أخبار الإنترنت
recent

صيانة المياه ١

صيانة الموارد الطبيعية Conservation
=====
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
Behold! in the creation of the heavens and the earth; in the alternation of the night and the day; in the sailing of the ships through the ocean for the profit of mankind; in the rain which God sends down from the skies, and the life which he gives therewith to an earth that is dead; in the beasts of all kinds that he scatters through the earth; in the change of the winds, and the clouds which they trail like their slaves between the sky and the earth; (here) indeed are signs for a people that are wise.
=====
صيانة المياه. يحتاج الناس إلى مياه عذبة نظيفة، كما يحتاجون الماء للاستحمام، والطهي، والتنظيف. ويحتاج المزارعون الماء لري أراضي المحاصيل الجافة. وتستخدم الصناعات الماء لإنتاج الطاقة الكهربائية، وفي صناعة الكثير من المنتجات. والمياه مهمة أيضًا في الترويح والمواصلات.
ويتزايد الطلب على الماء باستمرار نتيجة للنمو في عدد السكان، والتوسع في الزراعة والصناعة. ويوجد في الأرض إمدادات وافرة من الماء، ولكن الماء غير موزّع بالتساوي. ولاتتلقى بعض المناطق مطرًا كافياً، بينما تتلقى الأخرى أكثر مما تحتاج. وتواجه مناطق كثيرة نقصًا في الماء، كما حفر الناس في بعض المناطق آباراً كثيرة ليوفروا الماء للزراعة، مما أدى إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية بدرجة كبيرة.
وتحصل بعض المناطق الريفية والمدن على الماء، بإقامة السدود على الأنهار لإنشاء خزانات. وتقام السدود أيضاً للتحكم في الفيضانات. ولكن في حالات كثيرة، يتهدد الحياة الفطرية بناء سدود جديدة لتلبية الطلبات على الماء التي تتزايد باستمرار، أو للتقليل من تهديدات الفيضانات.
وربما يضر السد بأسماك معينة؛ لأنه يغير من تدفق الماء، ويتسبب في سريان كميات أقل من الماء في المناطق المنخفضة من الجدول. وحينما يغمر الفيضان الأراضي خلف السد، تُخَرَّبُ بعض مواطن الحياة الفطرية. ولايجب إقامة السدود على جداول معينة للمياه، لأنها تحمل الكثير من الطمي، وسوف تمتلئ خزانات المياه على تلك الجداول بالطمي، وتصبح عديمة الفائدة لخزن المياه.
يمكن زيادة إمدادات المياه للمدن والمزارع جزئياً من خلال إدارة حواجز المياه (إدارة الكساء النباتي لمنع سريان مياه المطر السريع). وتلعب الأشجار والنباتات الأخرى جزءًا مهمًا في الدورة الطبيعية للماء، فهي تحفظ الماء من السريان على الأرض، وبالتالي تسمح له بالنفاذ في الأرض. وهكذا يُعاد ملءُ الخزانات الجوفية، ويسري الماء خلال القنوات تحت الأرضية، إلى البحيرات وجداول المياه. وحينما يُخَرَّب الكساء النباتي، تضطربٍ الدورة الطبيعية، وتسيل مياه المطر على الأرض بسرعة بدلاً من أن تنفذ داخل الأرض. ولا تصون إدارة حواجز المياه فقط بل أنها تساعد أيضًا في خفض الفيضانات وتعرية التربة.
وتسد بعض المدن القريبة من سواحل البحار جزءًا من احتياجاتها المائية بإزالة ملوحة مياه البحر، وتتطلب هذه العملية التي يطلق عليها التحلية، كمياتٍ كبيرةً من الوقود من أجل إنتاج الطاقة، وهي لذلك باهظة التكلفة. ولكن الطاقة الشمسية سوف تعطي يومًا الطاقة التي تحتاجها التحلية بتكلفة رخيصة.
يوجد لدى الكثير من المجتمعات مشكلات، تنتج عن تلوث الماء. ويصبح الماء غير صحي بالنسبة للحياة الفطرية والبشر نتيجة التخلص من مياه الصرف الصحي، والمواد الكيميائية الصناعية في البحيرات وجداول المياه. ويمكن للصناعات والمدن أن تقلل من التلوث بإزالة المواد الضارة من النفايات قبل إلقائها في البحيرات وجداول المياه. ولكن معالجة النفايات باهظة التكلفة، وتأخذ عملية تنقية البحار وجداول المياه سنوات عديدة. 
*********
المـاء  Water المادة الأكثر شيوعًا على الأرض، ويغطي أكثر من 70% من سطح الأرض. يملأ الماء المحيطات، والأنهار، والبحيرات، ويوجد في باطن الأرض، وفي الهواء الذي نتنفسه، وفي كل مكان. ولاحياة بدون ماء، قال تعالى: ﴿وجعلنا من الماء كل شيء حيِّ أفلا يؤمنون﴾ الأنبياء:30. كل الكائنات الحية (نبات، حيوان، إنسان) لابد لها من الماء كي تعيش. وفي الحقيقة فإن كل الكائنات الحية تتكون غالبًا من الماء، كما أن ثلثي جسم الإنسان مكون من الماء، وثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء. كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء. ويعتقد بعض علماء الطبيعة أن الحياة نفسها بدأت في الماء ـ في ماء البحر المالح.
منذ بداية العالم والماء يقوم بتشكيل تضاريس الأرض. فالمطر يهطل على اليابسة ويجرف التربة إلى الأنهار. ومياه المحيطات تلتطم بالشواطئ بقوة مُكسِّرة ومُحطمة للهُوات الصخرية على الشاطئ، كما أنها تحمل الصخور المحطمة وتبني رواسب صخرية حيثما تفرغ حملها، والمثالج تشق مجاري الوديان وتقطع الجبال.
ويحُول الماء دون تغيُّر مناخ الأرض إلى البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة. وتمتص اليابسة حرارة الشمس وتطلقها بسرعة بينما تمتص المحيطات حرارة الشمس وتطلقها ببطء، ولهذا فإن النسيم القادم من البحر يجلب الدفء إلى اليابسة شتاءً والبرودة صيفًا.
