
اجرى
اجرين
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
يسعى
-
-
يسعيان
يسعون
تسعين
يسعين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
اسع
-
-
اسعيا
اسعوا
اسعى
اسعين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
يتعادى
-
-
يتعايدان
يتعادون
تتعادين
يتعادين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
تعاد
-
-
تعادا
تعادوا
تعادى
تعادين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
5 ـ وإذا اتصل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء بواو الجماعة حذفت الواو أو الياء وضم ما قبل واو الجماعة ، كما في رسُوُا ورنُوا وسُرُوا وخشُوُا .
فائـدة : إذا اتصلت تاء التأنيث بالفعل الماضي المعتل الآخر بالألف حذفت ألفه كما هو الحال مع واو الجماعة .
مثل : دعَتْ ، سَعَتْ ، ألقَتْ ، ارتضتْ ، استولتْ .
ب ـ إسناد المضارع والأمر : انظر الجدول السابق .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى ألف الإثنين أو نون النسوة لم يطرأ عليه تغيير ، كما في يدعوان ، ويدعون ، ويجريان ، ويجرين .
وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذف حرف العلة وضم كا قبل الواو وكسر ما قبل الياء كما في يدعون وتدعين ويجرون وتجرين .
3 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف إلى ألف الإثنين أو نون النسوة قلبت الألف ياءً كما في يسعيان ويسعين ، واسعيا واسعين .
وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو أو الياء كما في يسعَوْن ويسعًينْ ، ويتعادَوْن ويتعادَيْن - واسعوْا واسْعَيْ ، وتعادَوْا وتعادَيْ .
فائـدة :
1 ـ إذا لحقت نون التوكيد الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف قلبت ألفه ياءً .
مثل : يسعى ، والله لأسعَيَنَّ لعمل الخير .
       اسعَيَنَّ يا محمد لطلب الرزق .
ج – إسناد الفعل اللفيف :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الاثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
وفى
يفي
فِه












هوى
يهوي
اهوِ
وفيت
-
-












هويت
-
-
وفينا
-
-












هوينا
-
-
وفيا
يفيان
فيا











هويا
يهويان
اهويا
وفوا
يفون
فوا











هووا
يهوون
اهووا
-
تفِين
في











-
تهوين
اهوى
وفين
يفين
فين










هوين
يهوين
اهوين
ردت الألف إلى أصلها ياء .
حذفت الياء مع واو الجماعة وياء المخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ، وحذفت فاؤه في المضارع والأمر .


لا يحدث تغيير بالنسبة لعينه أما اللام فردت إلى أصلها ياء وحذفت الياء مع واو الجماعة وياء الخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء .
2 ـ يأتي الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف أو بالياء بصورة واحدة إذا أسند إلى نون النسوة ( المخاطبات ) أو إلى المفردة المخاطبة .
تقول : أ – أنتن تسعين لعمل الخير .
        ب – أنتن ترمين بقوة .
        ج – وأنت تسعين لعمل الخير .
        د – وأنت ترمين بقوة .
والفرق بين الصورتين السابقتين للفعل أن الياء في الفعلين الواقعين في المثالين أ ، ب تكون فاعلاً والنون علامة الرفع للأفعال الخمسة وحرف العلة الألف أو الياء محذوف .
وأما الياء في الفعلين الواقعين في المثالين ج ، د فهي حرف العلة الذي قلبت في الفعل يسعى إلى ياء ، وفي ترمي بقيت كما هي ، ونو النسوة بعدهما فاعل .
ج – إسناد الفعل اللفيف : انظر الجدول السابق .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ الفعل اللفيف : هو كل فعل ثلاثي كان فيه حرف صحيح والحرفان الأخريان حرفا علة .
وهو نوعان : لفيف مفروق وهو ما كان أوله وثالثه – لامه وفاؤه – حرفي علة ،
ولفيف مقرون وهو ما كان ثانيه وثالثه – عينه ولامه – حرفي علة .
2 ـ يتضح من الجدول السابق أن الفعل اللفيف الماضي المفروق إذا أسند إلى الضمائر التي تلحق به يعامل معاملة المثال من حيث الفاء فهي تحذف في صيغتي المضارع والأمر . ويعامل معاملة الناقص باعتبار لامه فهي ترد إلى أصلها ياء عند إسناد الفعل للتاء والناء وألف الاثنين ونون النسوة .
وتحذف إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء .
3 ـ أما الفعل اللفيف المقرون فيعامل معاملة الناقص من حيث اللام ، فهي ترد إلى أصلها الياء عند إسناد المقرون الماضي للتاء والناء وألف الاثنين ونون النسوة ، وتحذف من المضارع والأمر إذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ، وتبقى عين الفعل دون تغيير في كل الصيغ ومع كل الضمائر .

نماذج من الإعراب

94 ـ قال تعالى : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } 30 يونس .
وردوا : الواو حرف عطف ، وردوا فعل ماض مبني للمجهول ، والواو في محل رفع نائب فاعل . إلى الله : حار ومجرور متعلقان بردوا .
مولاهم : صفة أو بدل من لفظ الجلالة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . الحق : صفة للفظ الجلالة أيضاً ، لأنهم كانوا يقولون : ما ليس لربوبيته حقيقة . وجملة ردوا معطوفة على ما قبلها .


95 ـ قال تعالى : { وإن كان قميصه قد من دبر } 27 يوسف .
وإن كان : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، وكان فعل ماض ناقص . قميصه : اسم كان مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط .
قد : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
وجملة قد في محل نصب خبر كان . من دبر : جار ومجرور متعلقان بقد .
وجملة إن كان معطوفة على ما قبلها .

96 ـ قال تعالى : { ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم } 102 النساء .
ود الذين : ود فعل ماض مبني على الفتح ، والذين اسم موصول في محل رفع فاعل
كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
لو تغفلون : لو مصدرية وهي موصول حرفي ، وتغفلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ولو والفعل بعدها في تأويل مصدر منصوب مفعول به لود ، وجملة تغفلون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الحرفي .
عن أسلحتكم : جار ومجرور متعلقان بتغفلون ، وأسلحة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة ود الذين وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للتأكيد على زيادة الحذر لظن العدو أن الصلاة مظنة لإلقاء السلاح .

97 ـ قال تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب } 69 آل عمران .
ودت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث . طائفة : فاعل مرفوع بالضمة .
من أهل الكتاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لطائفة ، وأهل مضاف ، والكتاب : مضاف إليه .
وودت وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للحديث عن اليهود الذين دعوا عدداً من الصحابة من حذيفة ومعاذ وعمار إلى دينهم .


98 ـ قال تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً } 109 البقرة .

ود كثير : ود فعل ماض ، وكثير فاعل مرفوع بالضمة .

من أهل الكتاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لكثير ، وأهل مضاف ، والكتاب مضاف إليه .

لو يردونكم : لو مصدرية ، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به أول ، ولو والفعل منسبكة بمصدر مؤول في محل نصب مفعول به لود .

من بعد إيمانكم : جار ومجرور متعلقان بيردون ، وبعد مضاف ، وإيمان مضاف إليه ، وإيمان مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

كفاراً : مفعول به ثان ليردوكم . حسداً : مفعول لأجله منصوب بالفتحة .

وجملة ود وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب .



99 ـ قال تعالى : { ويصدكم عن ذكر الله } 91 المائدة .

ويصدكم : الواو حرف عطف ، ويصدكم فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به ، وجملة يصدكم عطف على ما قبله . عن ذكر الله : جار ومجرور متعلقان بيصدكم ، وذكر مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه .



100 ـ قال تعالى : { ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } 43 سبأ .

ما هذا : ما نافية لا عمل لها ، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .

إلا رجل : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ورجل خبر هذا مرفوع بالضمة .

يريد : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

وجملة يريد في محل رفع صفة لرجل . وجملة ما هذا وما بعدها في محل نصب مقول قول سابق .

أن يصدكم : أن حرف مصدري ونصب ، ويصد فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع في محل نصب مفعول به ليريد .

عما : عن حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بيصدكم . كان : فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

يعبد : فعل مضارع مرفوع . آبائكم : آباء فاعل مرفوع بالضمة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والمسألة من باب التنازع ، وأعمل الثاني لقربه ، ولو أعمل الأول لقال : يعبدونه ، وجملة يعبد في محل نصب خبر كان .

وجملة كان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



101 ـ قال تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } 103 التوبة .

خذ : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

من أموالهم : من حرف جر يفيد التبعيض ، وأموال اسم مجرور ، وأموال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بخذ .

صدقة : مفعول به منصوب بالفتحة ، ويجوز في شبه الجملة أن يتعلق بمحذوف حال لأنها كان في الأصل صفة لصدقة ، فلما تقدم شبه الجملة على صدقة أعرب حالاً منها .

تطهرهم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي ، والهاء في محل نصب مفعول به ، وجملة تطهرهم في محل نصب حال من فاعل خذ  المستتر ، إذا كانت التاء في تطهرهم خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو في محل نصب صفة لصدقة إذا كانت التاء للغيبة .

وتزكيهم بها : عطف على تطهرهم .



102 ـ قال تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف } 99 الأعراف .

خذ : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

العفو : مفعول به منصوب بالفتحة .

وأمر : الواو حرف عطف ، وأمر فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . بالعرف : جار ومجرور متعلقان بخذ .

وجملة وأمر معطوفة على ما قبلها .

103 ـ قال تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .

سل : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

بني إسرائيل : بني مفعول به منصوب بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وإسرائيل مضاف إليه مجرور بالفتحة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، وجملة سل وما بعدها لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف .

كم : استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان مقدم لآتيناهم .

آتيناهم : فعل ماض ، والنا في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، وجملة آتيناهم في موضع المفعول الثاني لسل ، لأنه معلقة عن العمل ، وهي عاملة في المعنى ، وقد علقت سل وهي ليست من أفعال القلوب ، لأن السؤال سبب العلم فأجري السبب مجرى المسبب في ذلك . ويجوز في كم أن تكون خبرية .

من آية : من حرف جر ، وآية تمييز كم الاستفهامية مجرور ، لأنه إذا فصل بين كم الاستفهامية وتمييزها بفاصل فالأحسن أن يؤتى بمن .

ويجوز في من أن تكون زائدة ، ويجوز أن تكون بيانية والتمييز محذوف كما ذكر في حاشية المغني ، وشبه الجملة " من آية " متعلقان بالفعل قبلها .

بينة : صفة لآية مجرورة بالكسرة .

ويجوز في كم الرفع على الابتداء ، وجملة آتيناهم في محل رفع خبرها ، والعائد محذوف ، والتقدير : آتيناهموها أو آتيناهم إياها ، وهو ضعيف عند سيبويه ، لحذف الهاء . ( 1 )



104 ـ قال تعالى : { ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً } 59 الفرقان .

ثم استوى : ثم حرف عطف ، واستوى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ،

ــــــــــــــ

1 - انظر إملاء ما من به الرحمن ج1 ص90 ، وانظر مشكل إعراب القرآن ج1 ص125 .



والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

على العرش : جار ومجرور متعلقان باستوى .

الرحمن : خبر للمبتدأ " الذي " في الآية السابقة ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو الرحمن ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر على الوجه الثاني .

فاسأل : الفاء الفصيحة ، واسأل فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت

به : جار ومجرور متعلقان بخيراً الآتي .خيراً : مفعول به .

ويجوز في به أن تكون الباء بمعنى " عن " والجار والمجرور متعلقان باسأل .



105 ـ قال تعالى : { ويلك آمن إن وعد الله حق } 17 الأحقاف .

ويلك : مصدر لم يستعمل فعله ، وقيل هو مفعول به ، والتقدير : ألزمك الله ويلك .

أمن : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، وجملة ويلك آمن في محل نصب مفعول به مقول لقول مقدر ، والتقدير : يقولان ويلك آمن .

وجملة القول المقدر وما بعدها في محل نصب على الحال ، والتقدير : يستغيثان الله قائلين .

إن وعد الله : إن حرف توكيد ونصب ، وعد اسمها منصوب بالفتحة ، ووعد مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه . حق : خبر إن مرفوع بالضمة .

والجملة تعليلية للأمر لا محل لها من الإعراب .الفصل الثالث
الصحيح والمعتل وإسناد الأفعال


            يطلق مصطلح الصحيح والمعتل على الأفعال والأسماء ، ولكن بمفهومين مختلفين ، وتعود هذه القسمة للأفعال والأسماء نتيجة لانقسام أصوات حروف اللغة التي تنقسم بدورها إلى قسمين : الصوامت وهو ما يعرف بالأحرف الصحيحة ، والصوائت وهو ما يعرف بالأحرف المعتلة .



الصحيح والمعتل من الأفعال :

ينقسم الفعل من حيث نوع الحروف التي يتكون منها إلى قسمين :
أ ـ فعل صحيح .      ب ـ فعل معتل .

أولاً ـ الفعل الصحيح :
       تعريفه : هو كل فعل تخلو حروفه الأصلية من أحرف العلة ، وهي " الألف ، الواو ، الياء " . مثل : جلس ، حضر ، كتب ، رفع ، قرأ ، أمر، سمع .
وينقسم الفعل الصحيح بدوره إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ الصحيح السالم : وهو كل فعل خلت حروفه الأصلية من الهمزة والتضعيف ، وأحرف العلة .
مثل : جلس ، حضر ، رفع ، سمع .
2 ـ الصحيح المهموز : كل فعل كان أحد أصوله حرف همزة سواء أكانت في أول الفعل أم وسطه أم آخره .
مثل : أخذ ، أمر ، أذن ، أكل .
       سأل ، سأم ، دأب ، جأر .
       ملأ ، ذرأ ، قرأ ، لجأ .


أ ـ ويعرف الفعل المهموز في أوله بمهموز الفاء ، وهذا النوع من الأفعال الصحيحة يسلم من التغيير مع أحرف المضارعة إذا ما صغنا منه فعلا مضارعا .
نحو : أمر: يأمر ، وأخذ : يأخذ ، إلا مع همزة المضارع فإنه يعتورها التغيير . نحو : أمر المضارع منه أأمر ، قياسا على كتب : أكتب .
غير أن اجتماع الهمزتين يتقل النطق فيعدل عن ذلك ، وتقلب الهمزة الثانية ألفا .
نحو : أمر : آمر ، أكل : آكل ، أخذ : آخذ ، أمل : آمل .
 أما فعل الأمر من المهموز الفاء فلا تسقط همزاتها ما عدا الأفعال التالية فتحذف الهمزة منها وهي : أكل ، وأخذ ، وأمر ، فالأمر منها : كل ، وخذ ، ومر .
غير أنه يجوز في " أمر " أن تثبت همزته في درج الكلام ( في وسطه ) .

نحو قوله تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة } 132 طه .

وتسقط في بداية الكلام كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة وهو أبناء سبع " .

ب ـ أما مهموز الوسط فيعرف بمهموز العين ، نحو : سأل ، ورأف ، ودأب ، وزأر . ولا تحذف همزته في المضارع نقول : يسأل ، ويرأف ، ويدأب ، ويزأر .

ما عدا الفعل " رأى " فتسقط همزته اعتباطا . نقول : رأى : يرى على وزن يَفَل ، وأصلها : يرأى .

كما تثبت الهمزة أيضا في الأمر فنقول : ارأف ، وادأب .

ما عدا " سأل " تسقط همزته في الأمر فنقول : سَل على وزن فَل .

ومنه قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .

وقد تثبت الهمزة إذا سبق الفعل بحرف متحرك ، نحو قوله تعالى :

{ فَاسألوا أهل الذكر } 43 النحل .

ج ـ مهموز الآخر ويعرف بمهموز اللام نحو : ملأ ، قرأ ، ودرأ ، ولجأ .

وتثبت همزته في المضارع والأمر .

نحو : يملأ ، املأ . يقرأ ، اقرأ .

ومنه قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق } 1 العلق .



3 ـ الصحيح المضعف : وهو كل فعل حروفه الأصلية صحيحة ، ولكن حرفين منها من جنس واحد .
وينقسم إلى نوعين :
أ _ المضعف الثلاثي : وهو ما كان عينه ولامه من جنس واحد " مكرراً " .
مثل : مدّ ، عدّ ، سدّ ، شدّ .
وحكمه : إدغام عينه في لامه إدغاما واجبا .

إلا إذا أسند إلى ضمير رفع متحرك فيفك إدغامه .

نحو : مددت ، ورددت ، وسددت ، ومللت ، وحببت .

كما يفك إدغامه إذا كان مجزوما في لغة أهل الحجاز ، وهو قياس في هذه الظاهرة ، نحو : لم يردد ، لتمدد ، لا تشدد .

إما في لغة تميم فيبقى الإدغام في حالة الجزم على ما هو عليه .

نحو : لم يردَّ ، ولتمدَّ ، ولا تشدَّ .

ب _ المضعف الرباعي : وهو ما كان حرفه الأول والثالث " فاؤه ولامه الأولى " من جنس واحد ، وحرفه الثاني والرابع " عينه ولامه الثانية " من جنس أيضاً .
مثل : زلزل ، وسوس ، جلجل ، ولول ، عسعس .

ثانياً ـ الفعل المعتل .
تعريفه : هو كل فعل كان أحد حروفه الأصلية حرفاً من حروف العلة .
مثل : وجد ، قال ، سعى ، عوى ، وعى .
وينقسم الفعل المعتل إلى أربعة أنواع :
1 ـ المثال : وهو ما كانت فاؤه " الحرف الأول " حرف علة .
مثل : وعد ، وجد ، ولد ، وسع ، يبس ، ينع ، يتم ، يئس .
ومما تجدر الإشارة إليه أن الفعل المعتل الأول بالواو يغلب على الفعل المعتل الأول بالياء ، وقد حصر بعض الصرفيين الأفعال المعتلة الأول بالياء فيما يقرب من أربعة وعشرين فعلاً بعضها قليل الاستعمال في اللغة وإليك بعضها للاستزادة .
يفع ، يقن ، يمن ، يسر ، يقظ ، يرق .
يتن بمعنى ولدت المرأة ولداً يتناً وهو المنكوس .
يهت بمعنى انتن ، مثل : انتن الجرح .
يقه بمعنى أطاع وأسرع .
يعر بمعنى أصاح ، تقول : يعرت الغنم .
يفخ بمعنى الضرب على اليافوخ ، تقول : ضربت يافوخه .
يمم بمعنى غرق في اليم .
يدع بمعنى صبغ .
يلل بمعنى قصر ، تقول : يلّت الأسنان أي قصرت .
يرر بمعنى صلب .
     ويكون حرف العلة في أول الفعل واوا ، أو ياء ، ولا يكون ألفا ، لأن الألف لا تقع في أول الكلمة لأنها حرف مد . وقد سمى النحاة الفعل المعتل الأول مثالا لمماثلته الفعل الصحيح في احتمال ظهور الحركات على حروف العلة .

2 ـ الأجوف : وهو ما كانت عينه " الحرف الثاني " حرف علة ، وسمي بالأجوف لوقوع حرف العلة في جوفه .
مثل : قال ، صام ، بيِع ، عَوِر .
     ويشترط في الفعل الأجوف ألا يكون حرف العلة مقلوبا قلبا مكانيا عن غيره ، فهو بحسب ما قلب عنه .

نحو : أيس ، فهذا الفعل ليس أجوفا ، بل هو مثال ، لأن الياء في الأصل فاء الفعل وليست عينه ، وأصله " يئس " ووزنه " فعِل " ، أما " أيس " فوزنه : " عفِل " .



3 ـ الناقص : وهو ما كانت لامه " الحرف الأخير " حرف علة .
مثل : رمى ، سعى ، دعا ، سما .
وسمي ناقصا لأن حرف العلة ينقص منه ( يحذف ) في بعض التصاريف .

نحو : رمي : رمت ، ودعا : دعت .

4 ـ اللفيف : وهو ما كان فيه حرفا علة ، وينقسم إلى نوعين :
أ _ لفيف مقرون : وهو ما اجتمع فيه حرفا علة دون أن يفرق بينهما حرف آخر صحيح .
مثل : أوى ، شوى ، روى ، عوى ، لوى .
ب _ لفيف مفروق : وهو ما كان فيه حرفا علة غير متجاورين بمعنى أن يفرق بينهما حرف صحيح .
مثل : وقى ، وعى ، وفى ، وشى ، وأى ، وخى ، وصَى ، ولى ، ونى ، وهى .

تنبيهات وفوائد :
1 ـ لمعرفة الأفعال الصحيحة أو المعتلة المضارعة يجب الرجوع إلى الفعل الماضي .
مثل : يتعلّم : ماضيه علم – صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة .
      ينتهز : ماضيه نهز – صحيح لأن أصوله على وزن " فعل " خلت من العلة .
      يستعين : ماضيه عان – معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط .
      يستقيم : ماضيه قام – معتل لأن أصوله على وزن " فعل " معتل الوسط .
2 ـ وكذلك عند معرفة الفعل أمجرد هو أم مزيد يجب رده إلى صورة الماضي ثم تجريده من حروف الزيادة بموجب الميزان الصرفي " ف ع ل " .
مثال : يتكسر : ماضيه تكسَّر ، وبمقابلته للميزان الصرفي " فعل " .
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " كسر " .
يستلهم : ماضيه استلهم بمقابلته للميزان الصرفي " فعل " .
يكون الفعل ذو الحروف الأصول هو " لهم " وقس على ذلك .
3 ـ الفعل الثلاثي المعتل الفاء يحذف منه حرف العلة في المضارع والأمر  .

نحو : وعد : يعد ، عد . وصل : يصل ، صل .

4 ـ عند جزم الفعل المضارع الأجوف يحذف منه حرف العلة .

نحو : يقول : لم يقل ، يبيع : لم يبع .

5 ـ الفعل الثلاثي اللفيف المفروق تحذف فاؤه في المضارع .

نحو : وعى : يعي ، ونى : يني ، وفي : يفي .

وتحذف فاؤه ولامه في صيغة الأمر . نحو : وعى : عِ ، وفى : فِ .

ويجوز أن تلحقه هاء السكت ، نحو : عه ، فه .

إسناد الأفعال إلى الضمائر .
أولاً : إسناد الأفعال الماضية والمضارعة والأمر بمختلف أنواعها : سالم – مهموز – مضعف .