كان الماء ـ ولا يزال ـ عصب الحياة، فقد ازدهرت الحضارات المعروفة حيثما كانت مصادر الماء وفيرة، كما أنها انهارت عندما قلت مصادر المياه. وتقاتل الناس من أجل حفرة ماء مشوب بالوحل، كما عبد الوثنيون آلهة المطر وصلّوا من أجلها. وعلى العموم فعندما يتوقف هطول الأمطار فإن المحاصيل تذبل وتعم المجاعة الأرض. وأحيانًا، تسقط الأمطار بغزارة كبيرة وبصورة فجائية، ونتيجة لهذا فإن مياه الأنهار تطفح وتفيض فوق ضفافها وتغرق كل ما يعترض مجراها من بشر وأشياء أخرى.
في أيامنا الحاضرة، ازدادت أهمية الماء أكثر من أي وقت مضى؛ فنحن نستعمل الماء في منازلنا للتنظيف، والطبخ، والاستحمام، والتخلص من الفضلات، كما نستعمل الماء لري الأراضي الزراعية الجافة وذلك لتوفير المزيد من الطعام. وتستعمل مصانعنا الماء أكثر من استعمالها لأية مادة أخرى. ونستعمل تدفق مياه الأنهار السريع وماء الشلالات الصاخبة المدوية لإنتاج الكهرباء.
إن احتياجنا للماء في زيادة مستمرة، وفي كل عام يزداد عدد سكان العالم، كما أن المصانع تُنتج أكثر فأكثر وتزداد حاجتها إلى الماء. نحن نعيش في عالم من الماء، ولكن معظم هذا الماء ـ حوالي 97% منه ـ يوجد في المحيطات. وهو ماء شديد الملوحة إذا ما استُعمل للشرب أو الزراعة أو الصناعة. إن نسبة 3% فقط من مياه العالم عذبة. وهذا الماء غير متوفر بيسر للناس إذ قد يكون محجوزًا في المثالج والأغطية الثلجية. وبحلول عام 2000م تضاعف احتياج العالم للماء العذب عما كان عليه في ثمانينيات القرن العشرين، ولكن ستبقى هناك كميات كافية منه تلبي احتياجات البشر.
كميات الماء الموجودة على الأرض في هذه الأيام هي نفسها التي كانت موجودة في السابق والتي ستظل وتبقى للمستقبل. وكل قطرة ماء نقوم باستعمالها سوف تجد طريقها إلى المحيطات، وهناك ستتبخر بفعل حرارة الشمس، ثم تعود فتسقط على الأرض ثانية على هيئة مطر. وهكذا يستعمل الماء ثم يُعاد استعماله مرات ومرات ولايمكن استنفاده أو فناؤه إلا بإذن الله.
وبالرغم من وجود كميات وفيرة من الماء العذب في العالم، فإن بعض المناطق تُعاني نقص الماء؛ فالمطر لايسقط بالتساوي على أنحاء الأرض المختلفة. إذ إن بعض المناطق تكون جافة جدًا على الدوام بينما يكون بعضها الآخر مطيرًا جدًا.
ويمكن أن تنتاب نوبة من الجفاف وبشكل مفاجئ منطقة ما هي في العادة ذات أمطار كافية، كما يمكن أن يجتاح الفيضان منطقة أخرى بعد هطول أمطار غزيرة عليها.
وتعاني بعض المناطق نقصان الماء بسبب عدم كفاية إدارة سكانها لمصادر الماء لديها. ويستقر الناس حيثما يوجد الماء الوفير وذلك بجوار البحيرات والأنهار، حيث تنمو المدن وتزدهر الصناعة.
وتصرف المدن والمصانع فضلاتها في البحيرات والأنهار، وهي بذلك تلوث المياه، ثم يعود الناس بعد ذلك للبحث عن مصادر جديدة للماء. وقد يحدث نقص في الماء حينما لا تستثمر بعض المدن مصادرها المائية على الوجه الأمثل. فقد تمتلك كميات كبيرة من المياه ولكنها تفتقد خزانات المياه الكافية وأنابيب توزيع المياه التي تفي باحتياجات الناس. وكلما ازداد احتياجنا للماء مرات ومرات، وجبت علينا الاستفادة أكثر فأكثر من مصادر مياهنا. وكلما تعلمنا أكثر عن الماء ازدادت مقدرتنا على مواجهة تحدي نقصان المياه.
تتحدَّث هذه الحلقات بشكل مستفيض عن الماء. وتناقش أهمية الماء للحضارة الإنسانية وللحياة ذاتها كما أنها تصف طبيعة الماء.
من أجل مناقشة مشاكلنا المائية وكيفية استعمالنا لمصادر المياه وكذلك سوء استعمالنا.
******
تلوث الماء Water pollution  يمثل واحدة من أكثر مشكلات البيئة خطورة. ويحدث حينما يتلوث الماء بمواد مثل نفايات الإنسان والحيوانات والكيميائيات السامة، والفلزات، والنفط. ويمكن أن يؤثر التلوث على المطر والأنهار والبحيرات والمحيطات والمياه الجوفية التي تغذي الينابيع والآبار.
وربما يظهر الماء الملوث نظيفًا أو قذرًا، ولكنه يحتوي على الجراثيم، والمواد الكيميائية، أو المواد الأخرى التي يُمكن أن تسبب القلق والإزعاج، والمرض، أو الموت. ويجب إزالة الشوائب من مثل هذا الماء قبل استعماله بأمان لأغراض الشرب والطهي والاستحمام أو غسيل الملابس. وحتى في بعض الصناعات يجب أن ينقّى الماء قبل استخدامه في عملياتها الصناعية.
أصبح تلوث الماء مشكلة خطيرة في معظم البلاد، وبخاصة في كندا والصين والهند واليابان وروسيا والولايات المتحدة. ولقد سنّت الحكومات قوانين تحد من كميات وأنواع النفايات التي يمكن أن تُلقى في الماء. وتُنفق الحكومات والصناعات والمدن الكبيرة والصغيرة مبالغ كبيرة من المال على الأبحاث ومحطات معالجة المياه للحد من التلوث. وماتزال عدة مدن كبيرة تطلق كميات هائلة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الموانئ أو المياه الساحلية. ومن الصعب أيضًا التحكُّم بدرجـة كبـيرة في التلــوث الـذي لا يـأتي من نقطـة مباشـرة كمنفذ تسرب الصرف الصحي أو صرف المصنع. وتتضمن مصادر التلوث هذه المياه التي تسري من مواقع البناء والأراضي الزراعية، وهي تحمل المادة المترسبة (حُبَيْبات التربة) والمخصّبات إلى مجاري المياه والبحيرات.
المصادر
 تلوث الماء مشكلة خطيرة في كثير من البلاد. ويمكن مشاهدة النفايات الصناعية بسهولة. ولكن هناك كثيرًا من مصادر التلوث أقل وضوحًا. 
هناك ثلاثة مصادر رئيسية لتلوث الماء : 1- النفايات الصناعية، 2- مياه الصرف الصحي (المجاري)، 3- الكيميائيات والنفايات الزراعية.
النفايات الصناعية. تفرِّغ الصناعات في البلاد المتقدمة ملوثات عديدة مع نفايات المياه، أكثر مما تفعل أنظمة شبكة الصرف الصحي. وتحتوي نفايات المياه هذه على الكثير من المواد الكيميائية والسامة. وتُفرَّغ كميات كبيرة من هذه النفايات الكيميائية في أنظمة المياه مباشرة. وينتج أيضًا عن حرق الفحم، والنفط وأنواع الوقود الأخرى، وفي محطات توليد الطاقة، والمصانع، والسيارات أكسيد الكبريت والنيتروجين. وتسبب هذه الملوثات المطر الحمضي، الذي يسقط على الأرض ويدخل إلى مجاري المياه والبحيرات. 
*****
المَطَر الحمْضي Acid rain  مصطلح يعبر عن الأمطار والجليد أو المطر الثلجي وأشكال التساقط الأخرى التي تتلوث بالحموض مثل حمضي الكبريتيك والنيتريك. وتتشكل هذه الأحماض حين يتبخّر الماء في الهواء مع مركّبات كيميائية معينة، تطلقها محركات المركبات والمصانع ومحطات توليد القدرة والمصادر الأخرى التي تحرق وقوداً كالفحم الحجري والبترول والزيت. وتشمل المركّبات الشائعة المكونة للحمض ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين. وقد تصل الغازات الحمضية والجسيمات في الغلاف الجوي إلى الأرض خلال فترات خالية من المطر. وهذه المواد الجافة هي في الوقت نفسه ملوثات حمضية خطيرة. ويستخدم العلماء مصطلح ترسيب الحمض للإشارة إلى كل من التلوّث الرطب والتلوث الجاف بالحمض الذي يتساقط على الأرض.
لوّث الترسيب الحمضي آلاف البحيرات والأنهار والأودية، وأودى بحياة الأسماك وحياة كائنات مائية أخرى. ويعتقد بعض العلماء أنّ الترسيب الحمضي ربما يقضي كذلك على المباني والجسور والتماثيل والمحاصيل والغابات والتربة. ويقع الترسيب الحمضي على مساحات شاسعة من شرق أمريكا الشمالية وشمال غربي ووسط أوروبا وأجزاء من آسيا وأجزاء متفرقة في مناطق أخرى. وقد أصبحت المسألة أكثر خطورة في المناطق الريفية منذ الخمسينيات من القرن العشرين تقريبًا بسبب استخدام مداخن طويلة مما سمح للملوثات أن تنتقل مسافات طويلة.
ومن الممكن تخفيف ترسيب الملوثات الحمضية وذلك بتحديد كميات مركبات الكبريت والنيتروجين التي تطلق في الجو. على سبيل المثال، طورت عدة أنواع من النبائط (الأدوات) لإزالة مركبات الكبريت والنيتروجين من مداخن المصانع. وأُضيف الجير في بعض المناطق إلى البحيرات والأنهار لمعادلة المواد الحمضية. ولكن هذه المعادلة قد تبقى فترة قصيرة وربما تكون لها آثار جانبية مؤذية.
*****
وربما تلوث بعض الصناعات الماء بطريقة أخرى عندما تستخدم كميات كبيرة من المياه لتبريد المعدات. وتجعل الحرارة الناتجة عن المعدات الماء ساخنا. وتستخدم محطات توليد الكهرباء غالبًا الماء لتكثيف البخار الذي يدير العنَفَات (التوربينات). وحينما يُفرغ الماء الساخن في النهر أو البحيرة، ربما يسبب التلوث الحراري الذي يمكن أن يضر بحياة النبات والحيوان.
مياه الصرف الصحي. تتكون مياه الصرف الصحي من فضلات الإنسان، والقمامة، والماء الذي استخدِم في غسل الملابس أو الاستحمام. وبحلول عام 2020م، من المحتمل أن تنتج الدول الصناعية كمية من مياه الصرف الصحي، قد تبلغ ضعفي الكمية التي كانت تنتجها في عـــــام 1990م.
ويمر معظم مياه الصرف الصحي من خلال محطات المعالجة التي تزيل الأجسام الصلبة، وتلك المواد الذائبة مثل النيتروجين، والفوسفور. ويمر بعضها خلال أحواض للتطهير قبل ترشيحها من خلال حقول الترشيح إلى الأرض. وتذهب البقية من مياه الصرف الصحي دون معالجة مباشرة إلى مجاري المياه أو المحيط.
المواد الكيميائية والنفايات الزراعية. يسري ماء المطر أو الجليد المنصهر من الأراضي الزراعية إلى مجاري المياه حاملاً معه المخصبات (السماد) الكيميائية، ومبيدات الآفات التي قد يستخدمها المزارعون على الأرض. وربما تسبب فضلات الحيوان أيضًا تلوّث الماء، وبخاصة من أماكن تغذيته في الحظائر، التي توجد بها أعداد كبيرة من الحيوانات. ولا تتوزع فضلات الماشية والخنازير والأغنام التي تُسمَّن في الحظائر على المراعي واسعة الانتشار. وبدلا من ذلك تسري كميات كبيرة من فضلاتها إلى مجاري المياه القريبة. وربما تتلوث المياه التي تستخدم للري أيضًا بالأملاح، ومبيدات الآفات، والمواد الكيميائية السامة، التي تأتي من على سطح التربة قبل أن تنساب ثانية إلى الأرض.
التأثيرات
من المؤكد أن المياه الملوثة بنفايات الإنسان والحيوان قد تسبب حمى التيفوئيد والكوليرا، والدوسنتاريا، والأمراض الأخرى. ويتم تطهير إمدادات المياه، في مجتمعات كثيرة، بالكلور لقتل الجراثيم التي تسبب المرض. وعلى أية حال لا يزيل التطهير الكيميائيات والفلزات، مثل ثنائيات الفينيل متعددة الكلور، والكلوروفورم، والزرنيخ، والرصاص، والزئبق. ويهدد إطلاق هذه النفايات السامة دون احتراس، وخاصة في أماكن تجمُّع النفايات، المياه الجوفية بدرجة خطيرة. ولقد وجدت ثنائيات الفينيل متعددة الكلور، والكلوروفورم، ومبيدات الآفات في إمدادات مياه الشرب في بلاد كثيرة. وهذا مما يقلق العلماء؛ لأن شرب هذه المواد ـ ولو بكميات صغيرة على مدى سنوات عديدة ـ ربما يكون له تأثيرات ضارة.