الفعل

نوعـه
الضـمائـر
تاء الفاعل
نا الفاعلين
ألف الإثنين
واو الجماعة
نون النسوة
ياء المخاطبة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
جلس
سالم
جلست
جلسنا
جلسا
جلسوا
جلسن
لا يسند
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يجلس
سالم
لا يسند
لا يسند
يجلسان
يجلسون
يجلسن
تجلسين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
اجلس
سالم
لا يسند
لا يسند
اجلسا
اجلسوا
اجلسن
اجلسي
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
أذن
مهموز
أذنت
أذنا
أذنا
أذنوا
أذنّ
    ×
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يأذن
مهموز
أذنت
أذنا
يأذنان
يأذنون
يأذنّ
تأذنين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
إذن
مهموز
أذنت
أذنا
اءذنا
اءذنوا
اءذنّ
اءذني
لم يطرأعلى الفعل أي تغيير

دأب
مهموز
دأبت
دأبنا
دأبا
دأبوا
دأبن
×
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يدأب
مهموز
×
×
يدأبان
يدأبون
يدأبن
تدأبين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
ادئب
مهموز
×
×
ادئبا
ادئبوا
ادأبن
ادأبي
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
ملأ
مهموز
ملأت
ملأنا
ملأا
ملأوا
ملأن
×
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
يملأ
مهموز
×
×
يملآن
يملأون
يملأن
تملئين
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
املأ
مهموز
×
×
املأا
املأوا
املأن
املئي
لم يطرأ على الفعل أي تغيير
مدّ
مضعف ثلاثي
مددت
مددنا
مدَّا
مدّوا
مددن
×
فك إدغامه مع التاء والناء
يمد
مضعف ثلاثي
×
×
يمدان
يمدون
يمددن
تمدين
فك إدغامه مع نون النسوة
مد
مضعف ثلاثي
×
×
مُدَّا
مُدّوا
امددن
مُدّي
فك إدغامه مع نون النسوة
جلجل
مضعف رباعي
جلجلت
جلجلنا
جلجلا
جلجلوا
جلجلن
×
لم يطرأ أي تغيير
يجلجل
مضعف رباعي
×
×
يجلجلان
يجلجلون
يجلجلن
تجلجلين
لم يطرأ أي تغيير
جلجل
مضعف رباعي
×
×
جلجلا
جلجلوا
جلجلن
جلجلي
لم يطرأ أي تغيير

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدولين السابقين أن الأفعال الصحيحة السالمة والمهموزة والمضعفة الرباعية لا يحدث فيها تغيير عند إسنادها لضمائر الرفع البارزة  المتحركة .
2 ـ أما الفعل المضعف الثلاثي فيطرأ عليه التغيير التالي :
أ – يفك إدغامه إذا أسند في صورة الماضي إلى تاء الفاعل ونا الدالة على الفاعلين ونون النسوة .
ب – ويفك إدغامه أيضاً إذا أسند في صورة المضارع أو الأمر إلى نون النس
3 ـ وإذا أسند الفعل الماضي المضعف إلى غير ما سبق وجب إدغامه ، وذلك كأن يسند إلى :
أ – إذا أسند إلى ضمير متصل ساكن كألف الاثنين أو واو الجماعة .
مثل : الرجلان عدّا النقود .
والرجال شدّوا الحبل ، ومنه قوله تعالى : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } 30 يونس.
ب - إذا أسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر .
مثل : الطالب جدّ في دراسته . وحبّ محمد القراءة .
ومنه قوله تعالى : { وإن كان قميصه قدّ من دبر } 27 يوسف
ومثل : مرّ اللاعب مسرعا .
وهدّ البناء الجدار ، ومنه قوله تعالى : { ودّ الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم } 102 النساء .
ج - وإذا اتصلت به تاء التأنيث .
مثل : هبت فاطمة من نومها نشيطة .
ومنه قوله تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب } 69 آل عمران .
4 ـ كما إذا أسند الفعل المضارع إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة وجب إدغامه .
مثل : هما يردان كيدهم في نحورهم .
       وهم يردون كيدهم في نحورهم .
       ومنه قوله تعالى :{ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد } 109 البقرة.
       وأنت تردين كيدهم في نحورهم .
أو أسند إلى ضمير مستتر ، أو إلى اسم ظاهر في غير حالة الجزم .
كقوله تعالى : { وتصدكم عن ذكر الله } 94 المائدة .
وقوله تعالى : { ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } 43 سبأ .
ومثل : يجدّ الطالب في دراسته .
فإن كان الفعل مجزوماً جاز فيه الإدغام والفك .
مثل : محمد لم يردّ الأمانة ، ولم يردد محمد الأمانة .
       ولم يعدّ أحمد النقود ، ولم يعدد أحمد النقود .
أما الأمر من الفعل المضعف فيجب فك إدغامه إذت أسند إلى نون النسوة كما هو موضح في الجدول ، ويجب إدغامه إذا اتصل بألف الإثنين أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة .
ويجوز الأمران إذا أسند إلى المفرد المخاطب .
مثل : عُدّ ، واعدد – ومُدّ ، وامدد - ورُدّ ، واردد .
5 ـ لبعض الأفعال المهموزة أحكام خاصة بها تظهر في بعض التصاريف وهي على النحو التالي :
هذه الأفعال هي : أخذ – أكل – أمر – سأل – رأى – أرى .
أ – أخذ وأكل :
تحذف همزتهما في صيغة الأمر مطلقاً سواء جاءا في أول الكلام أو في وسطه .
نقول : خذ ، وكل ، خذا ، وكلا ، خذوا ، وكلوا ، خذي ، وكلي . . . إلخ .
ومنه قوله تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } 103 التوبة .
وقوله تعالى : { إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا } 78 يوسف .
ومنه قوله تعالى : {  كلوا واشربوا من رزق الله } 60 البقرة .
وقوله تعالى : { اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً } 35 البقرة .
ب - أمر وسأل :
تحذف همزتها في صيغة الأمر مطلقاً إذا وقعا في أول الكلام ، أما إذا وقعا في وسطه جاز حذف الهمزة وإبقائها .
مثل : مر ، وسل – ومرا ، وسلا – ومروا ، وسلوا – ومري ، وسلي – ومرن ، وسلن .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً " رواه الترمذي وحسنه .
ومثال بقاء الهمزة في وسط الكلام قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف } 199 الأعراف .
وقوله تعالى : { يا بني أقم الصلاة وأمر بالعرف وانه عن المنكر } 17 لقمان .
ومثال حذف همزة سأل في أول الكلام قوله تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .
ومثال وصلها في وسط الكلام قوله تعالى : { ثم استوت على العرش فسأل به خبيـراً } 59 الفرقان .
ج – رأى :
في حالة المضارع نقول : يرى وأصلها يرأى فانتقلت حركة الهمزة إلى الراء ، فأصبحت الهمزة ساكنة والراء متحركة ، فالتقى ساكنان فحذف أحد الساكنين وهو الهمزة .
أما الأمر فنقول : " رَ " الكتاب . وأصله : ارأ لأن الفعل ناقص " معتل الآخر " فحذف منه حرف العلة ، ثم حدث فيه ما حدث في المضارع من نقل الحركة إلى الراء ، ثم حذفت الهمزة لالتقاء الساكنين . وإذا وقف على الفعل " رَ " أضيف إليه هاء السكت فنقول : " رَهْ " .
د – أرى :
تحذف همزته في جميع التصاريف : الماضي والمضارع والأمر ، والهمزة المعنية بالحذف هي عين الفعل إذ أن أصل الفعل " رأى " فزيدت الهمزة في أوله فأصبح أرأى .
وعند الإسناد إلى الضمائر تحذف عينه فنقول في الماضي :
أريت - أرينا - أريا – أروا - أرين .
وفي المضارع : يُريان - تُريان - يُرون - تُرون - تُرين .
وفي الأمر : أرِ - أريا - أريوا - أرِي .
إسناد الأفعال المعتلة .
أ – اسناد الفعل المعتل الأول " المثال " :
الفعل
الضمائر
تاء الفاعل
نا الفاعلين
ألف الإثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
وَجَدَ
وجدت
وجدنا
وجدا
وجدوا
-
وجدن
لم يطرأ عليه تغيير
يَجِدُ
-
-
يجدان
يجدون
تجدين
يجدن
حذف حرف العلة من المضارع
جِد
-
-
جدا
جدوا
جدى
جدن
حذف حرف العلة من الأمر
وَهِمَ
وهمت
وهمنا
وهما
وهموا
-
وهمن
لم يطرأ عليه تغيير
يَوْهَمُ
-
-
يوهمان
يوهمان
توهمين
يوهمن
لم يحذف منه شيء
اوهم
-
-
اوهما
اوهموا
اوهمى
اوهمن
لم يحذف منه شيء
وَسُمَ
وسمت
وسمنا
وسما
وسموا
-
وسمن
لم يطرأ عليه تغيير
يَوْسُمُ
-
-
يوسمان
يوسمون
توسمين
يوسمن
لم يحذف منه شيء
اوسم
-
-
اوسما
اوسموا
اوسما
اوسمن
لم يحذف منه شيء
يَفَعَ
يفعت
يفعنا
يفعا
يفعوا
-
يفعن
لم يطرأ عليه تغيير
يَيْفَعُ
-
-
ييفعان
ييفعون
تيفعين
ييفعن
لم يحذف منه شيء
ايفع
-
-
ايفعا
ايفعوا
ايفعى
ايفعن
لم يحذف منه شيء

تنبيــهات وفوائد :
1 ـ عند إسناد الفعل المهموز الأول إلى ضمير المفرد المتكلم تقلب همزته الثانية إلى مدة ، فنقول : أخذ – آخذ ، أكل – آكل ، أمن – آمِن ، أمر – آمر ، أذن – آذن ، ومنه قوله تعالى : { ويلك آمِنْ إن وعد الله حق } 17 الأحقاف .
2 ـ إن بدئ النطق بالفعل الأمر المهموز تقلب همزته واواً إن ضم ما قبلها .
مثل : أمن – أومن ، تقول : أومن بالله ربا .

       أمل – أومل ، تقول : أومل يا محمد النجاح .

وإن كسر ما قبلها تقلب ياء .

مثل : أتى – إيتِ ، تقول : إيتِ شاهداً على قولك .
وفي حال النطق بالفعل موصولاً بما قبله تثبت الهمزة على حالها .
مثل : أْؤمن ، وأؤمن ، وأئْتَ .


إسنـاد الأفعال المعتلة


1 ـ إسناد الفعل المعتل الأول " المثال " : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الأول ، يكون فيها حرف العلة إما واواً أو ياءً .
2 ـ جميع هذه الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر التي تلحق بها سواء في الماضي أو المضارع أو الأمر لم يطرأ عليها أي تغيير إلا مع الفعل المعتل الأول بالواو المكسور العين في المضارع ، فإنه يحذف منه حرف العلة في صيغتي المضارع والأمر .
3 ـ الأفعال التي لم يطرأ عليها تغيير تكون إما واوية مكسورة العين في الماضي ومفتوحة العين في المضارع كالفعل " وَهِمَ " ، أو مضمومة العين في الماضي والمضارع كالفعل " وَسُمَ " ، أو يائية مفتوحة العين في الماضي والمضارع كالفعـل
" يَفَعَ " ، أو يائية مكسورة العين في الماضي مفتوحة في المضارع كالفعل " يَئِسَ " .
4 ـ الأفعال الواوية التي لم يطرأ عليها تغيير في صيغتي المضارع والأمر- لم تحذف واوها – كالفعل " وهم " و " وجل " و " وسم " تنقلب واوها في الأمر لوقوعها ساكنة بعد كسرة .
فنقول : في إوْهَمْ – إيْهَمْ ، وفي إوْحَل – إيْحَلْ ، وفي إوْسَم – إيْسَم .
إلا أن ضم ما قبلها – كأن تقع في وسط الكلام وسبقها حرف مضموم – فإنها تكتب ياءً وتلفظ واواً مثل : يا محمد إيهَمْ ، وتلفظ : يا محمد إوهَمْ . وإنما قلبت الواو ياءً خطأ . لذا نطقناها على الأصل " واواً " .
5 ـ لاحظنا في الفعل " وجد " وغيره من الأفعال التي تحذف واوها في صيغتي المضارع والأمر أن يكون ماضياً ثلاثياً مجرداً ، وأن تكون عين مضارعه مكسورة كما هو مبين في الجدول السابق فإن اختل أحد هذين الشرطين لم تحذف الواو ، وقد رأينا هذا في الأفعال الأخرى التي وردت في الجدول وكانت عين مضارعها مفتوحة أو مضمومة ، وكذا إذا اختل شرط التجرد فإن الواو تبقى في المضارع والأمر ، سواء أكان الفعل ثلاثياً مزيداً بالألف " كواعد " يواعد – واعد ، أم رباعياً مجرداً " كوسوس " يوسوس – وسوس .
وعند إسناد الفعلين السابقين ونظائرهما إلى الضمائر نقول :
واعد : واعدت – واعدنا – واعدا – واعدوا – واعدن .
يواعد :   ×   -   ×    - يواعدان – يواعدون – تواعدين – يواعدن .
واعد – واعدا – واعدوا – واعدى – واعدن .
ب ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف " :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الإثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأعلى الفعل من تغيير
قال
قلت
قلنا
قالا
قالوا
-
قلن
حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
يقول
-
-
يقولان
يقولون
تقولين
يقلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
قل
-
-
قولا
قولوا
قولي
قلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
باع
بعت
بعنا
باعا
باعوا
-
بعن
حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
يبيع
-
-
يبيعان
يبيعون
تبيعين
يبعن
حذفت ألفه مع نون النسوة
بع
-
-
بيعا
بيعوا
بيعي
بعن
حذفت ألفه مع نون النسوة
نال
نلت
نلنا
نالا
نالوا
-
نلن
حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة
ينال
-
-
ينالان
ينالون
تنالين
ينلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
نل
-
-
نالا
نالوا
نالي
نلن
حذفت ألفه مع نون النسوة
وسوس : وسوست – وسوسنا – وسوسا – وسوسوا – وسوسين .
يوسوس :   ×   -   ×   - يوسوسان – يوسوسون – توسوسين – يوسوسن .
6 ـ شذت بعض الأفعال المفتوحة " واوها " في المضارع والأمر ومنها :
وطئ – يطئ – طأ ، وهب – يهب – هب ، وسع – يسع – سع ، وضع – يضع  – ضع ، وقع – يقع – قع ، ودع – يدع – دع ، وضح – يضح – ضح ، وذر – يذر - ذر .
2 ـ إسناد الفعل المعتل الوسط " الأجوف " : انظر الجدول .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الثلاثية المعتلة الوسط ، يكون فيها حرف العلة " ألفاً " سواء أكان أصله واواً أو ياء ، كما أن الفعل الأجوف هو الذي تكون عينه واواً أو ياء دون أن تقلب ألفاً ، كالأفعال : عَوِرَ ، وحَوَر ، وحول ، وحوب ، وحوط ، وحير ، وحيض ، وحيف ونظائرهما .
2 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل العين بالألف حذفت ألفه مع التاء والناء ونون النسوة ، ولم يطرأعليه تغيير مع بقية الضمائر .
3 ـ إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل الوسط بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به لم يطرأ عليه تغيير كما في المثال التالي :
عور : عورت – عورنا – عورا – عوروا – عورن .
يعور :   ×   -   ×   - يعوران – يعورون – تعورين – يعورن .
اعور :   ×   -   ×   - اعورا – اعوري – اعورن .
حير : حيرت – حيرنا – حيرا – حيروا – حيرن .
يحير :   ×   -   ×   - يحيران – يحيرون – تحيرين – يحيرون .
احْيِر :   ×   -   ×   - احيرا – احيروا – احيري – احيرن .
4 ـ وكذا إذاكان الفعل مزيداً ووسطه علة فإنه لا يطرأ عليه تغيير عند إسناده كما في المثال التالي :
حاول : حاولت – حاولنا – حاولا – حاولوا – حاولن .
يحاول :   ×   -   ×   - يحاولان – يحاولون – تحاولين – يحاولن .
حاول :   ×   -   ×   - حاولا – حاولوا – حاولي – حاولن .
بايع : بايعت – بايعنا – بايعا – بايعوا – بايعن .
يبايع :   ×   -   ×   - يبايعان – يبايعون – تبايعين – يبايعن .
بايعْ :   ×   -   ×   - بايعا – بايعوا – بايعي – بايعن .
5 ـ إذا جزم الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف أو الواو أو الياء تكون علامة جزمه السكون ، ويحذف منه حرف العلة .
مثل : يخاف – لم يخفْ ، يقول – لم يقلْ ، يسير – لم يسرْ ، استعان – لم يستعن .
وكذا الحال بالنسبة لأمر المفرد الخاطب المبني على السكون فإنه يحذف وسطه .
مثل : خفْ ، قلْ ، سرْ ، استعنْ . خاف وقال وسار واستعان .
6 ـ إذا حذف حرف العلة من وسط الفعل الأجوف ضم أوله إذا كان أصل المحذوف واواً .
مثل : قال – قُلت ، صام – صُمت .
ويكسر أوله إذا كان أصل المحذوف واواً .
مثل : باع – بعت ، سار – سرت .
ج ـ إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص " :
1 ـ إسناد الماضي :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الإثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأعلى الفعل من تغيير
دَعَا
دَعَوْتُ
دَعَوْنا
دَعَوَا
دَعَوْا
-
دعَوْنَ
ردت الألف إلى أصلها واواً . حذفت وفتح قبل الواو .
سَعَى
سَعَيْتُ
سَعَيْنا
سَعَيَا
سَعَوْا
-
سَعَيْنَ
ردت الألف إلى أصلها واواً . حذفت وفتح قبل الواو .
ارتضى
ارتَضَيْتُ
ارتَضَيْنا
ارتَضَيَا
ارتَضَوْا
-
ارتَضَيْنَ
قلبت الألف ياء . حذفت وفتح قبل الواو .
استولى
استَوْلَيْتُ
استولَيْنا
استوْلَيَا
استوْلَوْا
-
استَوْلَيْنَ
قلبت الألف ياء . حذفت وفتح قبل الواو .
رَنُوَ
رَنُوُتُ
رنُونا
رَنُوَا
رَنُوُا
-
رَنُونَ
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .
سَرُوَ
سَرُوُتُ
سرونا
سَرُوَا
سَرُوُا
-
سَرُونَ
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .
خَشِي
خَشِيتُ
خَشِينا
خَشِيَا
خَشُوا
-
خَشِيْنَ
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو .
وإذا لم يُردَّ حرف العلة في الفعل المضارع المعتل الوسط بالألف إلى أصله ، نعرف أصل ألفه بواسطة المصدر فيما إذا كان واواً أو ياء .
مثل : خاف – يخاف – خوفاً ، فالألف أصلها واو ، فنقول : خُفتُ ، بضم أوله .
نال – ينال – نيلاً الألف أصلها ياء ، فنقول : نِلتُ ، بكسر أوله .
أما إذا بنينا الفعل الماضي المعتل الوسط للمجهول عكسنا حركة أوله التي ذكرنا سابقاً .
فنقول : قُلتُ ، للمعلوم – وقِلت ، للمجهول بكسر القاف .
        نِلت ، للمعلوم – ونُلت ، للمجهول بضم النون .

إسناد الفعل المعتل الآخر " الناقص " .
أ – إسناد الماضي : انظر الجدول السابق .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الماضية المعتلة الآخر ، يكون حرف العلة إما ألفاً أو واواً أو ياءً .
2 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا واو الجماعة ، فإن ألفه ترد إلى أصلها " الواو " كما في دعوت ، أو إلى أصلها     " الياء " كما في سعيت إذا كانت ثلاثية ، وتقلب " ياءً " إذا كانت رابعة فأكثر ، كما في أعطيت ، وارتضيت ، واستوليت .
3 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالألف إلى واو الجماعة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو كما في دَعَوْا وسَعَوْا وارتَضَوْا ، واستَوْلَوْا وألْقَوْا .
4 ـ إذا أسند الفعل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى الضمائر التي تلحق به ما عدا وا الجماعة لم يطرأ عليه تغيير .
ب – إسناد المضارع والأمر :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الاثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
يدعو
-
-
يدعوان
يدعون
تدعين
يدعون
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
ادع
-
-
ادعُوَا
ادعوا
ادعى
ادعون
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
يجري
-
-
يجريان
يجرون
تجرين
يجرين
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
اجر
-
-
اجريا
اجروا
اجرى
اجرين
حذف حرف العلة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء
يسعى
-
-
يسعيان
يسعون
تسعين
يسعين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
اسع
-
-
اسعيا
اسعوا
اسعى
اسعين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
يتعادى
-
-
يتعايدان
يتعادون
تتعادين
يتعادين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
تعاد
-
-
تعادا
تعادوا
تعادى
تعادين
حذف حرف العلة وفتح ما قبل الواو أو الياء
5 ـ وإذا اتصل الماضي المعتل الآخر بالواو أو الياء بواو الجماعة حذفت الواو أو الياء وضم ما قبل واو الجماعة ، كما في رسُوُا ورنُوا وسُرُوا وخشُوُا .
فائـدة : إذا اتصلت تاء التأنيث بالفعل الماضي المعتل الآخر بالألف حذفت ألفه كما هو الحال مع واو الجماعة .
مثل : دعَتْ ، سَعَتْ ، ألقَتْ ، ارتضتْ ، استولتْ .
ب ـ إسناد المضارع والأمر : انظر الجدول السابق .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالواو أو الياء إلى ألف الإثنين أو نون النسوة لم يطرأ عليه تغيير ، كما في يدعوان ، ويدعون ، ويجريان ، ويجرين .
وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذف حرف العلة وضم كا قبل الواو وكسر ما قبل الياء كما في يدعون وتدعين ويجرون وتجرين .
3 ـ إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف إلى ألف الإثنين أو نون النسوة قلبت الألف ياءً كما في يسعيان ويسعين ، واسعيا واسعين .
وإذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفت الألف وفتح ما قبل الواو أو الياء كما في يسعَوْن ويسعًينْ ، ويتعادَوْن ويتعادَيْن - واسعوْا واسْعَيْ ، وتعادَوْا وتعادَيْ .
فائـدة :
1 ـ إذا لحقت نون التوكيد الفعل المضارع أو الأمر المعتل الآخر بالألف قلبت ألفه ياءً .
مثل : يسعى ، والله لأسعَيَنَّ لعمل الخير .
       اسعَيَنَّ يا محمد لطلب الرزق .
ج – إسناد الفعل اللفيف :
الفعل
الضمائر
التاء
الناء
ألف الاثنين
واو الجماعة
ياء المخاطبة
نون النسوة
ما يطرأ على الفعل من تغيير
وفى
يفي
فِه












هوى
يهوي
اهوِ
وفيت
-
-












هويت
-
-
وفينا
-
-












هوينا
-
-
وفيا
يفيان
فيا











هويا
يهويان
اهويا
وفوا
يفون
فوا











هووا
يهوون
اهووا
-
تفِين
في











-
تهوين
اهوى
وفين
يفين
فين










هوين
يهوين
اهوين
ردت الألف إلى أصلها ياء .
حذفت الياء مع واو الجماعة وياء المخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ، وحذفت فاؤه في المضارع والأمر .