ويمنع التلوث الإنسان من استخدام الماء والتمتع به في النشاطات الترفيهية. وعلى سبيل المثال، تجعل الروائح وبقايا المواد الطافية ركوب القوارب والسباحة رياضة غير سارة. كما يزداد احتمال الإصابة بالمرض عن طريق المياه الملوثة. وربما يطفو النفط الذي يتسرّب من السفن أو من آبار النفط القريبة من السواحل حتى يصل إلى الشاطئ. ويمكن للنفط أن يسبب تلوثًا خطيرًا ويقتل الطيور المائية، والمحار، والحيوانات الفطرية الأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، يؤثر التلوث على الأنشطة التجارية والترفيهية لصيد الأسماك. فقد قُتلت الأسماك بسبب النفط، أو بسبب نقص الأكسجين في الماء. وتؤذي النفايات الصناعية الأسماك أيضًا، وبخاصة ثنائيات الفينيل متعددة الكلور.
ويؤثر تلوث الماء أيضًا على مختلف العمليات التي تحدث طبيعيًا في الماء. وتساعد هذه العمليات التي تستخدم الأكسجين المذاب على جعل النفايات غير ضارة. وتفكك البكتيريا الهوائية النفايات العضوية إلى مواد بسيطة في عملية تُسمّى التمعدن. وتستخدم بعض هذه المواد مثل الفوسفات والنترات بمثابة مغذيات للنباتات.
وتستخدم البكتيريا الهوائية الأكسجين المذاب في الماء حينما تفكك النفايات العضوية. ويمكن للعلماء أن يكتشفوا كمية المادة العضوية بالماء بقياس كمية الأكسجين التي استهلكتها البكتيريا في عملية التفكيك. وتسمى عملية القياس هذه الطلب الكيميائي الحيوي للأكسجين. وإذا احتوى الماء على كميات كبيرة من النفايات العضوية، فإن البكتيريا سوف تستهلك معظم أو كل الأكسجين فيه. وسوف تكون، حينئذ، بعض أنواع أسماك الصيد مثل السالمون والأسترجون والتروتة غير قادرة على العيش في الماء. وسوف تحل محلها الأسماك التي تحتاج إلى أكسجين أقل مثل الشبوط والسَّلور. أما إذا نفد كل الأكسجين فإن معظم الأحياء المائية لن تكون قادرة على البقاء.
الماء الملوث بكميات كبيرة من المغذيات يوفر الطعام لأعداد كبيرة من الطحالب (كائنات بسيطة تشبه النباتات) التي تجعل الماء يبدو أخضر.  
وربما يقود وجود كميات كبيرة جدًا من المغذيات (المواد المغذية) في الماء إلى عملية تسمى الإثراء الغذائي. وينتج الكثير من المغذيات عن تفتت الصخور الطبيعي وعن تمعدن المواد العضوية. ولكن المغذيات الإضافية تأتي من نزح المخصبات من الأراضي الزراعية أو من المنظفات أو الأجزاء الأخرى لمياه الصرف الصحي. وتخصِّب معظم المغذيات الطحالب المجهرية (كائنات بسيطة تشبه النباتات)، وأيضًا النباتات كأعشاب البرك والطحلب البطي. 
*****
الطحالب Algae  كائنات حية بسيطة تعيش في المحيطات والبحيرات والأنهـار والبرك والتـربة الرطبة. ويسمى الكائن الحي الواحد من هذا النوع باسم الطّحلب. وبعض الطّحالب مجهرية وتتألف من خلية واحـدة فقـط، وبعضها أكبر وتحتوي على خلايا عديدة. وهناك أنواع تنجرف أو تسبـح، وأنـواع أخرى تكون ملتصـقة بالصخور أو بنباتات في الماء. وتسمى الطحالب البحرية الكبيرة بأعشاب البحر. وتعيش طحالب قليلة على اليابسة، وتنمو على الأشجار أو على النباتات الأخرى في التربة، أو الصخور. وتعيش طحالب أخرى على حيوان الكسلان أو السلاحف. كما تنمو طحالب داخل النباتات أو الحيوانات.
وتحتوي كل الطحالب على اليخضور (الكلوروفيل)، وبذلك تساعد على تنقية الهواء والماء بعملية تسمى التركيب الضوئي. وتصلح الطحالب أيضًا غذاء للسمك والحيوانات الأخرى التي تعيش في الماء.
تتكاثر بعض الطحالب بسرعة فائقة في البحيرات والأنهار غير النظيفة حيث تتشكّل الطبقات السميكة من الطحالب المسمّاة الأزهار الطحلبية (الكتلات الطحلبية) في المواضع التي يتم فيها تصريف النّفايات كمياه المجاري والأسمدة. ويؤدي الاستيطان الطحلبي المتزايد إلى اختلال التوازن الطبيعي للحياة في الماء؛ إذ تنخفض فيه نسبة الأكسجين لدرجة كبيرة ويصبح غير صالح لاستخدام الإنسان.
يصنف معظم علماء النبات الطحالب الخضراء المزرقة، التي تسمّى أيضًا البكتيريا المزرقّة، مع البكتيريا جنبًا إلى جنب، في مملكة بدائيات النّوى (المونيرا). كما يصنفون جميع الطحالب الأخرى في مملكة وحيدات الخلية.
الطحالب الخضراء - المزرقة
تستطيع بعض أنواع الطحالب الخضراء ـ المزرقة أن تشكل منزلقات أو أغلفة داكنة على الصخور بطول شواطئ الأنهار والبحيرات والمحيطات. وتوجد أنواع أخرى من هذه الطحالب في التربة، مشكلة طبقة رقيقة على أرض رطبة. وتبدو البحيرات التي تتشكل فيها الطحالب الخضراء ـ المزرقة بأعداد كبيرة مخضرة أو خضراء مائلة إلى الزرقة. وبإمكان أنواع قليلة من الطحالب الخضراء ـ المزرقة أن تسمم السمك أو الماشية أو حيوانات أخرى تشرب الماء الذي يحتوي على هذه الكائنات.
ويمكن رؤية معظم الطحالب المزرقة بالمجهر فقط، ويلاحظ أن لبعض الأنواع خلية واحدة فقط. وأن الخلايا تشكل في الأنواع الأخرى خيوطًا. وتفتقر خلايا الطحالب الخضراء ـ المزرقة إلى نواة واضحة؛ وبالإضافة إلى اليخضور تحتوي الخلايا على خضاب أزرق أو أحمر (مادة ملونة). وتجعل مجموعة الخضاب بعض الطحالب تظهر متوردة أو ضاربة إلى السمرة أو سوداء. وتستطيع بعض الأنواع من الطحالب أن تأخذ النيتروجين من الهواء وتحوله إلى مركبات تسمى النترات. وهكذا، فإنها تساعد في تخصيب التربة أو المياه. ومعظم الطحالب الخضراء ـ المزرقة تتكاثر بالانشطار الخلوي فقط.
أنواع أخرى من الطحالب
لكل الطحالب الأخرى خلايا بنواة واحدة على الأقل. وتحتوي هذه الخلايا على اليخضور، والأخضبة الأخرى ضمن أقسام متخصصة من الخلية تسمى جبيلة اليخضور. تتجمع هذه الطحالب بشكل عام، حسب لونها، سمراء أو خضراء أو حمراء. ويمكن للطحالب أن تنمو وتتكاثر لاجنسيًا بعملية تعرف بانشطار الخلية. كما يمكن أن تتكاثر معظم أنواع الطحالب جنسيًا، وذلك باتحاد الخلايا الجنسية الذكرية والأنثوية.
تشمل هذه المجموعة الضخمة من الطحالب الدياتومات والسوطيات التي يمتلك معظمها خلية واحدة فقط. وتوجد العديد من هذه الطحالب مع الحيوانات البحرية في كتل منجرفة تدعى البلانكتون (العوالق المائية). وتسبح خلايا ثنائيات الزوائد السوطية بوساطة بنية ثنائية دقيقة تسمى الزوائد السوطية. ولطحالب الدياتوم جدران خلايا مكونة من السليكا. تقاوم هذه الهياكل التفسخ ويمكن أن تتكوم على قاع المحيط؛ كما يمكنها أن تقوم في بعض الأماكن بتشكيل مادة ضاربة إلى البياض تدعى الدياتوميت لها استخدامات صناعية عديدة. 
****   
الدياتوم Diatom  كائن حي مجهري وحيد الخلية. توجد الدياتومات في المحيطات والبحيرات العذبة والأنهار، والجداول، وفي التربة الرطبة، وداخل الماء. تعيش الدياتومات فوق الصخور والرمال والنباتات، أو تطفو بِحرِّية على سطح الماء. والدياتومات معروفة جيدًا بوصفها في مجموعة الكائنات الحية المندفعة في المناطق العلوية من المحيطات. وتدعى هذه الكائنات الحية بالعوالق المائية.
تنتسب الدياتومات إلى مجموعة من كائنات عضوية بسيطة شبيهة بالنبات يُطلق عليها اسم الطحالب. ويمكن أن تعيش الدياتومات وتنمو كالنباتات الخضراء على أشعة الشمس، والماء وثاني أكسيد الكربون، وبعض المعادن.
تحتوي خلايا الدياتومات على مواد لونية منها الخضراء والصفراء البرتقالية التي تساعدها على حجز الطاقة الشمسية. ويعطي هذا المزيج من المواد لونًا ذهبيًا، ولهذا السبب، يُطلق عليها في بعض الأحيان الطحالب البنية الذهبية.
وتختلف الدياتومات عن الطحالب الأخرى بأن خلاياها تكون محاطة بصدفة صلبة شبيهة بالزجاج وتتكون من الأوبال.
تدعى الصدفة أيضًا بالمخروط أو الأنبوبة المخروطية، وتحتوي على جزءين الواحد ضمن الآخر شبيهة بالصندوق وغطائه. وتكون معظم الدياتومات دائرية أو مستطيلة الشكل. تتكاثر الدياتومات عادة بطريقة الانقسام الخلوي حيث تنقسم الخلية الواحدة إلى خليتين. وبعد أن تنقسم خلية الدياتوم، تحتفظ كل خلية جديدة بجزء من صدفة الخلية الأم وتبني جزءًا جديدًا لتتلاءم فيه. وتظل بعض الدياتومات متصلة ببعضها بعد انقسام الخلايا، مشكِّلة بذلك سلسلة أو مستعمرات ذات شكل شريطي.
ويقدر بعض العلماء احتمال وجود أكثر من 12,000 نوع من الطحالب. ويتعرف العلماء على أنواع الطحالب بفحص الصدفات.
توجد الدياتومات العالقة بكثرة في مناطق المحيطات، وتشكل مصدرًا مهمًا لغذاء الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى. وعندما تموت الدياتومات تبقى صدفاتها الصلبة متماسكة، وأخيرًا تغوص في قاع البحر. وتغدو طبقة أصداف الدياتومات خلال آلاف السنين عميقة جدًا. أما على اليابسة، فإن تراكم أصداف الدياتومات من قاع البحار القديمة يُستخرج في شكل أتربة دياتومية وتدعى أيضًا دياتوميت. وتستخدم مادة الدياتوميت مسحوِقًا للتلميع، وكاشطا، وعازلا أو مرْشاحًا. وتُستخدم أيضًا حشوة في الطلاءات، والمطاط والمنتجات البلاستيكية.
دياتومات كايتوسيروس، يتصل بعضها ببعض في سلاسل. 
دياتومات أراشنويدسكس ـ الطحلب العنكبوتي القرص ـ يكون منبسطًا وذا شكل دائري. 
دياتومات أراشنويدسكس ـ الطحلب العنكبوتي القرص ـ يكون منبسطًا وذا شكل دائري.   
أصداف الدياتومات تُظهر بعض الأشكال العديدة الممكنة من نباتات وحيدات الخلية. ويوضح المنظر (أعلاه) كيف يكون نصفا صدفة وحيدة الخلية متناظرين، وتبين الصورتان (أسفل) الأشكال المسطحة لطحلب مربع أو مخمس الرؤوس. 