لا يحدث تغيير بالنسبة لعينه أما اللام فردت إلى أصلها ياء وحذفت الياء مع واو الجماعة وياء الخاطبة وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء .
2 ـ يأتي الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف أو بالياء بصورة واحدة إذا أسند إلى نون النسوة ( المخاطبات ) أو إلى المفردة المخاطبة .
تقول : أ – أنتن تسعين لعمل الخير .
        ب – أنتن ترمين بقوة .
        ج – وأنت تسعين لعمل الخير .
        د – وأنت ترمين بقوة .
والفرق بين الصورتين السابقتين للفعل أن الياء في الفعلين الواقعين في المثالين أ ، ب تكون فاعلاً والنون علامة الرفع للأفعال الخمسة وحرف العلة الألف أو الياء محذوف .
وأما الياء في الفعلين الواقعين في المثالين ج ، د فهي حرف العلة الذي قلبت في الفعل يسعى إلى ياء ، وفي ترمي بقيت كما هي ، ونو النسوة بعدهما فاعل .
ج – إسناد الفعل اللفيف : انظر الجدول السابق .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ الفعل اللفيف : هو كل فعل ثلاثي كان فيه حرف صحيح والحرفان الأخريان حرفا علة .
وهو نوعان : لفيف مفروق وهو ما كان أوله وثالثه – لامه وفاؤه – حرفي علة ،
ولفيف مقرون وهو ما كان ثانيه وثالثه – عينه ولامه – حرفي علة .
2 ـ يتضح من الجدول السابق أن الفعل اللفيف الماضي المفروق إذا أسند إلى الضمائر التي تلحق به يعامل معاملة المثال من حيث الفاء فهي تحذف في صيغتي المضارع والأمر . ويعامل معاملة الناقص باعتبار لامه فهي ترد إلى أصلها ياء عند إسناد الفعل للتاء والناء وألف الاثنين ونون النسوة .
وتحذف إذا أسند الفعل المضارع أو الأمر إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء .
3 ـ أما الفعل اللفيف المقرون فيعامل معاملة الناقص من حيث اللام ، فهي ترد إلى أصلها الياء عند إسناد المقرون الماضي للتاء والناء وألف الاثنين ونون النسوة ، وتحذف من المضارع والأمر إذا أسند إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة مع ضم ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ، وتبقى عين الفعل دون تغيير في كل الصيغ ومع كل الضمائر .

نماذج من الإعراب

94 ـ قال تعالى : { وردوا إلى الله مولاهم الحق } 30 يونس .
وردوا : الواو حرف عطف ، وردوا فعل ماض مبني للمجهول ، والواو في محل رفع نائب فاعل . إلى الله : حار ومجرور متعلقان بردوا .
مولاهم : صفة أو بدل من لفظ الجلالة ، ومولى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . الحق : صفة للفظ الجلالة أيضاً ، لأنهم كانوا يقولون : ما ليس لربوبيته حقيقة . وجملة ردوا معطوفة على ما قبلها .


95 ـ قال تعالى : { وإن كان قميصه قد من دبر } 27 يوسف .
وإن كان : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم لفعلين ، وكان فعل ماض ناقص . قميصه : اسم كان مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وجملة كان في محل جزم فعل الشرط .
قد : فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
وجملة قد في محل نصب خبر كان . من دبر : جار ومجرور متعلقان بقد .
وجملة إن كان معطوفة على ما قبلها .

96 ـ قال تعالى : { ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم } 102 النساء .
ود الذين : ود فعل ماض مبني على الفتح ، والذين اسم موصول في محل رفع فاعل
كفروا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
لو تغفلون : لو مصدرية وهي موصول حرفي ، وتغفلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، ولو والفعل بعدها في تأويل مصدر منصوب مفعول به لود ، وجملة تغفلون لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الحرفي .
عن أسلحتكم : جار ومجرور متعلقان بتغفلون ، وأسلحة مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة ود الذين وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للتأكيد على زيادة الحذر لظن العدو أن الصلاة مظنة لإلقاء السلاح .

97 ـ قال تعالى : { ودت طائفة من أهل الكتاب } 69 آل عمران .
ودت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث . طائفة : فاعل مرفوع بالضمة .
من أهل الكتاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لطائفة ، وأهل مضاف ، والكتاب : مضاف إليه .
وودت وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق للحديث عن اليهود الذين دعوا عدداً من الصحابة من حذيفة ومعاذ وعمار إلى دينهم .


98 ـ قال تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً } 109 البقرة .

ود كثير : ود فعل ماض ، وكثير فاعل مرفوع بالضمة .

من أهل الكتاب : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لكثير ، وأهل مضاف ، والكتاب مضاف إليه .

لو يردونكم : لو مصدرية ، ويردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به أول ، ولو والفعل منسبكة بمصدر مؤول في محل نصب مفعول به لود .

من بعد إيمانكم : جار ومجرور متعلقان بيردون ، وبعد مضاف ، وإيمان مضاف إليه ، وإيمان مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

كفاراً : مفعول به ثان ليردوكم . حسداً : مفعول لأجله منصوب بالفتحة .

وجملة ود وما بعدها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب .



99 ـ قال تعالى : { ويصدكم عن ذكر الله } 91 المائدة .

ويصدكم : الواو حرف عطف ، ويصدكم فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به ، وجملة يصدكم عطف على ما قبله . عن ذكر الله : جار ومجرور متعلقان بيصدكم ، وذكر مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه .



100 ـ قال تعالى : { ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } 43 سبأ .

ما هذا : ما نافية لا عمل لها ، وهذا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .

إلا رجل : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ورجل خبر هذا مرفوع بالضمة .

يريد : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

وجملة يريد في محل رفع صفة لرجل . وجملة ما هذا وما بعدها في محل نصب مقول قول سابق .

أن يصدكم : أن حرف مصدري ونصب ، ويصد فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع في محل نصب مفعول به ليريد .

عما : عن حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بيصدكم . كان : فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

يعبد : فعل مضارع مرفوع . آبائكم : آباء فاعل مرفوع بالضمة ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والمسألة من باب التنازع ، وأعمل الثاني لقربه ، ولو أعمل الأول لقال : يعبدونه ، وجملة يعبد في محل نصب خبر كان .

وجملة كان لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



101 ـ قال تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } 103 التوبة .

خذ : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

من أموالهم : من حرف جر يفيد التبعيض ، وأموال اسم مجرور ، وأموال مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشبه الجملة متعلق بخذ .

صدقة : مفعول به منصوب بالفتحة ، ويجوز في شبه الجملة أن يتعلق بمحذوف حال لأنها كان في الأصل صفة لصدقة ، فلما تقدم شبه الجملة على صدقة أعرب حالاً منها .

تطهرهم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي ، والهاء في محل نصب مفعول به ، وجملة تطهرهم في محل نصب حال من فاعل خذ  المستتر ، إذا كانت التاء في تطهرهم خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو في محل نصب صفة لصدقة إذا كانت التاء للغيبة .

وتزكيهم بها : عطف على تطهرهم .



102 ـ قال تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف } 99 الأعراف .

خذ : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

العفو : مفعول به منصوب بالفتحة .

وأمر : الواو حرف عطف ، وأمر فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . بالعرف : جار ومجرور متعلقان بخذ .

وجملة وأمر معطوفة على ما قبلها .

103 ـ قال تعالى : { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة } 211 البقرة .

سل : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .

بني إسرائيل : بني مفعول به منصوب بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وبني مضاف ، وإسرائيل مضاف إليه مجرور بالفتحة ، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، وجملة سل وما بعدها لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف .

كم : استفهامية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان مقدم لآتيناهم .

آتيناهم : فعل ماض ، والنا في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، وجملة آتيناهم في موضع المفعول الثاني لسل ، لأنه معلقة عن العمل ، وهي عاملة في المعنى ، وقد علقت سل وهي ليست من أفعال القلوب ، لأن السؤال سبب العلم فأجري السبب مجرى المسبب في ذلك . ويجوز في كم أن تكون خبرية .

من آية : من حرف جر ، وآية تمييز كم الاستفهامية مجرور ، لأنه إذا فصل بين كم الاستفهامية وتمييزها بفاصل فالأحسن أن يؤتى بمن .

ويجوز في من أن تكون زائدة ، ويجوز أن تكون بيانية والتمييز محذوف كما ذكر في حاشية المغني ، وشبه الجملة " من آية " متعلقان بالفعل قبلها .

بينة : صفة لآية مجرورة بالكسرة .

ويجوز في كم الرفع على الابتداء ، وجملة آتيناهم في محل رفع خبرها ، والعائد محذوف ، والتقدير : آتيناهموها أو آتيناهم إياها ، وهو ضعيف عند سيبويه ، لحذف الهاء . ( 1 )



104 ـ قال تعالى : { ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيراً } 59 الفرقان .

ثم استوى : ثم حرف عطف ، واستوى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ،

ــــــــــــــ

1 - انظر إملاء ما من به الرحمن ج1 ص90 ، وانظر مشكل إعراب القرآن ج1 ص125 .



والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

على العرش : جار ومجرور متعلقان باستوى .

الرحمن : خبر للمبتدأ " الذي " في الآية السابقة ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو الرحمن ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر على الوجه الثاني .

فاسأل : الفاء الفصيحة ، واسأل فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت

به : جار ومجرور متعلقان بخيراً الآتي .خيراً : مفعول به .

ويجوز في به أن تكون الباء بمعنى " عن " والجار والمجرور متعلقان باسأل .



105 ـ قال تعالى : { ويلك آمن إن وعد الله حق } 17 الأحقاف .

ويلك : مصدر لم يستعمل فعله ، وقيل هو مفعول به ، والتقدير : ألزمك الله ويلك .

أمن : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، وجملة ويلك آمن في محل نصب مفعول به مقول لقول مقدر ، والتقدير : يقولان ويلك آمن .

وجملة القول المقدر وما بعدها في محل نصب على الحال ، والتقدير : يستغيثان الله قائلين .

إن وعد الله : إن حرف توكيد ونصب ، وعد اسمها منصوب بالفتحة ، ووعد مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه . حق : خبر إن مرفوع بالضمة .

والجملة تعليلية للأمر لا محل لها من الإعراب .
فصل المصادر


تعريف المصدر : هو لفظ يدل على حدث غير مقترن بزمن مشتمل على أحرف فعلة .
مثل : ضرب – ضرباً ، وأكل – أكلاً .
وهذا النوع ونظائره يكون المصدر فيه مشتملاً على أحرف فعله لفظاً .
وقد يشتمل عليها تقديراً ، مثل : مازح – مزاحاً .
والأصل أن يكون المصدر : ميزاحاً ، فالياء موجود في التقدير .
وقد يكون معوضاً إما حذف منه بغيره ، مثل : وهب – هبة .
فالأصل أن يكون المصدر : وَهْب . وهذا صحيح غير أن الواو لحقها حذف وعوض عنها بالتاء في آخر المصدر .
الفرق بين المصدر والفعل :
الفعل لفظ يدل على حدث إلى جانب دلالته على الزمن .
فعندما نقول : ضَرَبَ – ضَرْباً .
نجد أن الفعل ضرب دل على عملية الضرب " الحدث " كما دل على زمن وقوع الضرب .
أما المصدر : ضرباً فقد دل على عملية الضرب " الحدث " ولكنه لم يبين الزمن الذي وقع فيه .
مصادر الأفعال الثلاثية
جدول رقم 1
الرقم
الفعل
وزنه
متعد أو لازم
مادل عليه الفعل
المصدر
وزنه
1
زرع
فَعَلَ
متعد
دل على حرفة
زراعة
فِعَالة

صنع
فَعَلَ
متعد
دل على حرفة
صناعة
فِعَالة

تجر
فَعَلَ
متعد
دل على حرفة
تجارة
فِعَالة
2
جمح
فَعَلَ
لازم
دل على امتناع
جِماح
فِعال

أبى
فَعَلَ
لازم
دل على امتناع
إباء
فِعال

نفر
فَعَلَ
لازم
دل على امتناع
نِفار
فِعال
3
غلى
فَعَلَ
لازم
دل على حركة وتقلب واضطراب
غَليان
فَعَلان

دار
فَعَلَ
لازم
دل على حركة وتقلب واضطراب
دوران
فَعَلان

طار
فَعَلَ
لازم
دل على حركة وتقلب واضطراب
طيران
فَعَلان
4
عطس
فَعَلَ
لازم
دل على مرض أو داء
عُطاس
فُعال

سعل
فَعَلَ
لازم
دل على مرض أو داء
سُعال
فُعال

صدع
فَعَلَ
لازم
دل على مرض أو داء
صُداع
فُعال


الرقم
الفعل
وزنه
متعد أو لازم
ما دل عليه الفعل
المصدر
وزنه
5
خضر
فَعِل
لازم
دل على لون
خُضرة
فُعْلة

حمر
فَعِل
لازم
دل على لون
حُمرة
فُعْلة

صفر
فَعِل
لازم
دل على لون
صُفرة
فُعْلة
6
نبح
فَعَلَ
لازم
دل على صوت
نُباح
فُعال

عوى
فَعَلَ
لازم
دل على صوت
عُواء
فُعال

صهل
فَعَلَ
لازم
دل على صوت
صهيل
فعيل

نعق
فَعَلَ
لازم
دل على صوت
نعيق
فعيل
7
رحل
فَعَلَ
لازم
دل على سير
رحيل
فَعِيل

ذمل
فَعَلَ
لازم
دل على سير
ذميل
فَعِيل

رسم
فَعَلَ
لازم
دل على سير
رسيم
فَعِيل

دبّ
فَعَلَ
لازم
دل على سير
دبيب
فَعِيل
جــدول رقم 2
الرقم
الفعل الماضي
وزنه
متعد أو لازم
المصدر
وزنه
الفعل المضارع
ملاحظات
1
نَصَر
فَعَل
متعد
نَصْر
فَعْل
يَنْصُر
يشترط في الفعل أن يكون متعدياً .   للمصدر وزن واحد

سَمِع
فَعِل
متعد
سَمْع
فَعْل
يَسْمَع

فَتَح
فَعَل
متعد
فَتْح
فَعْل
يَفْتَح
2
صَعُب
فَعُل
لازم
صُعُوبة
فُعُولة
يَصْعُب
يشترط في الفعل أن يكون مضموم العين . للمصدر ثلاثة أوزان

بَلُغ
فَعُل
لازم
بَلَاغة
فَعَالة
يَبْلُغ

كَرُم
فَعُل
لازم
كَرَم
فَعَل
يَكْرُم
3
طَرِب
فَعِل
لازم
طَرَب
فَعَل
يَطْرَب
يشترط في الفعل أن يكون مكسور العين . للمصدر وزن واحد

تَعِب
فَعِل
لازم
تَعَب
فَعَل
يَتْعَب

فَرِح
فَعِل
لازم
فَرَح
فَعَل
يَفْرَح
4
جَلَس
فَعَل
لازم
جُلُوس
فُعُول
يَجْلِس
يشترط في الفعل أن يكون مفتوح العين . للمصدر وزن واحد

سَجَد
فَعَل
لازم
سُجُود
فُعُول
يَسْجُد

خَرَج
فَعَل
لازم
خُرُوج
فُعُول
يَخْرُج

تنبيهات وفوائد :
1ـ يلاحظ من الجدول السابق أن المصادر الثلاثية – المأخوذة من الفعل الثلاثي – أكثرها سماعية تعرف بالسماع والرجوع إلى معاجم اللغة .
مثل : قطع – قطعاً ، رعى – رعياً ، قام – قياماً ، فهم – فهماً .
أما المصادر التي لم تسمع عن العرب فقد وضع لها قواعد وضوابط تطبق على نظائرها وقد رصدنا في الجدول السابق الضوابط التي اتفق عليها الصرفيون وأصبحت قواعد عامة متبعة وعرفت بالمصادر القياسية ، وهي كالتالي :- انظرالجدول رقم 1 .
أ - إذا دل الفعل على حرفه جاء مصدره على وزن فِعاله : زرع – زراعة .
ب - إذا دل الفعل على امتناع جاء مصدره على وزن فِعال : جمح – جماح .
ج - إذا دل الفعل على حركة أو تقلب أو اضطراب جاء على وزن فَعلان : غلى – غليان .
د – إذا دل الفعل على مرض أو داء جاء مصدره على وزن فُعال : عطس – عطاس.
هـ– إذا دل الفعل على لون جاء مصدره على وزن فُعلة : خضر- خُضرة .
و – إذا دل الفعل على صوت جاء مصدره على وزن فُعال أو فَعيل : نبح – نباح ، صهل – صهيل .
ز – إذا دل الفعل على سير جاء مصدره على وزن فَعيل : رحل – رحيل .
2 ـ وإذا لم يدل المصدر على شيء مما سبق ، فغالباً ما يأتي على الأوزان التالية : انظر جدول رقم 2 .
أ – إذا كان الفعل متعدياً ، ويستوي في ذلك أن تكون عينه مفتوحة أو مكسورة يأتي مصدره على وزن " فَعْل " بفتح الفاء وتسكين العين .
ب – إذا كان الفعل لازما جاء مصدره على ثلاثة أوزان هي :
فُعُولة بضم الفاء والعين ، وفَعَالة بفتح الفاء والعين ، وفَعَل بفتح الفاء والعين .
ج – إذا كان الفعل مكسور العين لازما جاء مصدره على وزن فَعَل بفتح الفاء والعين.
د – إذا كان الفعل مفتوح العين لازما جاء مصدره على وزن فُعُول بضم الفاء والعين.
3 ـ إذا كان الفعل معتل العين فالأغلب أن يأتي مصدره على وزن فَعْل بفتح الفاء وتسكين العين ، مثل : صام – صَوْما ، عام – عَوْما ، لام – لَوْما .
أو على وزن فِعَال بكسر الفاء وفتح العين ، مثل : صام – صياما ، قام – قياما .
وقد يأتي على وزن فَعَال بفتح الفاء والعين ، مثل : راح – رواحا ، زال – زوالا .
4 ـ إذا دل الفعل على معالجة فغالباً ما يأتي مصدره على وزن فُعُول بضم الفاء والعين ، مثل : هبط – هبوط ، صعد – صعود ، قدم – قدوم .
وإذا دل الفعل على عيب فغالباً ما يأتي مصدره على وزن فَعَل بفتح الفاء والعين .
مثل : عَرِج – عرجاً ، حَوِل – حولاً ، عَوِر – عوراً .
وإذا دل الفعل على معنى الثبوت فغالباً ما يأتي مصدره على وزن فُعُولة بضم الفاء والعين ، مثل : نعم – نعومة ، يبس – يبوسة ، خشن – خشونة .

مصادر الأفعال الرباعية .
جميع مصادر الأفعال الرباعية قياسية لها أوزان وضوابط تختلف باختلاف وزن الفعل ، وهي على النحو التالي كما هو مبين في الجدول رقم 3 .
الرقم
الفعل
وزنه
المصدر
وزنه
ملاحظات
1
أكرم
أفعل
إكرام
إفعال
ثلاثي مزيد بالهمزة صحيح العين

أعان
أفعل
إعانة
إفعلة
ثلاثي مزيد بالهمزة معتل العين

أعطى
أفعل
إعطاء
إفعال
ثلاثي مزيد بالهمزة معتل اللام
2
حطّم
فَعَّل
تحطيم
تَفْعِيل
ثلاثي مزيد بالتضعيف صحيح الآخر

علّم
فَعَّل
تعليم
تَفْعِيل
ثلاثي مزيد بالتضعيف صحيح الآخر

ربّى
فَعَّل
تربية
تَفْعِلة
ثلاثي مزيد بالتضعيف معتل الآخر

ولّى
فَعَّل
تولية
تَفْعِلة
ثلاثي مزيد بالتضعيف معتل الآخر

برّأ
فَعَّل
تبريئ – تبرئة
تفعيل - تفعلة
ثلاثي مزيد بالتضعيف مهموز الآخرللمصدر وزنان
3
قاتل
فَاْعَل
قتال – مقاتلة
فِعال - مُفاعلة
ثلاثي مزيد بالألف للمصدر وزنان

حاسب
فَاْعَل
حساب – محاسبة
فِعال – مُفاعلة
ثلاثي مزيد بالألف للمصدر وزنان

يانع
فَاْعَل
ميانعة
مُفاعلة
ثلاثي مزيد بالألف فاؤه ياء للمصدر وزن واحد
4
طمأن
فَعْلل
طمأنة
فَعَللة
رباعي مجرد غير مضعف للمصدر وزن واحد

زلزل
فَعْلل
زلزلة – زلزال
فَعْللة – فِعْلال
رباعي مجرد مضعف للمصدر وزنان
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يتضح من الجدول السابق أن لمصادر الأفعال الرباعية أربعة أوزان هي :
أ – إذا كان الفعل ثلاثياً مزيداً بالهمزة – على وزن أفعل – جاء مصدره على وزن إفعال ، مثل : أنجز – إنجاز هذا فيما يختص بالصحيح العين .
* أما إذا كان الفعل معتل العين جاء مصدره على وزن إفعلة ، وذلك بحذف الألف الموجودة في وزن – إفعال – والتعويض عنها بتاء في آخر المصدر .
مثل : أقال – إقالة ، أهان – إهانة ، أدان – إدانة .
* وإذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن إفعال مع قلب حرف العلة همزة مثل : أعطى – إعطاء .
ب – إذا كان الفعل ثلاثياً مزيداً بالتضعيف – على وزن فعَّل – وكان صحيح اللام جاء مصدره على وزن تفعيل ، مثل : هذّب – تهذيب ، قدّر – تقدير .
* أما إذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن تفعلة ، مثل : نمى- تنمية .
وإذا كان الفعل مهموز اللام جاء مصدره على الوزنين معاً ، تفعيل وتفعلة .
مثل : خطّأ – تخطيئاً وتخطئة ، عبّأ – تعبيئاً وتعبئة ، نبّأ – تنبيئاً وتنبئة .
وقد خرج عن القاعدة الفعل كذّب فجاء مصدره على وزن فِعّال ، مثل : كِذّاب ، كقوله تعالى : { وكذبوا بآياتنا كِذّابا } ( 1 ) .
ج – إذاكان الفعل ثلاثياً مزيداً بالألف – على وزن فاعل – جاء مصدره على وزن فِعَال أو مُفَاعلة ، مثل : واصل – وصالاً ومواصلة ، حادد – حداداً ومحاددة .
* أما إذا كانت فاء الفعل ياء فكثيراً ما يكون مصدره على وزن مفاعلة فقط .
وإذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن فِعال مع قلب حرف العلة همزة ، مثل : عادى – عِداء .
د – إذا كان الفعل رباعياً مجرداً – على وزن فعلل – غير مضعف جاء مصدره على وزن فعللة ، مثل : دحرج – دحرجة ، بعثر – بعثرة ، زخرف – زخرفة .
* أما إذا كان الفعل مضعفاً ، أي فاؤه ولامه من جنس واحد ، وعينه ولامه الثانية من جنس واحد ، جاء مصدره على وزن فَعْلَلة أو فِعْلاَل .
مثل : وسوس – وسوسة أو وسواس ، عسعس – عسعسة أو عسعاس .