******* 
العَوالقُ المائية Plankton  كمية من الكائنات الصغيرة التي تطفو على سطح المحيطات والبحيرات أو المسطحات المائية الأخرى أو بالقرب منها. وبعض العوالق المائية قد تسبح، ولكن لاتسبح بالقوة الكافية التي تمنعها من الانجراف مع التيارات المائية. وتتكون العوالق المائية من كائنات عضوية شديدة الاختلاف، والكثير منها تصعب مشاهدته بدون مجهر. ويُصنِّف العلماء العوالق المائية غالباً إلى نوعين رئيسيين، النباتات المغمورة والعوالق الحيوانية. وذلك بناء على الكائنات العضوية التي تحتويها. تتكون العوالق النباتية بصفة أساسية من طحلب بسيط بخلية واحدة. وتتضمن العوالق الحيوانية الأوليات المجهرية، والحيوانات البحرية مثل مجدافي الأرجل، وبرغوث الماء والسمك الهلامي. وبعض الكائنات العضوية تقضي حياتها كاملة عوالق مائية. وهذه تدعى العوالق الكاملة. وبعض العوالق التي تدعى العوالق العارضة تقضي فقط جزءاً من حياتها عوالق.
تؤدي العوالق جزءاً مهمًا في السلاسل الغذائية في المسطحات الميائية. والسلاسل الغذائية هي العلاقات الغذائية بين الكائنات. وتكون العوالق النباتية قاعدة لهذه السلسلة الغذائية، ويمكن للعوالق النباتية أن تنمو باستخدام أشعة الشمس والمعادن في المياه في عملية تُسمى التركيبب الضوئي. وبعض العوالق الحيوانية تأكل العوالق النباتية. وهذه العوالق الحيوانية تلتهمها عوالق حيوانية أكبر، والأسماك والحيوانات المائية الأخرى. وقد تغوص المواد الغذائية التي تنتجها العوالق المائية وتستهلكها الكائنات التي تعيش في القاع.
*******
الطحالب البنية. وهي متوافرة على طول العديد من شواطئ البحار في المناطق المعتدلة، وتدعى بعض أنواع هذه الطحالب عشب البحر، ويصل طولها إلى 60مترًا. 
****
عشب البحر الأسمر Kelp العملاق أحد أنواع عشب البحر الأسمر ينمو ضخمًا ويكون له المئات من الفروع. تشكّل هذه النباتات الضخمة في بعض الأماكن غاباتٍ تحت سطح الماء. وتحتمي بها أنواع كثيرة من الأسماك. 
عُشْب البحر الأسمر نوع من الأعشاب يتألف من مجموعة متنوعة من الأعشاب البحرية الكبيرة البنية اللّون التي تنمو تحت سطح الماء أو على الشواطىء الصخرية. وتوجد بالمياه الباردة في جميع أنحاء العالم لكنّها لا تنمو في المياه الاستوائية.
وتختلف بدرجة كبيرة من حيث الحجم والشكل. وأحد هذه الأنواع يُدعى عشب البحر الأسمر العِملاق، وبه المئات من الفروع وبكل فرع المئات من الأوراق. ويبلغ طول الواحد نحو 60م. وفي الأماكن التي توجد فيها الأعشاب العملاقة تشكل مع بعضها غابة تحت سطح الماء. وبعض الأنواع الأخرى قد يكون لها فرع واحد وارتفاعها أقل من متر واحد.
يتغذى العديد من الحيوانات البحرية كالقواقع وقنافذ البحر بهذه الأعشاب وتستخدمها حيوانات أخرى كسرطان البحر والأسماك مكانًا للحماية. وغابات عشب البحر الأسمر في ميناء ساحل كاليفورنيا الغربي متنوعة وتعج بها الحياة البحرية. ويربي الأفراد في اليابان والصين عشب البحر الأسمر، وذلك في مزارع مخصصة في المحيط. وفي العديد من الدول تجمع من المناطق التي تنمو بها طبيعيًا. ومن محصول عشب البحر الأسمر تؤخذ مادة صمغية تسمى الألجين تستخدم في صُنع الآيس كريم وصلصة السلطة والورق ومستحضرات التجميل ومنتجات أخرى.
****
وتستخدم الألجين ـ وهي مادة صمغية يتم الحصول عليها من عشب البحر ـ في تكثيف مواد التجميل والمثلجات والميونيز، وفي المنتجات الأخرى المصنعة. كما تستخدم بعض الطحالب البنية كسماد.
الطحالب الخضراء. توجد في المياه العذبة والمالحة على السواء، ومعظمها مجهرية، وتعيش في البرك والسواقي والجداول. وبإمكان كميات كبيرة من هذه الطحالب أن تلوِّنَ بحيرةً بكاملها. أما الأنواع الأخرى، فإنها أكبر، وتنمو على طول شواطئ البحار. ويحتوي العديد من الشواطئ المرجانية في المناطق المدارية على بقع من أعشاب البحر الخضراء، المملوءة بالجير ويجري بعض العلماء تجاربهم على الطحالب الخضراء النامية لاستخدامها كغذاء.
الطحالب الحمراء. يوجد معظمها في البحار شبه المدارية حيث تنمو أحيانًا مع المرجان. وتعيش أنواع قليلة من الطحالب الحمراء في المياه العذبة، ولبعض الأنواع منها أخضبة زرقاء بالإضافة إلى الأخضبة الحمراء والخضراء. وهناك طحالب حمراء معينة تكون مصدرًا للأجار، وهي مادة هلامية تستخدم في المختبرات لإنماء البكتيريا.وفي اليابان، يأكل الناس طحالب حمراء تسمى نوري وتباع عادةً مجففة.
****
وتنمو طحالب ونباتات أكثر نتيجة لوجود المغذيات الإضافية، وكلما نمت أعداد أكبر، ماتت أيضًا أعداد أكبر. وتتنفس الطحالب والنباتات ـ أي تفكك الغذاء لتطلق الطاقة ـ كما أنها تتحلل أيضًا. وتستهلك كلتا العمليتين الأكسجين الموجود. وفي الحالات القصوى ربما يصبح النهر أو البحيرة غاية في الثراء الغذائي لدرجة أن كل الأكسجين الذائب في الماء يستهلك خلال جزء من اليوم.
ويمكن أيضًا للتلوث الحراري أن يقلل من كمية الأكسجين التي تذوب في الماء. وبالإضافة لذلك، يمكن أن تقتل درجة الحرارة العالية بعض أنواع النباتات والأسماك.
كيف يؤثر الإثراء الغذائي على البحيرة  
الإثراء الغذائي عملية تضيف بها النفايات المغذيات إلى الماء، وتغير من توازن الحياة هناك. ويوضح الشكل الأسفل على اليمين بحيرة أضيف إليها القليل من النفايات الغذائية. وتنمو الطحالب مستخدمة المغذيات الموجودة فعلا في البحيرة، وتوفر الطعام للأسماك. وحينما تموت الأسماك والطحالب تصبح بقاياها نفايات عضوية. وتحول البكتيريا التي تستخدم أكسجين الماء هذه النفايات إلى مغذيات وتتكرر الدورة. وتخل النفايات العضوية والمغذيات التي يضيفها الناس بتوازن الدورة كما هو موضح على اليسار. وتزيد المغذيات نمو الطحالب وعندما تموت الطحالب فإنها تُضاف إلى النفايات. وتستخدم البكتيريا كميات كبيرة من الأكسجين، محولة النفايات إلى مغذيات. وبذلك يقل عدد الأسماك التي تبقى على وجه الحياة بسبب نقص الأكسجين.  
الدورة المتوازنة  
الدورة غير المتوازنة  
 التحكم
معالجة مياه الصرف الصحي. تستخدم محطات معالجة مياه الصرف الصحي الأكثر فعالية ثلاث عمليات منفصلة: معالجة أولية، ومعالجة ثانوية، ثم معالجة ثالثة أخيرة. ولكن القليل من محطات معالجة مياه الصرف الصحي تستخدم العمليات الثلاث. ونتيجة لذلك فإن معظم مياه الصرف الصحي المعالجة مازالت تحتوي على مغذيات يمكن أن تسبب الإثراء الغذائي ووجود المواد الكيميائية.
المعالجة التمهيدية للنفايات. يمكن للصناعات أن تخفض التلوث بمعالجة النفايات لإزالة المواد الكيميائية الضارة قبل إلقاء النفايات في الماء. وربما يمكن تخفيض كميات النفايات الصناعية أيضًا باستخدام عمليات تحويلية لاسترجاع المواد الكيميائية، وإعادة استخدامها.
مواصفات مياه الشرب. وُضِعت في معظم البلاد مواصفات لتحدَّ من كمية البكتيريا، والكيميائيات، والفلزات الضارة في مياه الشرب. وبالإضافة لذلك، فإنه ربما توجد قوانين تحدّ من كميات الكلوروفورم والكيميائيات العضوية الأخرى ذات العلاقة التي تسمى الميثانات ثلاثية الهالوجين. (THM)، في ماء الشرب بالمدن الكبيرة. وتتكون هذه الكيميائيات في محطات المعالجة حينما يضاف الكلور إلى مياه الشرب لقتل البكتيريا المسببة للأمراض. ويعتقد أن التعرض لمستويات عالية من الميثانات ثلاثية الهالوجين وخاصة الكلوروفورم يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان.
******
حقائق مهمة عن الماء  
ما كميات الماء على الأرض؟ هناك نحو 1,4 ألف مليون كم§ من الماء على الأرض. ويحوي الكيلو متر المكعب من الماء أكثر من 0,9 مليون مليون لتر من الماء.  
ما مقدار الماء العذب على الأرض؟ 3% فقط من الماء على الأرض ماء عذب، وحوالي ثلاثة أرباع هذا الماء العذب متجمد في المثالج والأغطية الثلجية. وُتقدر كمية الماء المتجمد هذا بما يعادل كميات الماء التي تجري في كافة أنهار الأرض لمدة ألف عام.  
كم تحوي الكائنات الحية من الماء؟ تتألف الكائنات الحية غالبًا من الماء. فمثلاً يشكل الماء حوالي 65% من جسم الإنسان، 70% من جسم الفيل، 80% من درنة البطاطس، 95% من ثمرة الطماطم.  
ما كمية الماء التي يستهلكها الفرد الواحد طوال حياته؟ متوسط ما يستهلكه الفرد الواحد من الماء طوال حياته نحو 60,600لتر.  
ما الصور المختلفة لوجود الماء؟ يُعتبر الماء المادة الوحيدة على الأرض التي يمكن وجودها بشكل طبيعي في ثلاث حالات. يوجد في الحالة السائلة، والصلبة (جليد) والغازية (بخار ماء).  
مامقدار كمية الماء التي يستعملها الفرد الواحد يوميًا؟ في الأقطار المتقدمة يستعمل الفرد نحو 380 لترًا في المنزل يوميًا.  
ما أكثر استعمالات الماء؟ يُستعمل الماء بكثرة في الصناعة، فهي تحتاج إلى نحو 300 لتر من الماء لإنتاج ورق نسخة واحدة من صحيفة يومية، وحوالي 170 لترًا من الماء لإنتاج كيلوجرام واحد من الفولاذ.  
هل يأتي وقت ينفد فيه الماء تمامًا؟ يستعمل الماء ويعاد استعماله مرات ومرات ولايمكن أن ينفد بالاستعمال، ويحتوي كل كأس ماء نشربه على جزيئات من الماء استعملت سابقًا عددًا لايحصى من المرات.  
الماء في حياتنا اليومية
كل نبات وحيوان وإنسان بحاجة إلى الماء ليبقى حيًا. ذلك لأن كل العمليات الحيوية من تناول الطعام إلى التخلص من الفضلات تحتاج إلى الماء. لكن اعتماد الناس على الماء يتعدى حاجتهم للبقاء أحياء، فنحن نحتاج إلى الماء أيضًا في أسلوب ونمط معيشتنا، ونحتاج إليه في منازلنا للنظافة الشخصية وطبخ الطعام، وغسل الأطباق، ونحتاج إليه في مصانعنا لإنتاج كل شيء تقريبًا من السيارات حتى السحَّابات التي نستعملها في ملابسنا. ونحتاجه في عمليات الري لزراعة المحاصيل في المناطق التي لاتحظى بأمطار كافية.
ميزانية استهلاك الماء  
الماء في الكائنات الحية. يتكون كل كائن حي في معظمه من الماء، فجسم الإنسان مؤلف بنسبة 65% من الماء وهكذا الحال في الفأر. أما الفيل وسنبلة القمح فيتألفان بنسبة 70% من الماء، ودرنة البطاطس ودودة الأرض تتألفان من 80% من الماء. أما ثمرة الطماطم ففيها 95% من الماء.