مصادر الأفعال الخماسية .
" ثلاثية مزيدة بحرفين " و " رباعية مزيدة بحرف " مصادر الأفعال الخماسية قياسية وتأتي على الأوزان التالية كما هو مبين في الجدول رقم 4 .
الرقم
الفعل
وزنه
المصدر
وزنه
الملاحظات
1
انطلق
انفعل
انطلاق
انفعال
المصدر على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الأخر وكسر الحرف الثالث .    
الفعل معتل الآخر بالألف ، في المصدر تقلب إلى همزة.

انكسر
انفعل
انكسار
انفعال

احتوى
انفعل
احتواء
انفعال
2
اقتصد
افتعل
اقتصاد
افتعال
المصدر على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الآخر وكسر الحرف الثالث .

اجتمع
افتعل
اجتماع
افتعال
3
احمر
افعلَّ
احمرار
افعلال
المصدر على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الآخر وكسر الحرف الثالث .

اخضر
افعلَّ
اخضرار
افعلال
4
تقدم
تفعَّل
تقدُّم
تفعل
ثلاثي مزيد بحرفين .

الفعل معتل اللام . المصدر على وزن الفعل مع كسر ما قبل الآخر .

تحطم
تفعَّل
تحطُّم
تفعل

تحدى
تفعَّل
تحدِّياً
تفعلا





5
تنازل
تفاعل
تنازُل
تفاعل


تناول
تفاعل
تناوُل
تفاعل
6
تدحرج
تفعلل
تدحرُج
تفعلل

رباعي مزيد بحرف .

تزلزل
تفعلل
تزلزُل
تفعلل
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يلاحظ من الجدول السابق أن الأفعال الخماسية إما أن تكون ثلاثية مزيدة بحرفين كانطلق واقتصر واحمر وتقدم وتنازل ، أو رباعية مزيدة بحرف كتدحرج وتزلزل .
2 ـ تأتي مصادر الأفعال المبدوء بهمزة وصل على وزن الفعل مع زيادة ألف قبل الحرف الأخير وكسر الحرف الثالث .
مثل اندفع – اندفاع ، اجتمع – اجتماع ، واصفر – اصفرار .
* فإذا كان الفعل معتل الآخر بالألف تقلب الألف همزة لزيادة ألف المصدر قبلها ، مثل : ارتوى – ارتواء .
3 ـ تأتي مصادر الأفعال المبدوءة بتاء زائدةعلى وزن الفعل مع ضم الحرف الرابع ، مثل : تقدَّم – تقدُّما ، تدحرج – تدحرجا ، تنازل – تنازلا ، فإذا كانت لام الفعل ياء كسر ما قبلها لمناسبة حركتها ، مثل:تعدى – تعدِّيا ، تحدى – تحدِّيا ، تردى – تردِّيا .
مصادر الأفعال السداسية .
" ثلاثية مزيدة بثلاثة أحرف " و " رباعية مزيدة بحرفين " مصادر الأفعال السداسية كلها قياسية وتأتي على الأوزان التالية كما هو مبين في الجدول رقم 5 .
الرقم
الفعل
وزنه
المصدر
وزنه
الملاحظات
1
استعمل
استفعل
استعمال
استفعال
الفعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .
الفعل ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف . حذفت الألف في المصدر وعوض عنها بتاء .

استحسن
استفعل
استحسان
استفعال

استعان
استفعل
استعانة
استفعال





2
اخشوشن
افعوعل
اخشيشان
افعيعال
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .

اعشوشب
افعوعل
اعشيشاب
افعيعال
3
ادهامَّ
افعالَّ
ادهيمام
افعيلال
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .

اخضارَّ
افعالَّ
اخضيرار
افعيلال
4
اجلوَّذ
افعوَّل
اجلوَّاذ
افعُوَّال
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .
ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف .

اعلوَّط
افعوَّل
اعلوَّاط
افعُوَّال
5
احرنجم
افعنلل
احرنجام
افعنلال
رباعي مزيد بحرفين .
رباعي مزيد بحرفين .

افرنقع
افعنلل
افرنقاع
افعنلال
6
اقشعرَّ
افعلَلَّ
اقشعرار
افعلّال
رباعي مزيد بحرفين .
رباعي مزيد بحرفين .

اطمأنَّ
افعلَلَّ
اطمئنان
افعلّال
تنبيهات وفوائد :
1 ـ يتضح من الجدول السابق أن أفعال المصادر السداسية تكون إما ثلاثية مزيدة بثلاثة أحرف ، أو رباعية مزيدة بحرفين .
2 ـ جميع هذه الأفعال مبدوءة بهمزة الوصل وأوزانها سبعة وكذا أوزان مصادرها سبعة ، وقياسها يكون على وزن ماضي الفعل مع كسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره ، وإليكها بالتفصيل .
أ – إذا كان الفعل على وزن استفعل جاء مصدره على وزن استفعال .
فإذا كان معتل العين حذفت عينه وعوض عنها تاء مربوطة في آخر المصدر .
ب – إذا كان الفعل على وزن افعوعل جاء مصدره على وزن افعيعال .
جـ – إذا كان الفعل على وزن افعالَّ جاء مصدره على وزن افعيلال .
د – إذا كان الفعل على وزن افعوَّل جاء مصدره على وزن افعُوَّال .
هـ – إذا كان الفعل على وزن افعنلل جاء مصدره على وزن افعنلال .
و – إذا كان الفعل على وزن افعللَّ جاء مصدره على وزن افعِلاّل .
3 ـ ذكرنا في فقرة " أ " أن الفعل السداسي الذي على وزن استفعل المعتل العين ، تحذف عينه في المصدر ويعوض عنها بتاء مربوطة في آخره ، مثل : استقام – استقامة ، ويستثنى منه ما أصله تفاعل أو تفعَّل ، نحو اطّاير واطّير أصلهما : تطاير وتطّير فإن مصدرهما على وزن تفاعُل وتفعُّل لعدم قياسية الهمزة ، فنقول : تطايُر وتطُّير .

5 ـ المصدر الميمي .
تعريفه : اسم جامد مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن مبدوء بميم زائدة تميزه عن المصدر العادي ولا يختلفان في المعنى .
مثل : عرف – معرفة ، ضرب – مضرباً .
ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } 280 البقرة ، المصدر : ميسرة .
وقوله تعالى : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } 162 الأنعام ، والمصدران في الآية هما : محياي ومماتي .
صياغته :
1 ـ الفعل الثلاثي :
يصاغ المصدر الميمي من الفعل الثلاثي الصحيح الأول والآخر أو معتل الأول وصحيح الآخر على وزن " مَفْعَل " بفتح الميم والعين .
مثل : ذهب – مذهب ، وقى – موقى .
نقول : سعى محمد لطلب الرزق مسعى حسناً .
ومنه قوله تعالى : {  أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون } 46 القلم .
وقوله تعالى : { ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متابا } 71 الفرقان .
ويصاغ من الفعل الثلاثي الصحيح الآخر المعتل الفاء بالواو التي تحذف في المضارع على وزن " مَفعِل " بفتح الميم وكسر العين .
مثل : وعد – مَوعِد ، وجد – مَوجِد .
نقول : وقع الخبر في نفسي مَوقِعاً عظيماً . ومنه قوله تعالى : {  قال لن أرسله معكم حتى تأتونِ موثقاً من الله } 66 يوسف .
وقوله تعالى : { بل زعمتم ألن نجعل لكم موعداً } 48 الكهف .
2 ـ الفعل المزيد :
يصاغ المصدر الميمي من الفعل الغير ثلاثي – المزيد – على وزن الفعل المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر .
مثل : استخرج – مُستخرَج ، انعطف – مُنعطَف .
نقول : انعطفت السيارة منعطفاً شديداً .
ومنه قوله تعالى : { رب أدخلني مُدخًل صدق وأخرجني مُخرَج صدق }81 الإسراء .
فـوائـد :
1 ـ قد تزاد على المصدر الميمي تاء مربوطة في آخره ، مثل : ميسرة ، مفسدة ، محبة ، مقالة ، مهابة ، منجاة .
2 ـ شذت بعض المصادر عن القياس فجاءت على وزن مَفعِل بكسر العين والأصل أن تأتي على وزن مَفعَل بفتح العين .
منها : رجع مرجعاً ، يسر ميسراً ، غفر مغفرة ، عرف معرفة ، حاص محيصاً ، زاد مزيداً ، عال معيلاً ، خاض مخيضاً ، بات مبيتاً ، صار مصيراً وغيرها .
6 ـ اسم المصدر .
تعريفـه : لفظ يدل على معنى المصدر ويختلف عنه في عدم اشتماله على جميع أحرف فعله دون عوض عن الحرف الناقص .
مثل : تكلم كلاماً ، والمصدر العادي : تكلُّماً .
توضأ وضوءاً ، والمصدر العادي : توضُّأ .
فمن المثالين السابقين نجد الاختلاف بين المصدر العادي واسم المصدر ، فاسم المصدر من الفعل تكلم كلاماً بينما المصدر العادي تكليماً ، فالاختلاف يتمثل في نقص التاء والتضعيف في اسم المصدر دون أن نعوض عنهما بحروف أخرى .
فائـدة : فإذا سأل سائل عن كلمة " عدة " ونظائرها هل هي مصدر أم اسم مصدر لأنه نقص منها حرف عن أحرف فعلها .
الجواب : أنها مصدر من الفعل وعد وليست اسم مصدر لأن الواو المحذوفة عوض عنها بتاء في آخر المصدر .
7 ـ المصدر الصناعي .
تعريفه : اسم لحقته ياء النسب تليها تاء التأنيث المربوطة للدلالة على معنى المصدر .
مثل : علمية من علم ، إنسانية من إنسان ، همجية من همجم ، حرية من حر .
قال الشاعر : وللحرية الحمراء باء بكل يد مضرجة يدق .
فائـدة : يجب التفريق بين المصادر الصناعية وبين الأسماء المنسوبة التي تلحقها الياء المشددة والثاء ، مثل : الأعمال التجارية ، والحقول الزراعية ، والآبار النفطية ، فهذه صفات منسوب إليها وليست مصادر .
وهذا التفريق يكون بتجرد المصدر الصناعي للدلالة على معنى المصدرية .
كقولنا : إن الهمجية صورة من صور الشعوب المتخلفة .
        والديمقراطية أصل من أصول الحكم .
فكلمة الهمجية والديمقراطية مصادر صناعية لدلالة كل منهما على معنى المصدر .
8 ـ المصدر المؤول .
تعريفـه : هو ما يؤول من أن والفعل المضارع أو ما والفعل الماضي أو أنَّ ومعموليها بالمصدر الصريح .
الفرق بين المصدر الصريح والمصدر المؤول :
المصدر الصريح يؤخذ من لفظ الفعل ويذكر في الكلام بلفظه ، أما المصدر المؤول فلا يذكر بلفظه في الكلام .
تركيب المصدر المؤول :
1 ـ أن والفعل المضارع : مثل : أن يقول ، أن يعمل ، أن يساعد .
نحو : ينبغي أن تقول الحق . والتقدير : قول الحق .
       يجب أن تفعل الخير . والتقدير : فعل الخير .
ومنه قوله تعالى : { يريد الله أن يخفف عنكم } 28 النساء .
والتقدير : التخفيف عنكم .
وقوله تعالى : { تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا } 10 إبراهيم .
التقدير : صدّنا .
2 ـ ما والفعل الماضي : مثل : ما قلت ، ما أرسلت ، ما فعلت .
نحو : سرني ما قلت الصدق . والتقدير : قولك .
       فاجأني ما أرسل أخي الرسالة . والتقدير : إرسال أخي .      
ومنه قوله تعالى : {  وأحسن كما أحسن الله إليك } 78 القصص .
والتقدير: كإحسان الله .
3 ـ أنَّ ومعموليها : مثل : علمت أنك مسافراً غداً . والتقدير : سفرك .
ومنه قوله تعالى : {  فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } 114 التوبة .
التقدير : عداوته لله .
فائـدة : إذا كان خبر أن فعلاً أو مشتقاً أُوّل المصدر الصريح من الخبر مضافاً إلى الاسم .
مثل : يكفي أن محمداً مجتهد . التقدير : اجتهاد محمد .
       سرني أن أخاك تفوق في المسابقة . التقدير : تفوق أخيك .    
أما إذا كان الخبر اسماً جامداً أُوّل المصدر من الكون مضافاً إلى الاسم ، وجاء خبر أنَّ خبراً للكون – مصدر كان – .
مثل : أيقنت أن الأرض كروية . التقدير : كون الأرض كروية .
موقع المصدر المؤول من الإعراب :
يأخذ المصدر المؤول إعراب المصدر الصريح الذي يحل محله ، فيقع في المواقع الإعرابية الآتية :
1 ـ في محل رفع مبتدأ :
نحو : وأن تتفوق في دراستك مفخرة لوالديك . التقدير : مفخرة .
ومنه قوله تعالى : {  وأن تصوموا خير لكم } 184 البقرة .
التقدير : صيامكم خير لكم .
وقوله تعالى : { وأن يستعففن خير لهن } 60 النور . التقدير : استعفافهن خير لهن .
2 ـ في محل رفع خبر :
نحو : اعتقادي أن التجارة رابحة . التقدير : اعتقادي ربح التجارة .
ونحو قوله تعالى : {  قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن } 25 يوسف .
التقدير : السجن ، خبر المبتدأ جزاء .
3 ـ في محل رفع اسم كان :
نحو : ما كان لك أن تهمل الواجب . التقدير : ما كان لك إهمال .
كقوله تعالى : { ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } 114 البقرة .
التقدير : ما كان لهم دخولها .
4 ـ في محل رفع اسم ليس :
نحو : ليست الرياضة أن تضيع وقتك في اللعب . التقدير : إضاعة .
كقوله تعالى : {  ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب } 177 البقرة .
التقدير : تولية .
5 ـ في محل رفع فاعل :
نحو : يكفي أنك مهذب . التقدير : يكفي تهذيبك .
       يجب أن تحسن إلى والديك . التقدير : إحسانك .
ومنه قوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } 114 التوبة .
التقدير : كونه عدواً لله .
6 ـ في محل رفع نائب فاعل :
نحو : عرف أن الشاي مشروب منبه . التقدير : عرف شرب الشاي منبه .
ومنه قوله تعالى : { يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } 66 طه .
التقدير : يخيل سعيها .
7 ـ في محل نصب مفعول به :
نحو : آمل أن تحضر مبكراً . التقدير آمل حضورك .
ومثال مجيء المصدر من أن ومعموليها مفعولاً به قوله تعالى : { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته } 7 الأنفال . التقدير : ويريد الله إحقاق الحق .
8 ـ في محل جر بالحرف أو بالإضافة :
نحو : أخاف عليك من أن تهمل دروسك . التقدير : من إهمالك .
ومنه قوله تعالى : { قل إن الله قادر على أن ينزل آية } 37 الأنعام .
التقدير : على إنزال آية .
مثال جره بالإضافة : خرجت قبل أن تحضر . التقدير : قبل حضورك .
ومنه قوله تعالى : { ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه } 143 آل عمران .
التقدير : من قبل لقائه .
عمل المصدر .
يعمل المصدر عمل فعله فيرفع فاعلاً إن كان لازم ، ويرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به إن كان من فعل متعدٍ .
مثال المصدر الذي يرفع فاعلاً فقط : سرني صدقُ محمدٍ .
نحو : يعجبني اجتهاد أحمد .
المصدر : صدق واجتهاد وكلاهما مشتق من فعل لازم يأخذ فاعلاً ولا يتعدى إلى مفعول به . الأول : صَدَقَ ، والثاني : اجتهد ، ثم أضيف كل من المصدرين إلى فاعله الأول محمد والثاني أحمد ، محمد وأحمد كل منهما مجرور لفظاً لأنه مضاف إليه ، مرفوع محلاً لأنه فاعل ، ومنه قوله تعالى : { فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر } 42 القمر.
ومثال المصدر الذي يرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به : قولك الخير صدقة .
المصدر : قَوْل مشتق من الفعل قال المتعدي لأنه يأخذ فاعلاً ومفعولاً به ، ثم أضيف المصدر إلى فاعله وهو الكاف ، ونصب المفعول به وهو " الخبر " ، والمصدر مبتدأ وصدقة خبره .
ومنه قوله تعالى : { وأكلهم أموال الناس بالباطل } 161 النساء .
ومثاله نصبه لمفعولين قولنا : تعليمك الطفل القرآن منفعة له .
ونحو : إطعامك الفقير كسرة خبز صدقة .
المصدر : تعليم وإطعام ، ومفعولي المصدر الأول الطفل والقرآن ، ومفعولي المصدر الثاني : الفقير وكسرة .
شروط عمل المصدر :
يشترط في المصدر لكي يعمل عمل فعله الشروط التالية :
1 ـ صحة حلول فعله محله مسبوقاً بأن المصدرية مع الزمن الماضي أو المستقبل .
نحو : عجبت من محادثتك علياً أمسِ . التقدير : عجبت من أن حادثته أمس .
ويدهشني إرسالك الرسالة غداً . التقدير : يدهشني أن ترسل الرسالة غداً .
أو مسبوقاً بما المصدرية والزمن يدل على حال .
نحو : يسرني عملك الواجب الآن . التقدير : ما تعمله .
2 ـ أن يكون نائباً مناب الفعل .
نحو : احتراماً أخاك . فأخاك منصوب باحترام لنيابته مناب " احترام " وهو فعل أمر من أحترم الذي أخذ منه المصدر ، كما أن المصدر مشتمل على ضمير مستتر فيه يعرب فاعلاً تماماً كما هو الحال في فعله الأمر ، وفيه يجوز تقديم المصدر على معموله أو تأخيره عنه .
3 ـ ومن الشروط التي يجب توافرها في عمل المصدر أيضاً ألا يكون مصغراً فلا يجوز أن نقول : آلمني ضريبك الطفل الآن .
4 ـ وألا يكون مضمراً فلا يجوز أن نقول : احترامي لمحمد واجب وهو لأخيه غير واجب .
5 ـ وألا يكون محدوداً بتاء الوحدة ، فلا يجوز أن نقول : سرتني سفرتك الرياض .
6 ـ وألا يكون موصوفاً قبل العمل ، فلا يجوز أن نقول : نقاشك الحادُ أخاك .
7 ـ وألا يكون مفصولاً عن معموله بأجنبي ، فلا يجوز أن نقول : أراضي لقاؤك مرتين محمداً .
8 ـ وألا يتأخر المصدر عن معموله ، فلا يجوز أن نقول : أدهشني علياً مقاطعة خالد
ويغتفر أن يكون المعمول المتقدم على مصدره ظرفاً أو جاراً ومجروراً .
نحو : أبهجني مساءً حضورُ سعيد .
       وأعجبني في المنزل تواجد أخيك .
9 ـ وألا يكون محذوفاً أو غير مفرد – مثنى أو جمع – ولا ما لم يرد به الحدث . ففي مثل : العلم مفيد . العلم مصدر ولكن لا يراد به الحدث لذلك فهو غير عامل .
فوائـد :
1 ـ يعمل المصدر عمل الفعل لا لشبهة به ، بل لأنه أصله ، وهذا مذهب البصريين ، لأنهم يقولون المصدر أصل الفعل ، غير أن الكوفيين يقول بأصل الفعل والمصدر فرع منه .
2 ـ يختلف المصدر عن الفعل بأنه يجوز حذف فاعل المصدر ولا يجوز حذف فاعل الفعل . نحو : تكريم الفائزين يشجعهم على مواصلة الفوز .
فالمصدر : تكريم مضاف إلى مفعوله " الفائزين " والفاعل محذوف جوازاً ، أي تكريمكم أو تكريم المعلمين .
3 ـ قد يعمل المصدر وإن لم يصلح للاستغناء عنه " بأن والفعل " أو " ما والفعل " .
ومن ذلك قول بعض العرب : " سَمْعُ أذني أخاك يقول ذلك " .
      فسمع مبتدأ وهو مصدر مضاف إلى فاعله وهو " أذني " وأخاك مفعوله ، وجملة يقول في محل نصب حال سدت مسد الخبر ، والتقدير : سمع أذني حاصل إذ كان يقول ، على حد ضربي العبد مسيئاً ، ويمتنع التأويل بالفعل مع " أن " أو " ما " في هذا ، لأنه لم يعرف مبتدأ خبره حال سدت مسد الخبر .