وتحتاج كل الكائنات الحية إلى كميات من الماء للقيام بعملياتها الحيوية. ويجب أن تتناول النباتات والحيوانات والإنسان العناصر الغذائية. وتساعد المحاليل المائية على تحليل العناصر الغذائية، وتحملها إلى كافة أجزاء جسم الكائن الحي. ومن خلال عمليات كيميائية يحول الكائن الحي العناصر الغذائية إلى طاقة أو إلى مواد لازمة لنموه أو إصلاح ما تلف منها. وتتم هذه التفاعلات في وسط محلول مائي. وأخيرًا فإن الكائن الحي يحتاج إلى الماء للتخلص من الفضلات.
وعلى كل كائن حي أن يتناول الماء في حدود طبيعته وإلا سيموت. فالإنسان يستطيع أن يبقى على قيد الحياة لمدة أسبوع واحد فقط بلا ماء. ويموت الإنسان إذا فقد جسمه أكثر من 20% من الماء. ويجب على الإنسان تناول حوالي 2,4 لتر من الماء يوميًا، إما على هيئة ماء شرب أو مشروبات أخرى غير الماء أو في الطعام الذي يتـناوله.
الماء في المنزل. يستعمل الناس الماء لأكثر من حاجتهم للبقاء أحياء. فهم يحتاجون الماء للتنظيف والطبخ والاستحمام والتخلص من الفضلات. فاستعمال الماء بهذه الصورة يعتبر ضربًا من الرفاهية لكثير من الناس. وملايين المنازل في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية ليس بها ماء جارٍ. ويتعين على الناس هناك سحب الماء يدويًا من بئر القرية، أو حمله في جرار من البرك والأنهار البعيدة عن منازلهم.
ويمكن أن يستعمل كل فرد في بلد متقدم ما معدله 380 لترًا من الماء في منزله يوميًا، حيث يلزم استخدام 26 لترًا من الماء لطرد أقذار المرحاض في كل مرة، كما يلزم ما يتراوح بين 76 و114 لترًا للاستحمام. وتحتاج كل دقيقة تحت دُش الحمام إلى 19 لترًا من الماء على الأقل، ويلزم 57 لترًا من الماء لغسل الأطباق في المنزل و 152 لترًا لتشغيل غسالة ملابس أتوماتية.
الماء لعمليات الري. تتطلب معظم النباتات التي يزرعها الناس كميات كبيرة من الماء. فعلى سبيل المثال، يلزم 435 لترًا من الماء لزراعة كمية من القمح تكفي لخبز رغيف واحد. ويزرع الناس معظم محاصيلهم الزراعية في المناطق ذات الأمطار الوفيرة، ولكنهم في سبيل الحصول على مايكفيهم من الغذاء فإنه يلزمهم ري المناطق الجافة. ولاتعتبر كميات الأمطار التي تستهلكها المحاصيل الزراعية من ضمن استعمالات الماء، حيث إن مياه هذه الأمطار لم تأت من موارد مياه البلد. ولكن مياه الري من الناحية الأخرى تعتبر ضمن استعمالات الماء إذ إنها تُسْحَب من الأنهار والبحيرات والآبار.
ومياه الري التي تستعملها أمة ما تعتبر مهمة بالنسبة لمواردها المائية، إذ إن هذه المياه تعتبر مستهلكة زائلة ولن يبقى منها شيء يعاد استعماله. تأخذ النباتات الماء عن طريق جذورها، ثم تمرره بعد ذلك عبر أوراقها إلى الهواء على هيئة غاز يسمى بخار الماء. وتحمل الرياح هذا البخار وهكذا يزول الماء السائل. ومن الناحية الأخرى فإن كل الماء المستعمل في منازلنا يعود إلى مصادر الماء ثانية. فالماء يحمل عبر أنابيب الصرف الصحي إلى الأنهار ثانية حيث يعاد استعماله مرة أخرى.
وفي أستراليا التي تعتبر أكثر قارات العالم جفافًا (ماعدا أنتاركتيكا)، تستهلك عمليات الري 74% من مجمل الماء المستعمل.
يذهب حوالي 41% من الماء المستعمل في الولايات المتحدة لعمليات الري. أما في المملكة المتحدة وهي قطر ذو أمطار صيفية غزيرة فإن حوالي 1% من مجمل استعمال المياه يذهب للزراعة. ومعظم هذه الكمية تُستعمل في عمليات الري بالرش، وذلك لبضعة أيام فقط أثناء فصل الصيف. ولمزيد من التفاصيل عن موضوع أنظمة الري.
الماء للصناعة. الاستعمال الوحيد الكبير للماء هو في الصناعة. ويلزم حوالي 144,000 لتر من الماء لعمل طن متري واحد من الورق. ويستعمل أرباب الصناعة حوالي 10 لترات من الماء لتكرير لتر واحد من النفط.
تسْحَب المصانع في الولايات المتحدة حوالي 600 بليون لتر من الماء يوميًا من الآبار والأنهار والبحيرات. وتُعتبر هذه الكمية معادلة لحوالي 52% من كميات الماء المستعمل في الولايات المتحدة.
وبالإضافة لهذا تشتري العديد من المصانع الماء من إدارات المياه في المدن. وتستعمل الصناعة في إنجلترا وويلز 80% من مجمل كميات المياه المستعملة هناك.
وتستعمل الصناعة الماء بعدة طرق، فهي تستعمله في تنظيف الفاكهة والخضراوات قبل تعبئتها أو تجميدها. ويستعمل مادة أساسية في المشروبات الغازية والأطعمة المعلبة المحفوظة ومنتجات عديدة أخرى وفي تكييف الهواء وتنظيف المصانع أيضًا. ولكن معظم كميات المياه المستعملة في الصناعة يتم استعمالها في عمليات التبريد. فمثلاً يبرد الماء البخار المستعمل في إنتاج القدرة الكهربائية من حرق الوقود، كما يقوم بتبريد الغازات الساخنة الناتجة عن عمليات تكرير النفط. ويبرد الفولاذ الساخن في مصانع الفولاذ.
ومع أن الصناعة تستعمل كميات وفيرة من الماء، إلا أن نحو 2% فقط من هذا الماء يعتبر مستهلكًا مهدرًا. ويعاد معظم الماء المستعمل في عمليات التبريد ثانية إلى الأنهار والبحيرات التي أُخذ منها أصلاً. والماء المستهلك في الصناعة هو ذلك الماء المضاف للمشروبات الغازية والمنتجات الأخرى. وكذلك كميات الماء القليلة التي تتحول إلى بخار أثناء عمليات التبريد.

T.H.E

T.H.E

الأستاذ /طارق العقيلي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.