حالات عمل المصدر :
للمصدر العامل ثلاث حالات :
أ – أن يكون مضافاً .
ب – أن يكون معرفاً .
جـ – أن يكون مجرداً من أل والإضافة .
أولاً : المصدر العامل المضاف وهو أكثر حالات المصدر عملاً وله خمسة أحوال :
1 ـ أن يضاف إلى فاعله ثم يأتي مفعوله ، نحو قوله تعالى : {  ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض } 251 البقرة .
2 ـ أن يضاف إلى مفعوله ثم يأتي فاعله ، وهو قليل ، ومنه قوله تعالى : {  ولله على الناس حجُ البيتِ من استطاع إليه سبيلاً } 97 آل عمران .
ونحو : معاقبة المهملِ المعلمُ .
3 ـ أن يضاف إلى الفاعل ثم لا يذكر المفعول به ، نحو قوله تعالى : {  وما كان استغفار إبراهيم } 114 التوبة . والتقدير : استغفار إبراهيم ربه .
4 ـ أن يضاف إلى المفعول ولا يذكر الفاعل ، نحو قوله تعالى : {  لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } 49 فصلت . والتقدير : من دعائه الخير .
5 ـ أن يضاف إلى الظرف ، فيرفع وينصب كالمنون . نحو : أعجبني التقاء يوم الخميس اللاعبون مدربيهم .
فاللاعبون فاعل للمصدر التقاء ، ومدربيهم مفعول به له .

ثانياً : المصدر العامل المعرف بأل : وهو أقل حالات المصدر عملاً ، وأضعفها في القياس لبعده من مشبهة الفعل بدخول أل عليه .
نحو : عجبت من الضرب محمداً .
ثالثاً : المصدر المنون وهو المجرد من أل والإضافة : وعمله أقيس من إعمال المحلي بأل . نحو قوله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة  يتيماً } 14 – 15 البلد .
تابع معمول المصدر :
المضاف إلى المصدر العامل إما أن يكون فاعلاً في الأصل فمحله الرفع ، أو يكون مفعولاً به فمحله النصب . لذلك إذا اتبعت المعمول بوصف جاز فيه الجر مراعاة للفظ المتبوع والرفع مراعاة للمحل إذا كان المعمول فاعلاً ، والنصب إذا كان مفعولاً به .
نحو : سررت من احترام سعيدٍ المجتهدِ معلّمَه .
فيجوز في إعراب كلمة " المجتهد " الجر على اللفظ صفة لسعيد المجرورة بالإضافة إلى المصدر ، ويجوز فيها الرفع على المحل صفة لسعيد المرفوعة في الأصل لأنها فاعل للمصدر .
ونحو : يعجبني مكافأة التلميذِ المهذب أستاذُه .
فيجوز في إعراب كلمة " المهذب " الجر على اللفظ صفة للتلميذ المجرورة بالإضافة إلى المصدر .
كما يجوز فيها النصب على المحل صفة للتلميذ المنصوبة في الأصل لأنها مفعول به للمصدر .

فوائد وتنبهات :
1 ـ القائل باتباع معمول المصدر على المحل هم الكوفيون وجماعة من البصريين ، أما سيبويه وبقية البصريين فقالوا بعد جوازه . واكتفوا بالاتباع علىاللفظ ، وفي رأيي هذا هو الأنسب ولا حاجة إلى التذحلق في الإعراب ما دام الإعراب الظاهر يؤدي الغرض المطلوب ويفي به .
2 ـ جاء مصدر فعّل على فِعَّال مثل كذب كذاب ، وقد ذكرنا ذلك في موضعه ، وقد  جاء مصدره أيضاً على تفعال نحو : طوّف تطواف ، وكرر تكرار ، ونظائرهما وهي سماعية لا يقاس عليها .
3 ـ قد يجيء مصدر أفعل على وزن فَعَال ، نحو : أنبت نبات ، وأثنى ثناء .
ومنه قوله تعالى : {  والله أنبتكم من الأرض نباتاً } 17 نوح .
4 ـ قد يرد المصدر علىوزن اسمي الفاعل والمفعول نحو : العافية والعاقبة ، والميسور والمعقول .
وقد يأتي بمعنى اسمي الفاعل والمفعول نحو : عدل بمعنى عادل ، وغور بمعنى غائر ، وخلق بمعنى مخلوق .
تقول : هذا خلق الله ما أبدعه . أي مخلوقه .
5 ـ يعمل اسم المصدر والمصدر الميمي عمل المصدر في جميع أحواله وبشروطه السابقة . مثال عمل اسم المصدر : أنت كثير العطاء الناس .
ومنه قول الشاعر :
أكفراً بعد رد الموت عني              وبعدعطائك المئةَ الرِّتاعا
ومثال عمل المصدر الميمي : أعجبني مسعى أخيك للصلح بين المتخاصمين .
6 ـ لا يعمل المصدر المؤكد للفعل عمل الفعل ، فلا يصح أن نقول : عاقبتُ معاقبةَ مهملَ الواجب . باعتبار المفعول به " مهمل " معمول للمصدر معاقبة ، بل هو مفعول به للفعل عاقب .
كما أن المصدر المبين للعدد لا يعمل عمل الفعل ، فلا يصح أن نقول : كافأت مكافأتين الفائز . " فالفائز " مفعول به للفعل لا للمصدر .
ولكن يجوز في المصدر المبين للنوع أن يعمل عمل الفعل .
نحو : كتبت الرسالة كتابة المحبين رسائلهم .
" فرسائل " مفعول به للمصدر كتابة مع أنه مبين لنوع الفعل بإضافته للمحبين .
7 ـ اشترط في عمل المصدر أن يكون مفرداً ولا يصح أن يعمل مثنى أو مجموعاً ، والصحيح جواز عمله بصيغة الجمع كما في قول الشاعر :
قد جربوه فما زادت تجارتهم               أبا قدامة إلا المجد والنفعا
فالمصدر " تجارب " جمع للمصدر " تجربة " وقد نصب المفعول به " أبا " غير أن هذا شاذ وما ورد في البيتين خاص بالشعر ولا يقاس عليه .
8 ـ لا يجوز تقدم معمول المصدر عليه ، فلا يصح أن نقول : ليس لي به علم .
على اعتبار أن الجار والمجرور " به " متعلق بالمصدر " علم " والصحيح : ليس لي علم به .


9 ـ مصدر المرة " اسم المرة " .
تعريفـه : هو مصدر مصوغ من الفعل للدلالة على حصول الحدث مرة واحدة .
مثل : دار دورة ، أكل أكلة ، شرب شربة ، ضرب ضربة .
شروط صياغته :
يشترط في صوغ اسم المرة ثلاثة شروط هي :
أ – أن يكون فعله تاماً ، فلا يصاغ من كان الناقصة وأخواتها .
ب – ألا يكون قلبياً ، فلا يصاغ من ظن وأخواتها .
جـ – ألا يدل على صفة ثابتة ، فلا يصاغ من كاد وعسى ، ولا فهم وعلم ، ولا حسن وخبث .
صياغتـه :
1 ـ يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن " فَعْلة " بفتح الفاء وتسكين العين .
مثل : جلس جلسة ، وقف وقفة ، هفى هفوة ، كبى كبوة ، نبى نبوة .
قالوا : لكل عالم هفوة ، ولكل جواد كبوة ، ولكل صارم نبوة .
فإن كان بناء المصدر العادي على " فَعْلة " مثل : رحم رحمة ، دعا دعوة . فإن اسم المرة منه ما يكون بوصفه بكلمة واحدة للدلالة على المرة .
نحو : دعوت أصدقائي دعوة واحدة .
       وأصاب اللاعب المرمى إصابة واحدة .
       وصحت في القادمين صيحة واحدة .
2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي على صورة المصدر الأصلي مع زيادة تاء في آخره .
مثل : انطلق انطلاقة ، استعمل استعمالة ، سبح تسبيحة .
تقول : انطلقت السيارة انطلاقة .
        واستعملت الفرشاة استعمالة .
        وسبحت الله تسبيحة .
فإن كان المصدر الصريح " العادي " مختوماً بتاء دُلَّ على اسم المرة منه بوصفه بكلمة واحدة . مثل : أصاب إصابة واحدة ، استقام استقامة واحدة .
تقول : استشرت الطبيب استشارة واحدة .
فائـدة : إذا كان للفعل المزيد أكثر من مصدر صيغ بناء مصدر اسم المرة على الأشهر من مصدريه .
فنقول : وسوس الشيطان في نفسه وسوسة واحدة ، ولا نقول وسواساً واحداً .
وخاصمت الرجل مخاصمة واحدة . ولا نقول خصاماً واحداً .

10 ـ مصدر الهيئة " اسم الهيئة " .
        تعريفـه : هو مصدر مصوغ من الفعل للدلالة على الصفة التي يكون عليها الحدث عند وقوعه . مثل : جلس جِلسة ، مشي مِشية ، أكل إكلة .
شـروط صياغته : لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي وشذ صوغه من المزيد .
وتكون صياغته على وزن " فِعْلة " بكسر الفاء وتسكين العين .
نحو : جلست جلسة الأمير .
       وأكلت إكلة الشرة .
       ووثب الفارس وثبة الأسد .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا قتلتم فأحسنوا القتلة " .
فـائـدة :
1 ـ إذا كان المصدر القياسي " العادي " للفعل الثلاثي على وزن " فِعْلة " فإنه يُدل على الهيئة منه بالوصف أو بالإضافة .
نحو : أغمى على المريض إغماءة شديدة .
       التفت الرجل إلى صديقه التفاتة الخائف .
2 ـ من أسماء الهيئة التي وردت شذوذاً من غير الثلاثي ولا يقاس عليها .
نِقبة من الفعل انتقب نحو : انتقبت المرأة نِقبة .
خِمرة من الفعل اختمر نحو : اختمرت المرأة خِمرة .
عِمّة من الفعل اعتم وتعمم نحو : لبس الرجل عِمة .




11 ـ همزتا القطع والوصل .
أولاً : همزة القطع :
هي الهمزة التي تقع في أول الكلمة ، وتظهر في النطق سواء أكانت في أول الكلام أم في وصله . وترسم على شكل رأس عين صغير " ء " على الألف ، فإن كانت مفتوحة رسمت فوق الألف مثل : أخي ، أعطى .
تقول : أبي أعطى أخي جائزة .
وإن كانت مكسورة رسمت تحت الألف مثل : إنّ ، إحسان ، إبراهيم .
ونحو قوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيى الموتى } 260 البقرة .

مواضع همزة القطع :
تأتي همزة القطع في المواضع التالية :
1 ـ في ماضي الفعل الرباعي وأمره ومصدره .
مثل : أكرم – إكرام – أكرمْ ، أحسن – إحسان – أحسنْ .
       أكرمت صديقي ، وأحسنت إلى الفقراء .
       أكرم أصدقائك إكراماً حسناً .
2 ـ في أول كل فعل مضارع . مثل : أكتب ، أجلس ، ألعب .
نحو : أجتهد في دروسي ، وأعمل واجبي أولاً بأول .
3 ـ في أول بعض الحروف . مثل : إنّ ، أنّ ، أن ، إن ، إلى ، أيا ، أما ، إلا .
ويستثنى من ذلك " أل " لأن همزتها همزة وصل عند اتصالها بالاسم .
4 ـ في أول بعض الظروف وأسماء الشرط والاستفهام والضمائر .
مثل : أين ، أيّ ، أيان ، إذا ، أنت ، إياك ، أنا ، أنتم .
5 ـ في صيغتي التعجب والتفضيل .
مثل : ما أكرم محمد ، والوضوء أفضل من التيمم .
6 ـ في أول الأسماء ما لم تكن مصادر لأفعال خماسية أو سداسية .
مثل : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، أسعد ، إمام .
ويستثنى من ذلك بعض الأسماء المسموعة عن العرب وقد جاءت همزتها همزة وصل
وهي : ابن ، ابنه ، اسم ، امرؤ ، امرأة ، اثنان ، اثنتان ، ايم الله .
فائـدة : تعد همزة الأفعال الثلاثي همزة قطع وإن كانت أصلية .
مثل : أخذ ، أكل ، أمن ، أسف .
ثانياً : همزة الوصل :
هي كل همزة تظهر في النطق ولا تكتب إذا جاءت في أول الكلام ، ولا تظهر خطاً ولا تنطق لفظاً إذا جاءت في وسطه . مثل : استعمل ، انكسر ، استعان .
نقول : استعنت بالله واستعملت الدواء للاستطباب .
ومن قال بكتابة همزة الوصل فإنه يعنى برسمها ألفاً ليس غير أو ألفاً فوقها رأس صاد صغيرة ، هكذا " ا " .
ومنها في قوله تعالى : { واقصد في مشيك واغضض من صوتك } 19 لقمان .
وقوله تعالى : { فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول } 64 النساء .
مواضع همزة الوصل :
تأتي همزة الوصل في المواضع التالية :
1 ـ في أول الفعل الخماسي الماضي وأمره ومصدره .
مثل : انطلق – انطلقْ – انطلاق .
       انكسر – انكسرْ – انكسار .
       اتقى – اتق – اتقاء .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت " .
وقوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } 2 المطففين .
2 ـ في أول الفعل الماضي السداسي وأمره ومصدره .
مثل : استخرج – استخرجْ – استخراج .
       استسهل – استسهل – استسهال .
ومنه قوله تعالى : { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم } 7 التوبة .
3 ـ في أول فعل الأمر الثلاثي . مثل : اذكر ، انصح ، اعمل ، اجلس .
ومنه قوله تعالى : { وابد ربك حتى يأتيك اليقين } 99 الحجر .
وقوله تعالى : { اقرأ وربك الأكرم } 3 العلق .
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير } 177 الحج .
4 ـ في " أل " التعريف . مثل : الكتاب ، الرجل ، الشجرة .
ومنه قوله تعالى : {  إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى } 42 الأنفال .
وقد شذت همزة " أل " في كلمة " ألبتة " إذ اعتبرها النحاة همزة قطع ، وكذا تصبح همزة الوصل في لفظ الجلالة " الله " همزة قطع إذا سبقت بحرف النداء " يا " .
فنقول : يا ألله كن في عوننا .
5 ـ في بعض الأسماء المسموعة عن العرب وهي :
ابن ، ابنة ، امرؤ ، امرأة ، اسم ، اثنان ، اثنتان ، ايم الله ، ايمن الله .
نحو : وايم الله لأساعدن الفقراء .
حركة همزة الوصل :
1 ـ تفتح مع أل التعريف نحو قوله تعالى : { الحاقة . ما الحاقة } .
وقوله تعالى : { القارعة . ما القارعة . وما أدراك ما القارعة } .
2 ـ تضم في موضعين :
أ – مع أمر الفعل الثلاثي المضموم العين في المضارع .
مثل : خرج – يخرُج – اخرج ، نصر – ينصُر – انصر .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " .
ومنه قوله تعالى : { اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك } 110 المائدة .
ب – مع ماضي الخماسي والسداسي المبني للمجهول .
مثل : امتنع ، اعتدي ، انطلق ، استنفر ، استعين .
ومنه قوله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك } 10 الأنعام .
وقوله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتبعوا } 166 البقرة .
3 ـ وتكسر في غير ما سبق .


أنواع المصدر " المفعول المطلق "



       لقد عرفنا سابقا أن المصدر ( المفعول المطلق ) هو اسم مشتق من لفظ الفعل يدل على حدث غير مقترن بزمن ، ويعمل فيه فعله ، أو شبهه ، على أن يذكر معه .

نحو : أقدر الأصدقاء تقديرا عظيما .

فتقديرا : مفعول مطلق منصوب ، العامل فيه فعله وهو : أقدر .

وسوف نتعرض لعامله بالتفصيل في موضعه إن شاء الله .

ويتنوع المفعول المطلق فيكون نكرة كما في المثال السابق ، وقد يكون معرفا بأل نحو قوله تعالى : { فيعذبه الله العذاب الأكبر }1 .

أو بالإضافة . نحو قوله تعالى : { وقد مكروا مكرَهم } 2 .

وقوله تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها }3 .

ويأتي المفعول المطلق لإحدى غايات ثلاث توضح أنواعه ، ويكون منصوبا دائما .      

أنواعه :

1 ــ يأتي المصدر لتوكيد فعله .

نحو : قفز النمر قفزا .

وأجللت الأمير إجلالا .

ومنه قوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليما }4 .

فالكلمات : قفزا ، وإجلالا ، وتكليما مفاعيل مطلقة ، وهي مصادر لكل من الأفعال

قفز ، وأجلّ ، وكلم ، وقد جاءت مؤكدة حدوثها .

ومنه قوله تعالى : { إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا }5 .

وقوله تعالى : { كلا إذا دكت الأرض دكا دكا }6 .

ــــــــــ

1 ــ 24 الغاشية . 2 ــ 46 إبراهيم .

3 ــ 19 الإسراء . 4 ــ 164 النساء .

5 ــ 4 ، 5 الواقعة . 6 ــ 21 الفجر .

ومنه قول الشاعر :

       أحبك حبا لو تحبين مثله      أصابك من وجد عليّ جنون

2 ــ لبيان نوعه .

نحو : تفوق المتسابق تفوقا كبيرا .

ونحو : انطلقت السيارة انطلاق السهم .

فكلمة تفوقا جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه موصوف بكلمة " كبيرا " ،

وكذلك كلمة انطلاق جاءت مفعولا مطلقا مبينا لنوع فعله ، لأنه مضاف لما بعده ،

وهو كلمة " السهم " وهكذا كل مصدر جاء موصوفا ، أو مضافا يكون مبينا لنوع فعله

ومنه قوله تعالى : { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }1 .

ومنه قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }2 .

وقوله تعالى : { يرونهم مثليهم رأي العين }3 .

وقوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }4 .

ومنه قول المتنبي :

      لا تكثر الأمواتُ كثرةَ قلة      إلا إذا شقيت بك الأحياءُ

3 ــ أو لبيان عدده .

نحو : ركعت ركعة . وسجدت سجدتين .

" فركعة ، وسجدتين " كل منهما وقع مفعولا مطلقا مبينا لعدد مرات حدوث الفعل .

فركعة بينت وقوع الفعل مرة واحدة ، وسجدتين بينت وقوع الفعل مرتين ، وكلاهما

مصدر أسم مرة .

ومنه قوله تعالى : { وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة }5 .
ــــــــــ
1 ــ 71 الأحزاب . 2 ــ 1 الفتح .

3 ــ 13 آل عمران . 4 ــ 33 الأحزاب .

5 ــ 14 الحاقة .



* تثنية المفعول المطلق وجمعه :

1 ــ المفعول المطلق المؤكد لفعله لا يثنى ولا يجمع ، فلا نقول :

انطلقت انطلاقا : انطلقت انطلاقين ، ولا انطلقت انطلاقات .

2 ــ المفعول المطلق المبين للنوع يجوز تثنية وجمعه على قلة .

نحو : وقفت وقوفي محمد وأحمد .

بمعنى أنك وقفت مرة وقوف محمد ، ومرة أخرى وقفت وقوف أحمد .

3 ــ المفعول المبين للعد فإنه يثنى ويجمع على الإطلاق ، لأن هذه هي طبيعته .

نقول : جلدت اللص جلدة . وجلدت اللص جلدتين ، وجلدته جلدات .



* عامل المفعول المطلق :

     يعمل في المفعول المطلق كل من الأتي :

1 ــ الفعل وهو الأصل . نحو : احترم أصدقائي احتراما عظيما .

وقد مر معنا عمل الفعل في مصدره من خلال جميع الأمثلة السابقة .

2 ــ المصدر . نحو قوله تعالى : { إن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }1 .

فجزاء مفعول مطلق مبين لنوع العامل فيه وهو المصدر : جزاؤكم .

3 ــ اسم الفاعل . نحو قوله تعالى : { والصافات صفا }2 .

صفا : مفعول مطلق مؤكد لعامله وهو اسم الفاعل : الصافات .

4 ــ الصفة المشبهة . نحو : هذا قبيح قبحا شديدا .

قبحا : مفعول مطلق مبين لنوع عامله وهو الصفة المشبهة : قبيح .

5 ــ اسم التفضيل . نحو : عليّ أشجعهم شجاعة . ومحمد أكرمهم كرما .

فشجاعة ، وكرما كل منهما مفعول مطلق جاء مؤكدا لعامله وهو اسم التفضيل :

أشجعهم في المثال الأول ، وأكرمهم في الثاني .



ما ينوب عن المفعول المطلق



     وردت بعض الألفاظ التي تذكر بعد الفعل لتؤكده ، أو لتبين نوعه ، أو مرادفه ،

أو صفته ، أو عدده ، وغيرها من الأنواع الأخرى ، ولكنها غير مشتقة من لفظه ،

لذلك عدها علماء النحو مما ينوب عن المفعول المطلق ، ولها أحكامه ، فهي منصوبة

مثله . وسنتحدث عنها بالتفصيل :

1 ــ مرادف المفعول المطلق .

نحو : فرحت جذلا . ووقفت نهوضا .

فجذلا جاء نائبا عن المفعول المطلق ، وهو مرادف لمصدر الفعل فرح : فرحا .

الذي لم يذكر في الجملة ، وذكر مرادفه عنه .

ـــــــــــ

1 ــ 63 الإسراء . 2 ــ 1 الصافات .



وكذلك المصدر نهوضا جاء مرادفا لمصدر الفعل وقف وهو : وقوفا .

ونحو : سرت مشيا ، وجريت ركضا ، وأكرهه بغضا . وقعدت جلوسا .

غير أن بعض النحاة لا يجعل الجلوس مرادفا للقعود بل هو مقارب له ، لأن القعود يكون من قيام ، أما الجلوس فيكون من اتكاء . (1) .

ومنه قوله تعالى : { فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }2 .

2 ــ ينوب عنه أسم المصدر .

واسم المصدر ما دل على معنى المصدر الأصلي ، وكان أقل منه أحرفا نحو : أعنته عونا .

فعونا نائبا عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه ليس مشتقا من الفعل أعان المذكور في الجملة ، والذي مصدره : إعانة ، وإنما هي مصدر الفعل : عان .

ومنه : اغتسلت غسلا ، وأعنته عونا ، وأعطيته عطاء ، وكلمته كلاما .

ــــــــــــ

1 ــ الواضح في النحو والصرف ص239 لمحمد خير الحلواني . 2 ــ 17 الطارق .



ومنه قوله تعالى : {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا }1 .

وقوله تعالى : { والله أنبتكم من الأرض نباتا }2 .

4 ــ ملاقيه في الاشتقاق . وهذا يختلف عن اسم المصدر ، لأنه قد يكون اكثر أحرفا من المصدر الأصلي .

نحو قوله تعالى : { وتبتل إليه تبتيلا}3 .

فالفعل " تبتَّل " مصدره تبتُّل ، لذلك كان المصدر " تبتيلا " في الآية السابقة ملاقيا للمصدر بالاشتقاق . ومنه قول امرئ القيس :

            فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا       ورضْت فذلتْ صعبة أيَّ إذلالِ

4 ــ صفة المصدر المحذوف .

نحو : ضحكت كثيرا .

فكثيرا : نائب عن المفعول المطلق المحذوف ، وهو في الأصل صفة له ، كما لو قلت : ضحكت ضحكا كثيرا .

ومنه : صرخت عاليا ، وسرت سريعا ، وهاجمته عنيفا ، ومشيت حثيثا .

ومنه قوله تعالى : { واذكروا الله كثيرا }4 .

وقوله تعالى : { واذكر ربك كثيرا }5 .

5 ــ لبيان نوعه .

نحو : رجع العدو القهقرى .

فالقهقرى : نائب عن المفعول المطلق جاء لبيان نوع الفعل .

والأصل : رجع العدو رجوع القهقرى .

ومنه : جلست القرفصاء ، وسرت الهوينى .

ـــــــــ

1 ــ 37 آل عمران . 2 ــ 17 نوح .

3 ــ 8 المزمل . 4 ــ 10 الجمعة .

5 ــ 41 آل عمران .



6 ــ لبيان عدده .

نحو : صليت ركعتين .

ركعتين : نائب عن المفعول المطلق مبينة لعدده ، وليس مفعولا مطلقا ، لأنه غير مشتق من لفظ الفعل المذكور في الجملة وهو : صلى .

ومنه : قرعت الجرس ست مرات . يدور عقرب الساعة ستين دورة في الدقيقة .

فستين : نائب عن المفعول المطلق مبين لعدده ، ودورة : تمييز منصوب .

ومنه قوله تعالى : { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }1 .

7 ــ ما يدل على آلته .

نحو : ضربت المهمل عصا . عصا نائب عن المفعول المطلق ، وهي الآلة التي ضربت بها المهمل . والأصل : ضربت المهمل ضربة عصا .

ومنه : ركلت الكرة رجلا . وضربت الكرة رأسا . ورشقنا العدو قنبلة .

8 ــ الإشارة إليه .

نحو : أقدره هذا التقدير .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب نائب عن المفعول المطلق .

التقدير : بدل منصوب من اسم الإشارة ، وهو في الأصل المفعول المطلق .

ومنه : غضبت ذلك الغضب . وقاوم المجاهدون تلك المقاومة البطولية .

9 ــ كل وبعض مضافة إلي المفعول المطلق .

نحو : أحترمه كل الاحترام .

كل : أضيفت إلى المفعول المطلق ، فصارت نائبة عنه ، وأخذت حكمة وهو النصب .

ونحو : أسفت بعض الأسف . وقصرت بعض التقصير .

وفي كلا المثالين أضيفت أي إلى المفعول المطلق ونابت عنه .

ومنه قوله تعالى : { فلا تميلوا كل الميل }2 .

وقوله تعالى : { ولا تبسطها كل البسط }3 .

ــــــــــــ

1 ــ 3 النور . 2 ــ 129 النساء . 3 ــ 29 الإسراء .



وقوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }1 .

ومنه قول الشاعر :

        وقد يجمع الله الشتيتين بعدما      يظنان كل الظن ألا تلاقيا

10 ــ الضمير المتصل العائد إلى المفعول المطلق .

نحو : كافأت المتفوق مكافأة لم أكافئها لطالب من قبل .

فالضمير المتصل في " أكافئها " يعود على المفعول المطلق " مكافأة " .

والأصل : لم أكافئ المكافأة ، فالضمير المذكور نائب عن المفعول المطلق ، وليس مفعولا به . ومنه : سأجتهد في عملي اجتهادا لم يجتهده غيري .

ومنه قوله تعالى : { فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين }2 .

11 ــ بعض الألفاظ المضافة إلى المفعول المطلق .

وهي : أفضل ، أجود ، أحسن ، أتم … إلخ .

نقول : اجتهدت أفضل الاجتهاد . واجتهدت أجود الاجتهاد .

       واجتهدت أحسن الاجتهاد . واجتهدت أتم الاجتهاد ، أو تمام الاجتهاد .

فكل من كلمة : أفضل ، وأجود ، وأحسن ، وأتم ، وتمام ، جاءت نائبة عن المفعول المطلق ، لكونها أضيفت إليه .

12 ــ ينوب عن المفعول المطلق ما ، وأي الاستفهاميتان .

نحو : ما كافأت الفائز ؟ وما كتبت ؟ وأي شراب تناولت ؟ ونحو : أي عمل تعملُ ؟

ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }3 .

13 ــ وينوب عنه ما ومهما وأي الشرطيات .

نحو : ما تفعل أفعل . ومهما تقرأ أقرأ . وأي رياضة تمارس تفدك .

14 ــ وينوب عنه أي الكمالية مضافة إلى المصدر .

نحو : اجتهد أي اجتهاد . والتقدير : اجتهدت اجتهادا أي اجتهاد .

وأصل " أي " صفة للمصدر .

ــــــــــــ

1 ــ 227 الشعراء . 2 ــ 115 المائدة . 3 ــ 227 الشعراء .



حذف عامل المفعول المطلق :

يحذف عامل المفعول المطلق جوازا ووجوبا وذلك على النحو التالي :

أولا : حذف العامل جوازا :

 1 ــ يجوز حذف عامل المفعول المطلق المبين للنوع ، والمبين للعدد ، وذلك في الجواب عن السؤال . كأن يقال لك : كيف سبحت ؟ فتقول : سباحة جيدة .

أي : سبحت سباحة جيدة .

ونحو : كيف قرأت ؟ فتقول : قراءة متأنية . أي : قرأت قراءة متأنية .

وكأن يقال لك : كم سافرت ؟ فتقول : سفرتين . أي : سافرت سفرتين .

ونحو : كم قفزت ؟ فتجيب : قفزتين ، أو ثلاث . أي : قفزت قفزتين ، أو ثلاث .

2 ـ يجوز حذفه أيضا في المواقف التي يوحي بها .

كأن تقول لمن قدم من الحج : حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا .

وأنت تريد : حججت حجا مبرورا ، وسعيت سعيا مشكورا .

غير أن المقام يوحي بمحذوف مقدر في الجملة .

أما عامل المفعول المطلق المؤكد فلا يجوز حذفه ، لأنه في حاجة إلى توكيد ، والذي يكون في حاجة إلى توكيد كيف يمكن حذفه ؟

ثانيا ــ حذف العامل وجوبا :

يجب حذف عامل المفعول المطلق ، ولا يجوز ذكره في المواضع التالية :

1 ــ إذا جاء المفعول المطلق مفصلا لمجمل قبله .

نحو : سأجاهد في سبيل الله فإما فوزا ، وإما شهادة .

ففوزا وشهادة كل منهما وقع مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا .

والتقدير : فإما تفوز فوزا ، وإما تستشهد شهادة .

2 ــ إذا ذكر المفعول المطلق وكان عامله خبرا لمبتدأ اسم عين ( شخص ) .

نحو : محمدٌ قياما قياما .

فقياما الأولى : مفعول مطلق . وقياما الثانية : توكيد لفظي .

وفعل المفعول المطلق محذوف تقديره : يقوم . والفعل يقوم وفاعله المستتر في محل رفع خبر المبتدأ : محمد . ونصب المصدر قياما لنه لا يصلح أن يكون خبرا للمبتدأ إلا على سبيل المجاز ، فلا يقال على وجه الحقيقة محمد قيامٌ قيامٌ . لأن محمد ليس السير نفسه ، بل هو صاحبه . أما إذا أريدت المبالغة في الإخبار قيل : محمدٌ قيامٌ .

ومنه قول الخنساء :

        ترتع ما ترتعت حتى إذا ادّكرت      فإنما هي غقبال وإدبار

3 ــ ويحذف عامل المفعول المطلق وجوبا في الحصر بما وإلا .

نحو : ما يوسف إلا اتكالا .

والتقدير : إلا يتكل اتكالا .

وكما ذكرنا سابقا فإن المصدر " اتكالا " لا يصلح ان يكون خبرا للمبتدأ " يوسف " إلا على سبيل المجاز ، إذ لا يقال على وحه الحقيقة ما يوسف إلا اتكالٌ ، لأن يوسف ليس الاتكال ، وإنما هو صاحبه .

4 ــ ويحذف إذا كان المفعول المطلق مؤكدا لمضمون الجملة .

نحو : هذا صديقي حقا . ولم أفعله البتة . وهذا عملي فعلا . وله عليّ ألف عرفا .

وأحمد صديقي قطعا .

والتقدير : أحق حقا ، وأبت البتة ، وأفعل فعلا ، وأعرف عرفا ، وأقطع قطعا .

وقد حذف الفعل من النماذج السابقة وجوبا ، وكل من المفاعيل المطلقة الواردة آنفا يؤكد المعنى الذيى تقوم عليه الجملة .

5 ــ إذا جاء المفعول المطلق فعلا علاجيا بعد جملة قائمة على التشبيه ، وفيها فاعله من حيث المعنى .

ومعنى الفعل العلاجي أن يكون الحدث عملا حسيا ظاهرا ، وأن يكون طارئا غير ثابت كالضرب ، والبكاء ، والصياح ، والشتم . ويقابله المعنوي الذي ليس بظاهر .

نحو : لعليٍّ عملٌ عملَ الأبطال .

لعليٍّ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

عملٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

عملَ : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف ، والأبطال مضاف إليه .

فجاء المفعول المطلق " عملَ " بعد جملة المبتدأ والخبر القائمة على التشبيه ، والتي فيها فاعل المفعول المطلق من حيث المعنى وهو : عليّ .

ومنه : لخالدٍ قولٌ قولَ العقلاء . ولمحمدٍ تفكيرٌ تفكيرَ العلماء .

ومنه : مررت به فإذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى .

6 ــ يحذف عامل المفعول المطلق مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة ، وصارت كالأمثال .

نحو : صبرا على المكاره . وشكرا لله وحمدا . وسمعا وطاعة ، وعفوا .

والتقدير : أصبر صبرا ، وأشكر الله شكرا ، وأحمده حمدا ، وأسمعك سمعا ،

وأطيعك طاعة .

7 ــ ويحذف مع بعض المصادر التي تبقى دائما على حالها ، ولا تستعمل إلا مفاعيل مطلقة .

نحو : سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك .

·     المصدر النائب عن فعله :

مصدر ينوب عن فعله ، ويؤدي معناه ، ولا يجوز أن يجتمع مع فعله ما دام ينوب عنه ويؤدي ما يؤديه .

وهو يختلف عن المفعول المطلق بأنه يكون طلبيا ، أو مُشبها الطلبي ، ويختلف عنه أيضا بأنه يعمل لعمل فعله فيلأخذ فاعلا من الفعل اللازم ، وفاعلا ومفعولا من الفعل المتعدي . وهو على النحو التالي :

1 ــ مصدر يقع موقع الأمر والنهي .

مثال الأمر : انقضاضا على العدو .

انقضاضا : مصدر نائب عن فعله منصوب بالفتحة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، أو أنتم . وقد ناب عن فعله انقض ، ولا يجوز أن تحضره فتقول :

انقض انقضاضا ، وإلا فإن المصدر هنا يتحول إلى مفعول مطلق مؤكد لفعله ، وقد أفاد المصدر هنا الأمر ، كما أفاد فعله .

ومنه : استعدادا للمسابقة ، وتكريما للفائزين ، وتخليدا للشهداء ، واعتزازا بالمناضلين .

ومنه قوله تعالى : { فسحقا لصحاب السعير }1 .

ومنه قول قطري بن الفجاءة :

      فصبرا في مجال الموت صبرا       فما نيل الخلود بمستطاع

ومثال النهي : حلاّ لا ارتحالا .

خلاّ : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

لا : حرف نهي .

ارتحالا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

ومنه : قياما لا قعودا ، وفعلا لا قولا ، واجتهادا لا كسلا ، وجدا لا لهوا .

2 ــ مصدر يقع بعد استفهام يفيد التوبيخ .

نحو : أتلاعبا وقد وثق فيك الناس .

أتلاعبا : الهمزة للاستفهام . وتلاعبا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

ومنه : أتهاونا وقد وضعنا فيك الثقة . وأتوانيا وقد علاك الشيب .

ومنه قول الشاعر :

       أذلا إذا شب العدو نار حربهم       وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم

وقد يراد به التعجب . نحو : أبؤسا وضعفَ جسد .

أبؤسا : مصدر منصوب ناب عن فعله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

وقد يراد به التوجع . كقول سحيم عبد بني الحسحاس :

أشوقا ولما يمض لي غيرُ ليلة      فكيف إذا خف المطيُّ بنا عشرا



فوائد وتنبيهات :

1 ــ المفعول المطلق نوعان : مبهم وهو المؤكِّد ، ومختص وهو المبين للنوع والمبين للعدد . فلأول نحو : قفز قفزا . والثاني ما كان مختصا بوصف أو إضافة .

نحو : زحف الطفل زحفا سريعا ، وانطلقت السيارة انطلاق السهم .

أما المبين للعدد فنحو : سجدت سجدتين .

2 ــ بله : مصدر متروك الفعل ، وهو منصوب على المصدرية بفعله المهمل ، أو بفعل من معناه تقديره : دع ، وهو إما أن يستعمل مضافا ، أو منونا .

نحو : بلهَ الكسلِ . وبلهاً الكسلَ .

3 ــ سمعا وطاعة : كل منهما مفعول مطلق لفعل محذوف ، فإذا قلت : سمعٌ وطاعةٌ رفعت على أنهما مبتدأ والخبر محذوف ، أو بالعكس ، أي : خبر والمبتدأ محذوف ، وقدر المحذوف على ما تراه مناسبا .

4 ــ قد يتقدم المفعول المطلق على عامله مع أن الأصل التأخير . فيكون التقدم وجوبا إذا كان المفعول المطلق استفهاما ، أو شرطا كما ذكرنا سابقا .

وقد يكون التقدم جوازا . نحو : رؤية بعيني رأيت اللص يجلد .

ونحو : سمعا بأذني سمعت محمدا يلقي شعره .

5 ــ عندما نقول : سافر عليّ بغتة . وحضر المدير فجأة .

فإن المعربون يعربون " بغتة ، أو فجأة " مفعولا مطلقا بناء على أن المضاف الذي هو في الأصل " المفعول المطلق " محذوف ، فأقيم المضاف إليه مقامه وهو " بغتة " .

والتقدير : سافر عليّ سفر بغتة ، وحضر المدير حضور فجأة .

6 ــ في قولهم : له بكاءٌ بكاءَ الثكلى . نعرب بكاءَ الثانية مفعولا مطلقا ، لأن تقدير الكلام : إنه يبكي بكاء الثكلى . شريطة أن يكون المصدر المنصوب واقعا بعد مصدر مشعر بالحدوث ، يحوي معنى المصدر المنصوب .

ومنه : مررت به فإذا له خوارٌ خوارَ الثور .

والعامل في كل من المصدرين السابقين النصب هو المصدر المذكور في الجملة لصلاحيته للعمل ، لا بمحذوف .

والتقدير : فإذا هو يخور خوارا مثل خوار الثور .

أما مثل التي ذكرت في التقدير فإنها تعرب حالا ، والتقدير : مشبها خوار الثور .

7 ــ المصدر المتصرف ، والمصدر غير المتصرف :

المتصرف ما يكون منصوبا على المصدرية ، وأن ينصرف عنها إلى وقوعه فاعلا .

نحو : يكثر الرعي في المناطق المعشبة . فالرعي : مصدر رعى ، وقد وقع فاعلا .

أو نائب فاعل . نحو : تستثمر الزراعة في كثير من البلاد .

فالزراعة مصدر زرع ، وقد وقع نائبا للفاعل .

أو مفعولا به ، أو اسم كان وأخواتها ، أو اسم إن وأخواتها ، وغيرها من المواقع الإعرابية الأخري غير المفعول المطلق .

أما المصدر غير المتصرف ، فهو المصدر الملازم النصب على المفعولية المطلفة ، ولا ينصرف عنها إلى غيرها من مواقع الإعراب التي ذكرنا آنفا ، ومن هذه المصادر :

سبحان ، ومعاذ ، ولبيك ، وسعديك ، وحنانيك ، ودواليك ، وحذاريك .

8 ــ مر معنا " أي " الكمالية ، وقد سميت بهذا الاسم لنها تدل على معنى الكمال ، وهي إذا وقعت بعد النكرة كانت صفة لها .

نحو : شوقي شاعر أي شاعر . أي : هو كامل في صفات الشعراء .

وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حالا منها .

نحو : مررت بمحمد أيَّ رجل .

ولا تستعمل أي الكمالية إلا مضافة ، وتطابق موصوفها في التذكير والتأنيث ، تشبيها لها بالصفات المشتقات ، ولا نصابقه في غيرها .

9 ــ من المصادر المؤكدة لمضمون الجملة قولهم : لا أفعله بتَّا وبتاتا وبتَّة والبتة .

فصل المشتقات

تعريف الاشتقاق
         هو أن يؤخذ من لفظة ما كلمة أو أكثر مع التناسب في المعنى بين اللفظة المشتقة وما أخذ منها ، مع الاختلاف في اللفظ .
مثل : ضرب : يؤخذ منها : ضارب ، مضروب ، ضراب ، ضرب ، يضرب ، انضرب ، مضراب ، مضرب . وما إلى ذلك .
وهذا ما يميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية تختلف به عن بعض اللغات الأجنبية الأخرى التي تعرف باللغات الالتصاقية كالإنجليزية التي يمكن تكوين المادة اللغوية فيها عن طريق إلصاق لواحق لإي أول المادة أو في آخرها .
وتشمل المشتقات في اللغة العربية :
اسم الفاعل – اسم المفعول – الصفة المشبهة – اسم التفضيل – اسم الزمان – اسم المكان – اسم الآلة – صيغ التعجب .

اسم الفاعل
       تعريفـه : اسم مشتق من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث . مثل : كتب – كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع .
صوغه : يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي :
1 ـ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل :
نحو : ضرب - ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، خوى - خاو ، وقى - واق .
ومنه قوله تعالى : { رب اجعل هذا البلد آمناً } 126 البقرة .
وقوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ، نام – نائم .
ومنه قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات .
أما إذا كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل .
مثل : حول – حاول ، حيد – حايد .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب .
مثل : هذا رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً .
ومنه قوله تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل .
وقوله تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة .
وقوله تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص .
2 ـ من الفعل المزيد :
يصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
مثل : طمأن – مُطمئِن ، انكسر - مُنكسِر ، استعمل – مُستعمِل .
ومنه قوله تعالى : { ولعبدٌ مُؤمِن خيرٌ من مُشرِك } 221 البقرة .
وقوله تعالى : { السماء مُنفطِرٌ به } 18 الأحزاب .
وقوله تعالى : { اهدنا الصراط المُستقيم } 6 الفاتحة .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ يستعمل اسم الفاعل مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً ومؤنثاً .
مثال المفرد المذكر قوله تعالى : { فإن أجل الله لآت } 5 العنكبوت .
ومثال المفرد المؤنث قوله تعالى : { وإن الساعة لآتية } 85 الحجر .
ومثال المثنى المذكر قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } 33 إبراهيم .
ومثال المثنى المؤنث قوله تعالى : { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } 9 الحجرات .
ومثال الجمع المذكر قوله تعالى : { قال لا أحب الآفلين } 76 الأنعام .
ومثال جمع المؤنث قوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك } 46 الكهف .
2 ـ إن كان الحرف الذي قبل الآخر في الفعل المزيد ألفاً فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل .
مثل : انحاز منحاز ، اختار مختار ، احتار محتار ، انقاد منقاد .
أما الوزن فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي :
انحاز ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير .
3 ـ ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس .
مثل : احصن – مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر .
ومنه قوله تعالى : { فكانت هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر .
4 ـ كما ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً .
مثل : أينع يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر .
ومنه قول الشاعر :
        ثم أصدرناهما   في   وارد     صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ (1 )
والأصل في أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل من المقيس .

صيغ المبالغة
       تعريفهـا : أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة .
وقد تحول صيغة اسم الفاعل نفسها إلى صيغ المبالغة .
مثل : صام صوام ، قام قوام ، فعل فعال .
ومثل : صائم صوام ، قائم قوام ، فاعل فعال .

صـوغهـا : لا تؤخذ صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية على الأوزان التالية :
1 ـ فعَّال ، مثل : ضراب وقوال .
ومنه قوله تعالى : { إنه كان تواباُ رحيماً } 16 النساء .
2 ـ مِفعال ، مثل : منوال ومكثار .
ومنه قوله تعالى : { وأرسلنا عليهم السماء مدراراً } 6 الأنعام .
3 ـ فَعُول ، مثل : صدوق وجزوع وشكور وغفور .
ومنه قوله تعالى : { وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } 7 الأحزاب .
4 ـ فعيل ، مثل : رحيم وعليم وأثيم .
ومنه قوله تعالى : { إن الله كان سميعاً بصيراً } 58 النساء .
5 ـ فَعِل ، مثل : حَذِر وفَطِن وقَلِق .
ومنه قوله تعالى : { بل هم قومٌ خَصِمون } 58 الزخرف .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ قَلَّ مجيء صيغ المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من أغار ، مقدام من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ، مهوان من أهان ، دراك من أدرك ، بشير من بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت لصيغ المبالغة أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون القدماء غير قياسية إلا أنها وردت في القرآن الكريم ، وهذه الأوزان هي :
أ – فُعّال ، مثل : طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين .
كقوله تعالى : { إن هذا لشيءٌ عجاب } 5 ص .
وفُعّال كقول الشاعر :
        والمرء  يلحقه  مقتيان  الندى     خلق  الكرام  وليس  بالوُضّاء
ومنه قوله تعالى : { ومكروا مكراً كُبّاراً } 22 نوح .
ب – فَعِّيل ، مثل : صديق ، قديس ، سكير ، قسيس ، شريب .
ومنه قوله تعالى : { يوسف أيها الصديق أفتنا } 46 يوسف .
وقوله تعالى : { ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً } 82 المائدة .
ج – مِفعيل ، مثل : معطير ، مسكين .
ومنه قوله تعالى : { فمن لم يستطع فإطعام ستين مِسكيناً } 4 المجادلة .
د – فُعَلة ، مثل : همزة ، حطمة ، لمزة .
ومنه قوله تعالى : { ويل لكل همزةٍ لمزةٍ } 1 الهمزة .
وقوله تعالى : { وما أدراك ما الحطمة } 4 الهمزة .
هـ – فاعول ، مثل : فاروق .
و – فيعول ، كقوله تعالى : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } 255 البقرة .
ز – فُعّول ، كقوله تعالى : { الملك القدوس } 33 الحشر .
ح – فَعّالة ، مثل : علامة ، فهامة .
ط _ فَعالِ ، مثل فَساق : كثير الفسق .
ي ـ مِفْعَل ، مثل : مِسْعَر : مسعر فتن ، أي يكثر من إشعالها .
ك ـ مفعالة ، مجزامة .
ل ـ فعالة ، بقامة : كثير الكلام .
م ـ فُعل ، غُدر : كثير الغدر .
ن ـ فَعُولة ، ملولة : كثير الملل .

عمل اسم الفاعل وصيغ المبالغة :
      يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم ، فيرفع فاعلاً إن كان مشتقاً من فعل لازم ويرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به أو أكثر إن كان من فعل متعدٍ .
مثال الأول : هل قائم محمد . ومنه قوله تعالى : { ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبه } 283 البقرة .
ومثال الثاني : إن علياً مكرم أباه . ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .

شروط عمل اسم الفاعل .
        يعمل اسم الفاعل بواحد من الشرطين التاليين :
1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، نحو : جاء الفائز عمله ، وأقبل المتقن صنعته .
ومنه قوله تعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } 34 آل عمران .
وقوله تعالى : { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } 162 النساء .
2 ـ إذا لم يكن معرفاً بأل عمل بشرطين أيضاً هما :
أ – أن يدل على الحال أو الاستقبال .
مثال دلالته على الحال : القاطرة نازل ركابها . ولا يصح أن نقول : القاطرة نازل ركابها أمس . ومنه قوله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } 12 هود .
ومثال دلالته على الاستقبال : محمد محضرٌ الواجبَ ، حافظٌ القصيدة غداً .
ومنه قوله تعالى : { فمالئون منها البطون } 53 الواقعة .
وقوله تعالى : { ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئاً } 33 لقمان .
ب – أن يعتمد على استفهام أو نفي ، أو على مبتدأ ، أو ما أصله مبتدأ ، أو على موصوف أو حال .
مثال المعتمد على استفهام : أمسافر محمد ، وهل كاتب الطالب الدرس .
مثال المعتمد على نفي : ما قادم أخي من السفر .
ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
مثال المعتمد على مبتدأ : العلم نافع أهله .
ومنه قوله تعالى : { والله مخرج ما كنتم تكتمون } 73 البقرة .
مثال المعتمد على ما أصله مبتدأ قوله تعالى :{ ما كنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون} 32 النمل .
وقوله تعالى : { إني جاعلٌ في الأرض خليفة } 30 البقرة .
مثال المعتمد على موصوف : جاء فارس شاهر بسيفه .
ومنه قوله تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } 69 النحل .
ومثال اعتماده على حال : جاء محمد شاهراً سيفه .
ومنه قوله تعالى : { وادعوه مخلصين له الدين } 29 الأعراف .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل بالشروط السابقة :
مثل : النهر دفاق ماؤه . وإن ربك هو الغفور ذنوب التائبين .
وقوله تعالى : { إن ربك فعال لما يريد } 107 هود .
وقوله تعالى : { أكالون للسحت } 42 المائدة .
ونحو : العاجز مضياع فرصته .
2 ـ إذا تعدى اسم الفاعل إلى أكثر من مفعول فحكمه إن يضاف إلى المفعول به الأول وينصب الثاني : نحو : أنت معلمُ الطلابِ الدرس .
ومنه قوله تعالى : { جاعلِ الملائكةِ رسلاً } 1 فاطر .
3 ـ إذا أضيف اسم الفاعل إلى مفعوله جاز لك في إعراب تابع المفعول الجر على اللفظ أو النصب على المحل ، مثل : هذا جامعُ علمٍ وفضلٍ .
      فيجوز في كلمة " فضل " الجر لأنها معطوفة على لفظ "علم " المجرورة بالإضافة .
     كما يجوز فيها النصب باعتبار أنها معطوفة على محل علم المنصوبة لأنها مفعول به في الأصل لاسم فاعل .
4 ـ ربما يتجرد اسم الفاعل من الدلالة على الحدث ، فهو حينئذ لا يعمل عمل الفعل .
مثل : المعلم ، الطالب ، المزارع ، التاجر ، القاضي ، المجتهد .
وكذا إذا أصبح علماً لشخص مثل : عابد ، راجح ، ياسر ، كارم ، ومحسن ومرشد .

اسم المفعول

       تعريفـه : اسم يشتق من الفعل المبني للمجهول للدلالة على وصف من يقع عليه الفعل .
مثل : ضُرب مضروب ، أُكل مأكول ، شُرب مشروب ، بُث مبثوث ، وُعد موعود ، أُتى مأتي ، رُجى مرجي ، مُلئ مملوء .

صوغـه :
     لا يصاغ إلا من الأفعال المتعدية المتصرفة على النحو التالي :
1 ـ من الثلاثي على وزن مفعول .
كما في الأمثلة السابقة . ومنه : الحق صوته مسموع .
والشاي مشروب لذيذ الطعم .
ونحو قوله تعالى : { فجعلهم كعصف مأكول } 5 الفيل .
وقوله تعالى : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } 4 القارعة .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف فإنه يحدث فيه إعلال تقتضيه القواعد الصرفية ، فيكون اسم المفعول من الفعل قال : مقول ، وباع : مبيع .
       ومما سبق يتبع في أخذ اسم المفعول من الأفعال المعتلة الوسط الآتي :
نأخذ الفعل المضارع من الفعل المراد اشتقاق اسم المفعول منه ثم نحذف حرف المضارعة ونستبدلها بالميم . مثل : قال يقول مقول ، باع يبيع مبيع .
ومنه قوله تعالى : { فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً } 39 الإسراء .
وقوله تعالى : { وبئر معطلة وقصرٍ مشيد } 45 الحج .
فإن كان وسط المضارع ألفاً ترد في اسم المفعول إلى أصلها الواو أو الياء .
مثل : خاف يخاف مخوف ، فالألف أصلها الواو لأن مصدرها " الخوف " .
       وهاب يهاب مهيب ، فالألف أصلها الياء لأن مصدرها " الهيبة " .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " نأتي بالمضارع منه ثم نحذف حرف المضارعة ونضع مكانها ميماً مفتوحة ونضعف الحرف الأخير الذي هو حرف العلة سواء أكان أصله واواً أو ياءً أو ألفاً ، مثل : دعا يدعو مدعوّ ، رجا يرجو مرجوّ ، رمى يرمي مرميّ ، سعى يسعى مسعيّ .
ومنه قوله تعالى : { قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا } 62 هود .
وقوله تعالى : { قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً } 23 مريم .
2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر .
مثل : أنزل ينزل مُنزَل ، انطلق ينطلق مُنطلَق ، انحاز ينحاز مُنحاز ، استعمل يستعمل مُستعمَل .
ومنه قوله تعالى : { وإنك لمن المُرسَلين } 252 البقرة .
وقوله تعالى : { هذا مُغتسَلٌ باردٌ وشراب } 42 ص .
وقوله تعالى : { وأنفقوا مما جعلكم مُستخلَفين فيه } 7 الحديد .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ إذا كان الفعل لازماً يصح اشتقاق اسم المفعول منه حسب القواعد السابقة بشرط استعمال شبه الجملة " الجار والمجرور أو الظرف " مع الفعل ، وقد يصح المصدر أيضاً .
مثال : ذهب به – مذهوب به ، سافر يوم الخميس – ما مُسافَرٌ محمدٌ يوم الخميس .
ومنه قوله تعالى : { جناتِ عدن مفتحة لهم الأبواب } 50 ص .
ومثال استعمال المصدر مع اسم مفعول الفعل اللازم : العلم مُنتفَع انتفاع عظيم به .
2 ـ وردت أوزان أخرى بمعنى اسم المفعول ولكنها ليست على وزنه أشهرها :
أ ـ فَعْل ، كقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}245 البقرة ، بمعنى : مقروض.
ب ـ فِعْل ، مثل : ذبح بمعنى مذبوح ، وطحن بمعنى مطحون .
ومنه قوله تعالى : { ويقولون حجراً محجوراً } 22 الفرقان .
وقوله تعالى : { هم أحسن أثاثاً ورئياً } 74 مريم .
جـ ـ فَعَل ، مثل : سلب بمعنى مسلوب ، وعدد بمعنى معدود .
ومنه قوله تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصبُ جهنم } 98 الأنبياء ، بمعنى : محصوب .
ومنه قوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } 1 الفلق ، بمعنى المفلوق .
د ـ فُعلة ، مثل : مضغة بمعنى ممضوغ ، أكلة بمعنى مأكول .
ومنه قوله تعالى : { ثم من علقة ثم من مضغة } 5 الحج .
هـ ـ فَعُولة ، مثل : حلوبة وركوبة بمعنى محلوبة ومركوبة .
وفعول ، نحو قوله تعالى : { وذللناها لهم فمنها رَكُوبهم } 72 يس .
وقوله تعالى : { وآتينا داود زَبُوراً } 163 النساء .
و ـ فعيل ، مثل : ذبيح بمعنى مذبوح ، وقتيل بمعنى مقتول .
ومنه قوله تعالى : { وما هو على الغيب بضنين } 24 التكوير ، بمعنى مضنون .
وقوله تعالى : { منها قائم وحصيد } 100 هود ، بمعنى محصود .
وخلاصة القول في " فعيل " أن كل فعل سمع له " فعيل " بمعنى فاعل لا يؤخذ منه " فعيل " بمعنىمفعول وما لم يسمع منه يؤخذ منه كما في الأمثلة السابقة .
ومما ينبغي معرفته أن جميع الأوزان السابقة ما هي مصادر جاءت بمعنى اسم مفعول .

عمل اسم المفعول :
يعمل اسم المفعول بالشروط التي عمل بها اسم الفاعل عمل الفعل ، فيرفع نائباً للفاعل .
مثل : المعلم مشكور فضله . ونحو : أمك سو الفقيرُ ثوباً .
ومنه قوله تعالى : { ذلك يوم مجموع له الناس } 103 هود .

شـروط عمـله :
1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، مثل : فاز المقكوعة يده ، يده نائب فاعل .
ونحو : إن الأجيال المستثمر عملها في خدمة الوطن لهي جديرة بالخلود .
فإذا لم يكن معرفاً بأل يشترط فيه شرطان هما :
أ ـ أن يدل على الحال أو الاستقبال ، مثل : الضعيف مهضوم حقه .
ب ـ أن يعتمد على نفي أو استفهام أو ما أصله المبتدأ أو موصوف أو حال .
مثل : ما محمود الكذب .
       أمذموم أخوك .
       أنت محروم ثمرة عملك .
       إنك موفور جانبك .
       هذا مسكين مهدودة قوته .
       وصل الفارس مكسورة قدمه .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ ورد اسم مفعول من الفعل المزيد بالهمزة " أفعل " على وزن مفعول لغير القياس .
مثل : أضعف الشيء ، فهو مضعوف .
       وأزكمه الله ، فهو مزكوم .
       وأسعدك الله ، فأنت مسعود .
2 ـ وقع التبادل بين المصدر واسم المفعول فورد المصدر بزنة اسم المفعول وهو قليل .
مثل : ميسور ومعسور ومعقول ومفتون .
ومنه قوله تعالى : { بأيكم المفعول } 6 القلم .
وقد يرد المصدر بمعنى اسم المفعول .
نحو : هذا شربك وأكلك . بمعنى : مشروبك ومأكولك . وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه .
3 ـ هناك بعض الألفاظ التي تصلح – بحسب موقعها – لاسمي الفاعل والمفعول ، ويتعين نوعها من خلال معناها .
مثل : ممتد ، مسلوك ، مختار ، محتل ، مطروق ، منجاب ، منصب .
فإن قلت : هذا طريق ممتد مسافة طويلة ، كان ممتد بمعنى ممدود .
ومثله : وصل القائد المختار ، أي الذي اختاره الناس فهو اسم مفعول .
وإن قلت : أنت مختار ما يناسبك ، فمختار اسم فاعل وأصلها على وزن مُفتعِل .

الصفـة المشـبهة
    تعريفها : هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل على وجه الثبوت .
مثل : حسن ، وأحمر ، وعطشان ، وتعب ، وكريم ، وخشن ، وبطل .
ومنه قوله تعالى : { إنه لفرح فخور } 10 هود .
وقوله تعالى : { ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال } 15 الأعراف .
ومنه قولهم : فلان رقيق الحاشية ، كريم السجايا .
      وقد سمي هذا النوع من المشتقات بالصفة المشبهة ، لأنها تشبه الفاعل في دلالتها على معنى قائم بالموصوف ، غير أن الفرق بينها وبين اسم الفاعل : أنه يدل على من قام به الفعل على وجه الحدوث والتغيير والتجدد ، وهي تدل على من قام به الفعل على وجه الثبوت في الحال أو الدوام ، ولا يعني الثبوت بالضرورة الاستمرار .
      فكلمة فرح وغضبان ورقيق وكريم كل منها وصف ثابت في موصوفها ، ولكنه ليس من  الضروري أن يستمر هذا الثبوت ، بل قد يكون ثبوتاً في الحال أو ثبوتاً على الدوام .

صياغة الصفة المشبهة :
تصاغ الصفة المشبهة من الأفعال الثلاثية اللازمة على الأوزان التالية :
" انظـر الجـدول "
الرقم
الفعل
وزنه
الصفة المشبهة
وزنها
دلالتها
1 - أ
فَرِحَ
فَعِلَ
فَرِحٌ
فَعِلٌ
فيما دل على فرح وسرور .

حَزِنَ
فَعِلَ
حَزِنٌ
فَعِلٌ
فيما دل على حزن أو خوف .

مَغِصَ
فَعِلَ
مَغِصٌ
فَعِلٌ
فيما دل على ألم .

فَطِنَ
فَعِلَ
فَطِنٌ
فَعِلٌ
فيما دل على صفة حسنة .
ب -
حَمِرَ
فَعِلَ
أحْمَرٌ
أفْعَلٌ
فيما دل على لون ومؤنثه فعلاء – حمراء .

عَرِجَ
فَعِلَ
أعْرَجٌ
أفْعَلٌ
فيما دل على عيب ومؤنثه فعلاء – عرجاء .

حَوِرَ
فَعِلَ
أحْوَرٌ
أفْعَلٌ
فيما دل على حلية ومؤنثه فعلاء – حوراء .
جـ-
عَطِشَ
فَعِلَ
عَطْشَانٌ
فَعْلانٌ
فيما دل على خلو ومؤنثه فعلى – عطشى .

شَبِعَ
فَعِلَ
شَبْعَانٌ
فَعْلانٌ
فيما دل على امتلاء ومؤنثه فعلى – شبعى .
2 - أ
كَرُمَ
فَعُلَ
كَرِيم
فَعِيلٌ


ضَخُمَ
فَعُلَ
ضَخْم
فَعْلٌ


شَجُعَ
فَعُلَ
شُجَاعٌ
فُعَالٌ


جَبُنَ
فَعُلَ
جَبَانٌ
فَعَالٌ


حَسُنَ
فَعُلَ
حَسَنٌ
فَعَلٌ


حَلُوَ
فَعُلَ
حُلْوٌ
فُعْلٌ


جَنُبَ
فَعُلَ
جُنُبٌ
فُعُلٌ


طَهُرَ
فَعُلَ
طَهُورٌ
فَعُولٌ


خَشُنَ
فَعُلَ
خَشِنٌ
فَعِلٌ


صَفُرَ
فَعُلَ
صِفْرٌ
فِعْلٌ


تنبيهـات وفـوائـد :
يلاحظ من الجدول السابق ما يأتي :
1 ـ تصاغ الصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعِلَ " على الأوزان التالية :
أ – وزن " فَعِلٌ " فيما دل على فرح وسرور ، مثل : جذل ، وطرب ، ورضي .
ومنه قوله تعالى : { ويتولون وهم فرحون } 50 التوبة .
وقوله تعالى : { انقلبوا فكهين } 31 المطففين .
أو دل على حزن مثل : شجٍ ، وكمد ، ومنه قوله تعالى : { وقلوبهم وجلة } 60 المؤمنون .
أو دل على ألم مثل : وجع ، وتعب ، وأشر ، ونكد ، وقلق .
ومنه قوله تعالى : { إنهم كانوا قوماً عمين } 64 الأعراف .
وقوله تعالى : { والذي خبث لا يخرج إلا نكدا } 58 الأعراف .
وقوله تعالى : { بل هو كذاب أشر } 26 القمر .
أو فيما دل على صفة حسنة مثل : لبق ، وسلس .
ب – وزن " أفْعَلٌ " فيما دل على لون . ومؤنثه فُعلاء مثل : أخضر خضراء ، وأصفر صفراء ، وأسود سوداء .
ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } 80 يس .
وقوله تعالى : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } 187 البقرة .
أو فيما دل على عيب مثل : أحول ، وأكتع ، وأبتر ، وأعمى ، وأبكم ، وأبرص .
ومنه قوله تعالى : { إن شانئك هو الأبتر } 3 الكوثر .
وقوله تعالى : { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج } 61 النور .
أو فيما دل على حلية مثل : أحيل ، وأهيف .
ج – وزن " فعلان " ومؤنثه فعلى . فيما دل على خلو وامتلاء ، مثل : صديان ، وعطشان ولهفان  وريان وشبعان وغضبان .
ومنه قوله تعالى : { يحسبه الظمآن ماءً } 39 النور .
2 ـ وتصاغ من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعُلَ "  بضم العين غالباً على الأوزان التالية :
أ – فعيل ، مثل : شريف وعظيم ، وبخيل ، ونحيل ، وشديد فيما دل على صفة ثابتة .
ومنه قوله تعالى : { وأنا لكم ناصح أمين } 68 الأعراف .
وقوله تعالى : { وأنبتت من كل زوج بهيج } 5 الحج .
ب – فَعْل ، مثل : شهم ، فحل ، سمح ، صعب ، سمج .
ومنه قوله تعالى : { وشروه بثمن بخس } 20 يوسف .
وقوله تعالى :{ إنه هو البر الرحيم } 28 الطور .
ج – فُعَال ، مثل : هُمام ، صُراح ، فُرات ، كقوله تعالى :{ وهذا ملح أجاج } 53 الفرقان .
وقوله تعالى :{ هذا عذب فرات } 53 الفرقان . وقوله تعالى :{ ثم يجعله ركاماً } 43 النور .
كقوله تعالى : { وكان بين ذلك قواماً } 67 الفرقان .
وقوله تعالى : { ل فارض ولا بكر عوان بين ذلك } 68 البقرة .
 د – فَعَل ، مثل : بطل ، وحسن ، ورغد ، وعرض ، ووسط .
ومنه قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } 143 البقرة .
وقوله تعالى :{ تبتغون عرض الحياة الدنيا } 94 النساء .
وقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } 245 البقرة .
هـ – فُعْل ، مثل : صلب ، وحُرّ ، وحلو ، ومُرّ .
كقوله تعالى : { لقد جئت شيئاً نكراً } 74 الكهف .
و – فُعُل ، مثل : جُرز ، وفرط ، ونكر ، وكفؤ .
كقوله تعالى : { ولم يكن له كفواً أحد } 4 الإخلاص .
وقوله تعالى :{ والجار الجنب } 36 النساء ، وقوله تعالى :{ وكان أمره فُرُطاً } 28 الكهف .
ز – فَعُول ، مثل : وقور ، وطهور ، وعجوز .
ومنه قوله تعالى : { أألد وأنا عجوز } 72 هود .
وقوله تعالى :{ ولا الظل ولا الحرور } 21 فاطر .
ح – فَعِل ، مثل : سَمِحَ ، طَهِرَ . ومنه قوله تعالى : { فأخرجنا منها خَضِراً } 99 الأنعام .
ط – فِعْل ، مثل : ملح ، وصفر ، ورخو .
ومنه قوله تعالى : { قال لكل ضعف } 38 الأعراف .
وقوله تعالى :{ وفديناه بذبح عظيم } 107 الصافات .
ك ـ قد ترد الصفة المشبهة على وزن " فَيْعِل " وذلك من الفعل الثلاثي اللازم الذي على وزن " فَعَلَ " المعتلة العين ، وهي قليلة .
مثل : مات – ميت ، ساد – سيد ، بان – بين ، ساء – سيء ، صاب – صيب .
كقوله تعالى : { لولا يأتون عليهم بسلطان بين } 15 الكهف .
وقوله تعالى :{ وألفيا سيدها لدى الباب } 35 يوسف .
وقوله تعالى : { أو كصيب من السماء } 19 البقرة .
ومن الصحيحة العين على وزن فَيْعَل ، مثل : صيرف .
ل ـ تأتي الصفة المشبهة على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول فيما دل على الثبوت وحينئذ تكون مضافة إلى ما بعدها .
مثل : طاهر القلب ، مستقيم الرأي ، معتدل القامة ، موفور الذكاء ، مغفور الذنب .
ومنها كل وصف جاء من الفعل الثلاثي بمعنى اسم الفاعل ولم يكن على وزنه ، مثل : شيخ بمعنى شائخ ، وسيد بمعنى سائد ، وطيب بمعنى طائب . ويشترط في دلالتها على الثبوت ، وهي مأخوذة من الأفعال الثلاثي المتعدية المفتوحة العين " فَعَلَ " وهي أيضاً قليلة .
ومنها : حريص من حَرَصَ وهي بمعنى حارص ، وعفيف من عفَّ بمعنى عافف ، وخفيف من خفَّ بمعنى خافف ، وجواد من جاد بمعنى جائد .

الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل

       تختلف الصفة المشبهة عن اسم الفاعل في أمور خمسة هي :
1 ـ أنها تصاغ من الفعل الثلاثي اللازم ، أما اسم الفاعل فيصاغ من الثلاثي اللازم والمتعدي على حد سواء ، وما ورد من صفات مشبهة مشتقة من أفعال ثلاثية متعدية فهي سماعية كعليم ، وسميع ، أو جاءت على وزن اسم الفاعل بعد إنزال فعله منزله اللازم وأريد به الدوام مثل : قاطع السيف ، ومسمع الصوت .
2 ـ أنها لا تكون إلا للمعنى الدائم الملازم لصاحبها في كل الأزمنة . مثل : محمد حسن الخلق . فحسن صفة لخلق محمد لازمته على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل .
إلا وجدت قرينة تدل على خلاف الحاضر . كأن تقول : كان محمد حسناً فقبح .
أما اسم الفاعل فلا يكون إلا لأحد الأزمنة الثلاثة .
3 ـ دلالتها على صفة الثبوت ، بينما يدل اسم الفاعل صفة متجددة .
4 ـ أنها يغلب عليها عدم مجاراتها المضارع تذكيراً وتأنيثاً – أي في حركاته وسكناته – كما في قولنا جميل الظاهر ، أبيض الشعر ، ضخم الجثة .
ويقل في مجاراتها له كما في قولنا : طاهر القلب ، معتدل القامة .
      ومن غير الثلاثي تلزم مجاراتها له أما اسم الفاعل فإنه يجاري المضارع في النوعين لزوماً .
والمقصود من المجاراة المذكورة : الموافقة العامة في الحركات والسكنات وإن اختلفت أعيان الحركات .
5 ـ عدم تقدم منصوبها عليها بخلاف منصوب اسم الفاعل .
 6 ـ وجوب كون معمولها المجرور أو المنصوب على التشبيه بالمفعول به سبباً ، أي اسماً ظاهراً متصلاً بضمير موصوفها  ، إما اتصالاً لفظياً مثل : علي كثير علمه ، وسعيد حسن خلقه ، ومعنوياً مثل : محمد كثير العلم ، والعنب حلو الطعم .
7 ـ أنها تجوز إضافتها إلى فاعلها ، بل يستحسن فيها ذلك .
مثل : حسن الخلق ، ومعتدل الرأي .
والأصل : حسن خلقه ، ومعتدل رأيه .
      أما اسم الفاعل فلا يجوز فيه ذلك ، فلا يقال : الفارس مصيب السهم الهدف .
أي : مصيب سهمه الهدف .
8 ـ يجوز تأنيثها أحياناً بألف التأنيث مثل : فاطمة حسناء السريرة ، وهند بيضاء الصفحة .          9 ـ أنها تعمل في معمولها النصب مع أن فعلها لازم ، مثل : الطالب حسن خلقَهُ ، بنصب خلقه ، واسم الفاعل لا ينصب مفعوله إلا إذا كان من فعل متعدٍ .
10 ـ عدم إعمالها محذوفة ، فلا يصح أن نقول ، فلان حسن المنظر والمخبر ، بنصب " المخبر " على تقدير : وحسن المنظر .
أما اسم الفاعل فيجوز فيه ، تقول : أنت ضارب اللص والخائن .
11 ـ عدم مراعاة محل مجرورها المتبوع بعطف أو غيره ، بخلاف اسم الفاعل .

عمل الصفة المشبهة

لمعمول الصفة المشبهة ثلاثة مواقع إعرابية على النحو التالي :
1 ـ أن يرفع معمولها على الفاعلية ، نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ .
2 ـ أن ينصب على شبه المفعولية إن كان معرفة ، نحو : محمد حسنٌ الوجهَ ،
أو محمد حسنٌ وجهَهُ . أو ينصب على التمييز إن كان نكرة ، نحو : محمد حسنٌ وجهاً .
3 ـ أن يجر بالإضافة ، نحو : محمد حسنُ الوجهِ .

تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ تمتنع إضافة معمول الصفة المشبهة لها إن كانت مقترنة بأل والمعمول خال منها ، ومن الإضافة إلى المحلي بها .
فلا يصح أن نقول : محمد الحسن الوجه ، ولكن يقال : محمد الحسنُ الوجهِ ، أو محمد حسنُ صورة الوجهِ .
2 ـ أجاز أبو علي الفارسي أن يكون الرفع في معمول الصفة المشبهة على الإبدال من ضمير مستتر فيها وهو بدل بعض من كل .
3 ـ سميت الصفة المشبهة باسم الفاعل هذه التسمية لأنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ، ويجوز أن تنصب الاسم المعرفة بعدها على أنه شبه المفعول به لها ، فهي بذلك تشبه اسم الفاعل المتعدي إلى مفعول به واحد .
4 ـ أ – يمتنع جر معمول الصفة المشبهة المقرونة بأل إذا كان مضافاً إلى ضمير الموصوف ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقِهِ .
ب – وكذا إذا كان مضافاً إلى اسم مضاف إلى ضمير الموصوف .
فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقهِ أبيه .
ج – وإذا كان مضافإلى نكرة أيضاً ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقِِأبٍ .
د – ولا إذا كان نكرة فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقٍ .
وسبب المنع في الأحوال الأربعة السابقة لأن الإضافة في هذه الصور لم تفد تعريفاً ولا تلخيصاً ولا تخلصاً من قبح حذف الرابط .
5 ـ لا يخلو معمول الصفة المشبهة من أحوال ستة هي :
أ – أن يكون المعمول معرفاً بأل ، نحو : الحسن الوجهِ ، أو حسن الوجهِ .
ب – أن يكون مضافاً لما فيه أل ، نحو : الحسن وجهِ الأبِ ، أو حسن وجهِ الأب .
ج – أن يكون مضافاً إلى ضمير الموصوف ، نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجهُهُ ، أو برجل حسنٌ وجهُهُ .
د – أن يكون مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجْهُ غلامِهِ ، أو برجل حسنٍ وجْهُ غلامِهِ .
هـ – أن يكون مجرداً من أل دون الإضافة ، نحو : الحسنُ وجهُ أب ، أو حسنٌ وجهُ أب .
و – أن يكون المعمول مجرداً من أل والإضافة ، نحو : الحسنُ وجهاً ، أو حسنَ وجهاً .

اسم التفضيل

      تعريفـه : اسم مشتق من الفعل على وزن " أفعل " للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .
مثل : أكرم ، أحسن ، أفضل ، أجمل .
تقول : علي أكرم من محمد ، والعصير أفضل من القهوة .
ومنه قوله تعالى : { إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا } 8 يوسف .

صوغ اسم التفضيل :

      يصاغ اسم التفضيل بالشروط التي يصاغ بها أفعل التعجب وهي كالتالي :
1 ـ أن يكون الفعل ثلاثياً ، مثل : كرم ، ضرب ، علم ، كفر ، سمع .
نحو : أخوك أعلم منك .
ومنه قوله تعالى : { هو أفصح مني لساناً } 34 القصص .
وقوله تعالى : { ذلك أقسط عند الله وأقوم للشهادة } 282 البقرة .
2 ـ أن يكون تاماً غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان أو كاد وما يقوم مقامهما .
3 ـ أن يكون مثبتاً غير منفي ، فلا يكون مثل : ماعلم ، ولا ينسى .
4 ـ أن يكون مبنياً للمعلوم ، فلا يكون مبنياً للمجهول ، مثل : يُقال ، ويُعلم .
5 ـ أن يكون تام التصرف غير جامد ، فلا يكون مثل : عسى ، ونعم ، وبئس ، وليس ، ونحوها .
6 ـ أن يكون قابلاً للتفاوت ، بمعنى أن يصلح الفعل للمفاضلة بالزيادة أو النقصان ، فلا يكون مثل : ملت ، وغرق ، وعمي ، وفني ، وما في مقامها .
7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل التي مؤنثها على وزن فعلاء ، مثل : عرج ، وعور ، وحول ، وحمر ، فالوصف منها على وزن أفعل : أعرج ومؤنثه عرجاء ، وأعور ومؤنثه عوراء ، وأحول ومؤنثه حولاء ، وأحمر ومؤنثه حمراء .
     فإذا استوفي الفعل الشروط السابقة صغنا اسم التفضيل منه على وزن " أفعل " مباشرة .
نحو : أنت أصدق من أخيك .
ومنه قوله تعالى : { والفتنة أكبر من القتل } 217 البقرة . وغيرها من الأمثلة السابقة .
     أما إذا افتقد الفعل شرطاً من اشروط السابقة غلا يصاغ اسم التفضيل منه مباشرة وإنما يتوصل إلى التفضيل منه بذكر مصدره الصريح مع اسم تفضيل مساعد .
مثل : أكثر ، وأكبر ، وأفضل ، وأجمل ، وأحسن ، وأشد ، وأولى ، ونظائرها ، ويعرب المصدر بعدها تمييزاً .
نحو : المملكة أكثر إنتاجاً للبترول من غيرها .
       والطائف ألطف هواءً من جدة .
       والبلح أشد حمرةً من التفاح .
ومنه قوله تعالى : { والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً } 84 النساء .

حالات اسم التفضيل

      لاسم التفضيل في الاستعمال أربع حالات هي :
أولاً : أن يكون مجرداً من أل التعريف والإضافة – " نكرة " – وحينئذ يكون حكمه وجوب الإفراد والتذكير ، ويذكر بعده المفضل عليه مجروراً بمن وقد يحذف ، ولا يطابق المفضل .
مثل : محمد أكبر من أخيه ، أو محمد أكبر سناً .
       ومنه قوله تعالى : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } 127 طه .
       هند أكبر من أختها .
       ومنه قوله تعالى : { وإثمهما أكبر من نفعهما } 219 البقرة .
       البنتان أكبر من أختيهما .
       الأولاد أكبر من إخوانهم .
       ومنه قوله تعالى : { هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً } 51 النساء .
       البنات أكبر من أخواتهن .
       ومنه قوله تعالى : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } 57 غافر .
ثانياً : أن يكون نكرة مضافاً إلى نكرة ، وحكمه وجوب الإفراد والتذكير ، ولا يطابق المفضل ، ومطابقة المضاف إليه النكرة للمفضل .
مثل : الكتاب أفضل صديق .
       ومنه قوله تعالى : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } 54 الكهف .
       القصة أفضل وسيلة للتخفيف عن النفس .
       وكقوله تعالى : { وللآخرة أكبر درجات } 21 الإسراء .
       الكتابان أفضل صديقين .
       القصتان أفضل قصتين في المكتبة .
       الكتب أفضل أصدقاء للمرء .
       المدرسات أفضل معلمات في المدرسة .
       ومنه قوله تعالى : { ولا تكونوا أول كافر به } 41 البقرة .
       وقوله تعالى : { ثم رددناه أسفل سافلين } 5 التين .
ثالثاً : أن يكون معرفاً بأل ، وحكمه وجوب مطابقته للمفضل ، ولا يذكر بعده المفضل عليه .
مثل : محمد هو الأصغر سناً .
       ومنه قوله تعالى : { يومَ الحج الأكبر } 3 التوبة .
       الطالبة هي الصغرى سناً .
       كقوله تعالى : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } 238 البقرة .
       الطالبان هما الأصغران سناً .
       ومنه قوله تعالى : { من الذين استحق عليهم الأوليان } 107 المائدة .
       الطالبتان هما الصغريان سناً .
       ومنه قوله تعالى : { هل تربصون بنا إلا أحد الحسنيين } 52 التوبة .
       الطلاب هم الأصاغر سناً .
       ومنه قوله تعالى : { ولا تحزنوا وأنتم الأعلون } 139 آل عمران .
       الطالبات هن الصغريات سناً .
       ومنه قوله تعالى : { فأولئك لهم الدرجات العلى } 75 طه .
رابعاً : أن يكون مضافاً إلى معرفة ، وحكمة جواز الإفراد والتذكير ، وامتناع مجيء مِن والمفضل عليه بعده ، كما يجوز مطابقته لما قبله ، كالمعرف بأل .
مثل : محمد أفضل الرجال .
      ومنه قوله تعالى : { فتبارك الله أحسن الخالقين } 14 المؤمنون .
      فاطمة أفضل النساء ، أو فاطمة فضلى النساء .
      ومنه قوله تعالى : { وقالت أولاهم لأخراهم } 39 الأعراف .
      المحمدان أفضل الطلاب ، أو المحمدان أفضلا الطلاب .
      الفاطمتان أفضل الطالبات ، أو الفاطمتان فضليا الطالبات .
      المحمدون أفضل الطلاب ، أو المحمدون أفاضل الطلاب .
      ومنه قوله تعالى :{ وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} 23 الأنعام .
      الفاطمات أفضل الطالبات ، أو الفاطمات فضليات الطالبات .

فوائـد وتنبيهات :
1 ـ لا يشتق اسم التفضيل من الفعل المنفي ، ولا من الفعل المبني للمجهول ، لأن مصدرهما مؤول ، والمصدر المؤول معرفة فلا يعرب تمييزاً .
وقد ورد اسم التفضيل من الفعل المبني للمجهول مباشرة شذوذاً .
مثل : خالد أهزل من علي ، وهذا القول أخصر من ذاك .
     والطاووس أزهى من البط ، وعدنا والعود أحمر .
     وأفعال أسماء التفضيل الواردة في الأمثلة السابقة هي : هُزل وزُهي وهما من الأفعال الملازمة البناء للمجهول ، واختصر ويُحمد ، من الأفعال التي أخذ منها اسم التفضيل شذوذاً لبنائها للمجهول .
2 ـ قد ترد صيغة أفعل لغير معنى التفضيل ، فتضمن حينئذ معنى اسم الفاعل ، أو معنى الصفة المشبهة ، ويشترط في التعرية عن معنى التفضيل ألا يكون اسم التفضيل معرفاً بأل أو مضافاً إلى نكرة ، أو متلوا بمن الجارة ، ومثال مجيئه بمعنى اسم الفاعل :
قوله تعالى : { ربكم أعلم بكم } والتقدير : عالم بكم .
ومعنى الصفة المشبهة ، كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } والتقدير : وهو هين عليه .
والمعنى في الآية الأولى أنه لا مشارك لله في علمه ، وفي الآية الثانية لا تفاوت عند الله في النشأتين : الإبداء والإعادة ، فليس لديه هين وأهون بل كل شيء هين عليه سبحانه وتعالى .
3 ـ هناك ثلاثة ألفاظ في " أفعل التفضيل " اشتهرت بحذف الهمزة من أولها ، وهي : خير ، وشر ، وحب .
ومنه قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 260 البقرة .
وقوله تعالى : { والآخرة خير وأبقى } 17 الأعلى .
وقوله تعالى : { قال أنتم شرٌ مكاناً } 77 يوسف .
ونحو : ابنك حبٌّ من الآخرين .
4 ـ قد يكون التفضيل بين أمرين في صفتين مختلفتين ، مثل : السل أحلى من الخل .
والمعنى المراد أن العسل في حلاوته يزيد على الخل في حموضته .
ونحو : الصيف أحر من الشتاء .
إذا كان الفعل معتل الوسط بالألف ترد هذه الألف إلى أصلها في التفضيل .
نحو : قال – أقول ، وعام – أعوم ، وساد – أسود . أي أكثر سيادة .
وباع – أبيع ، وهام – أهيم ، وسار – أسير . أي أكثر شيوعاً من غيره .

اسما الزمان والمكان

      اسم الزمان : اسم مشتق للدلالة على زمان وقوع الفعل .
مثل : موعد ، مولد ، مرمى ، مُنتهى .
نحو : لقاء الفريقين موعده العصر .
       كان مولد الرسول في شهر ربيع الأول .
اسم المكان : اسم مشتق للدلالة على مكان وقوع الفعل .
مثل : منزل ، مجلس ، منتدى ، مجتمع ، مهبط .
نحو : مكة مهبط الوحي .
       والمدينة منتدى الرسول صلى الله عليه وسلم .
صوغهـا : يشتق اسما الزمان والمكان على النحو التالي :

أولاً : من الفعل الثلاثي :
أ – على وزن " مَفْعَل " بفتح الميم والعين إذا كان الفعل معتل الآخر .
مثل : سعى مسعى ، رمى مرمى ، جرى مجرى ، سقى مسقى ، لهى ملهى .
نحو : مرمى الجمرات عند طلوع الشمس .
       ومسعى الحجاج بين الصفا والمروة .
       ومنه قوله تعالى : { والله عنده حسن المآب } 14 أل عمران .د
       وقوله تعالى : { فإن الجحيم هي المأوى } 39 النازعات .
أو كان صحيح الآخر ومضارعه مفتوح العين أو مضمومها .
مثل : شرب مشرب ، قرأ مقرأ ، بدأ مبدأ .
       ومنه قوله تعالى : { لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين } 60 الكهف .
       وقوله تعالى : { فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم } 37 مريم .
ومثل : طلع مطلع ، رسم مرسم ، قلم مقام ، فاز مفاز .
        ومنه قوله تعالى : { سلام هي حتى مطلع الفجر } 5 القدر .
        وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } 2 الطلاق .
        وقوله تعالى : { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } 14 إبراهيم .
ب – على وزن " مَفعِل " بفتح الميم وكسر العين إذا كان الفعل صحيح الآخر ومضارعه مكسور العين .
مثل : نزل منزل ، هبط مهبط ، صار مصير ، جلس مجلس .
       ومنه قوله تعالى : { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار } 30 إبراهيم .
       وقوله تعالى : { ثم مَحِلَّها إلى البيت العتيق } 33 الحج .
       وقوله تعالى : { وقل ربي أنزلني منزلاً مباركاً } 29 الحج .
       وقوله تعالى : { إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا } 11 المجادلة .
أو كان مثالاً صحيح الآخر ، مثل : وعد موعد ، وقع موقع ، ورد مورد .
ومنه قوله تعالى : { بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً } 58 الكهف .
وقوله تعالى : { وجعلنا بينهم موبقاً } 52 الكهف .
وقوله تعالى : { ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار } 12 التوبة .

ثانياً : من الفعل غير ثلاثي " المزيد " :
يشتقان على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر كاسم المفعول والمصدر الميمي .
مثل : انتدى ينتدي مُنتَدى ، اجتمع يجتمع مُجتَمع ، استودع يستودع مُستَودع .
التقى يلتقي مُلتقى ، أخرج يخرج مخرج ، استقر يستقر مُستقر .
ومنه قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } 36 البقرة .
وقوله تعالى : { عند سدرة المُنتهى } 14 النجم .
وقوله تعالى : { باسم الله مجراها ومُرساها } 41 هود .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ وردت عدة كلمات أسماء مكان على وزن " مَفعِل " بكسر العين شذوذاً من أفعال تقتضي القاعدة أن يكون اسم الزمان أو المكان منها على وزن " مَفعَل " بفتح العين ، وهي كلمات سماعية لا ينقاس عليها ، وهي :
مشرق ، مغرب ، معدن ، منسك ، مطلع ، مسجد ، مفرق ، مهلك .
ومنها قوله تعالى : { حتى إذا بلغ مطلع الشمس } 90 الكهف .
وقوله تعالى : { ثم نقول لوليه ما شهدنا مَهلِك أهله } 49 النمل .
2 ـ قد يصاغ اسم المكان من الأسماء الثلاثية المجردة على وزن مفعلة للدلالة على كثرة الشيء في مكان ما .
مثل : مأسدة ، أي أرض كثيرة الأسود ، ومسبعة ، كثيرة السباع ، ومذأبة ، كثيرة الذئاب ، ومسمكة ، كثيرة السمك ، وملحمة ، كثيرة اللحم ، ومسبخة ، كثيرة السباخ .
3 ـ عرف أن اسمي الزمان والمكان واسم المفعول والمصدر الميمي شركاء في الوزن من الفعل غير الثلاثي ، ويتم التفريق بينها بالقرينة .
فإذا قلنا : الليل مستودع الأسرار ، مستودع اسم زمان ، أي وقت استيداع السر .
القلب مستودع المحبة ، مستودع اسم مكان ، أي مكان استيداع المحبة .
المختبر مجهز بأحدث الأجهزة ، مجهز اسم مفعول ، بمعنى يجهزونه .
تركته إلى الملتقى ، الملتقى مصدر ميمي ، بمعنى الالتقاء .
4 ـ وقد تلحق التاء اسمي الزمان والمكان سماعاً نحو : مدرسة ، مطبعة ، مقبرة ، مجزرة .

اسـم الآلـة

      تعريفـه : اسم مشتق من الفعل للدلالة على الأداة التي يكون بها الفعل .
مثل : مبرد ، مغسلة ، منشار .
صـوغـه : لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي المتعدي على الأوزان الثلاثية التالية :
1 ـ مِفعال بكسر الميم :
مثل : منشار ، مسمار ، محراث ، ملقاط ، مثقاب ، مفتاح ، مزمار .
ومنه قوله تعالى : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } 40 النساء .
وقوله تعالى : { ولا تنقصوا المكيال والميزان } 84 هود .
وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب } 59 الأنعام .
2 ـ مِفعل بكسر الميم :
مثل : منحل ، مبرد ، مغزل ، معول ، مقص ، مصعد ، مشرط .
ومنه قوله تعالى : { ويهيء لكم من أمركم مِرفقا } 16 الكهف .
3 ـ مِفعلة بكسر الميم أيضاً :
مثل : مغسلة ، معصرة ، مبشرة ، ملعقة ، مسطرة .
ومنه قوله تعالى : { تأكل منسأته } 14 سبأ .
وقوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة } 35 النور .

فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ أجاز مجمع اللغة العربية وزنين آخرين هما :
فعّالة ، مثل : غسالة ، ثلاجة ، جلاية . وفعّال ، مثل : خلاط ، سخّان .
2 ـ هناك أسماء آلة جامدة ، أي ليس لها أفعال ، مثل : سيف ، قدوم ، سكين ، فأس ، قلم ، رمح ، ساطور .
3 ـ وردت بعض أسماء الآلة مشتقة من الأسماء الجامدة :
مثل : المحبرة من الحبر ، والممطر من المطر ، والمزود من الزاد .
4 ـ وقد ورد أيضاً من الأفعال المزيدة " غير الثلاثية " .
مثل : مئزر من ائتزر ، ومحراك من حرك : والمحراك عود من الحديد ونحوه تحرك به النار .      
5 ـ كما وردت أسماء الآلة من الأفعال اللازمة خلافاً للقاعدة .
مثل : معراج من عرج ، معزف من عزف ، ومرقاة من رقى .
6 ـ وردت بعض الألفاظ الدالة على اسم الآلة ولكنها مخالفة لصيغها .
مثل : مُدهن ، مُكحُلة ، مُنخُل ، مُدُق ، وغيرها .
T.H.E

T.H.E

الأستاذ /طارق العقيلي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.